
شنّت حركة "الشباب" الإرهابية سلسلة هجمات في مقديشو، أبرزها قصف مجمع "هالان" بقذائف الهاون قرب مطار آدم عدي الدولي، الذي يضم مقر بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية، ممّا يُعتبر تصعيدًا خطيرًا في قلب العاصمة ، ويعيد إلى الواجهة تساؤلات حول قدرة الصومال على احتواء خطر الحركة الإرهابية.
هذه الهجمات تعكس، وفق محللين، محاولة من الحركة لاستغلال مرحلة "الانتقال الأمني"، وغياب الإجماع السياسي، لتثبيت معادلة جديدة على الأرض.
ويُحذّر مراقبون ومحللون، نقلت عنهم (العين الإخبارية)، من أنّ تصاعد الهجمات ليس معزولًا عن السياق السياسي الداخلي، بل يتغذّى من التباين بين النخب الصومالية حول ملفات الحكم والانتخابات، وسط غياب استراتيجية وطنية موحّدة لمواجهة الجماعة الإرهابية.
الهجوم الأخير يأتي وسط مشهد سياسي متأزم تتصاعد فيه التوترات بين الحكومة الفيدرالية والولايات الإقليمية، مع تعثر مسار الإصلاحات السياسية وتزايد الخلافات حول تقاسم السلطة وتنظيم الانتخابات.
وفي هذا السياق، يرى محللون أنّ حركة "الشباب" تحاول عبر هذا التصعيد استثمار الفراغ السياسي الناتج عن "مرحلة الانتقال الأمني"، في محاولة لفرض معادلة جديدة على الأرض.
كما تستغل الحركة، وفق متابعين، التراجع الدولي في الاهتمام بالملف الصومالي، في ظل انشغال القوى الكبرى بأزمات أخرى إقليمية ودولية، وهو ما يمنح الجماعة هامشًا أوسع للمناورة وتنفيذ عمليات نوعية.
التراجع الدولي في الاهتمام بالملف الصومالي، في ظل انشغال القوى الكبرى بأزمات أخرى إقليمية ودولية، هو ما يمنح الجماعة هامشًا أوسع للمناورة.
من جهته، اعتبر المحلل السياسي آدم جبريل أنّ الهجوم الأخير بقذائف الهاون على مجمع "هالان" لا يحمل فقط دلالات أمنية، بل يكشف أيضًا أنّ العاصمة، بصفتها رمزًا للدولة، ما تزال هدفًا رئيسيًا في المعركة التي تخوضها حركة "الشباب" لإعادة رسم خارطة النفوذ.
وأضاف أنّ الهشاشة السياسية الداخلية تجعل الردود الأمنية غير كافية بمفردها، ما لم تُرافقها رؤية سياسية وإدارية تستعيد زمام المبادرة، وتمنع الحركة من استثمار الانقسامات كذخيرة في معركتها المفتوحة مع الدولة.
وأجمع المحللون على أنّ التعامل مع التصعيد الأخير لا يمكن أن يقتصر على الاستجابة العسكرية، بل يجب أن يشمل بناء توافق سياسي بين الحكومة الفيدرالية والولايات، بما يعزز التنسيق الأمني ويحيد الخلافات السياسية عن مسار مواجهة الإرهاب.
وبحسب مراقبين في المنطقة، يمثل التصعيد الأخير من قبل حركة "الشباب" جرس إنذار، يُظهر أنّ التنظيم ما يزال يحتفظ بقدرات هجومية مرنة، ويُجيد استغلال اللحظات السياسية المضطربة لتحقيق مكاسب ميدانية ورمزية.
وقد قُتل ما لا يقلّ عن (10) أشخاص، بينهم مجندون، وأصيب عشرات آخرون في تفجير بالعاصمة الصومالية مقديشو تبنته حركة الشباب المجاهدين، ولقي (120) عنصرًا من حركة "الشباب" الإرهابية حتفهم في عمليات عسكرية نفذها الجيش الصومالي في مدينة آدن يبال خلال الأيام الماضية.