تدمير الحوثيين للتعليم: الوسائل والأهداف

تدمير الحوثيين للتعليم: الوسائل والأهداف

تدمير الحوثيين للتعليم: الوسائل والأهداف


31/12/2022

عبدالواسع الفاتكي

وجهت المليشيات الحوثية ضربات متتالية للتعليم في اليمن، أقدمت على تغيير المناهج الدراسية بمقررات طائفية، فجرت عشرات المدارس، حولت أخرى لثكنات عسكرية، كثفت من حملاتها داخل المرافق التعليمية لغسل أدمغة الطلاب ودفعهم لمحارق الموت في جبهات القتال. مسلسل التدمير الحوثي للتعليم العام والخاص، أخذ صورا وأشكالا شتى، لتحقيق هدف أساسي مرتبط بتوسيع رقعة الأمية في المجتمع اليمني، وإلغاء مجانية التعليم بفرض المليشيات الحوثية رسوما على الطلاب والطالبات، التي أضحت رافدا من الروافد المالية للمليشيات الحوثية.

تسعى المليشيات الحوثية لخصخصة التعليم لأن ذلك يساعدها في تحويل الطلاب لمقاتلين عبر إدخالهم في دورات طائفية، تطعمهم بالكراهية والعنف والموت في سبيل الدفاع عن مشروعها الطائفي. وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والأوضاع المعيشية السيئة، لن يكن بمقدور كثير من الأسر تعليم أبنائها، الذين سيكن مصيرهم للشارع، ما سيوفر لمشرفي الحوثيين فرصا سانحة لاستقطابهم لمعسكرات التجنيد، والزج بهم في المعارك ليعودوا في صناديق الموت وصورا معلقة على جدران المدارس، التي تحولت لمعارض لقتلى المليشيات الحوثية لتعزيز ثقافة الموت وتقديسه في سبيل مشروعها في أذهان من بقي من الطلاب في مقاعد الدراسة.

فرض المليشيات الحوثية رسوما على الطلاب والطالبات يخل بالعدالة الاجتماعية في قطاع التعليم، ويؤدي لفرز طبقي في المجتمع، حيث سيصبح التعليم محصورا على طبقات محددة في المجتمع. طبقة مترفة متعلمة، وهي طبقة المشرفين الحوثيين وقياداتهم، يقابلها طبقة فقيرة أمية من أبناء اليمن، وهي السواد الأعظم، الأمر الذي سيخلق مشكلات اجتماعية واقتصادية كبيرة، كعمالة الأطفال، وزيادة معدلات انحرافهم، وانتشار الجرائم في أوساطهم، وهو ما سيكلف اليمن مستقبلا ثمنا كبيرا لمعالجة تلك المشكلات والتخلص من آثارها.

يتعرض التعليم في المناطق التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية لتجريف متعمد، وحرمان النشء عن سبق إصرار من الحصول على حقهم في التعليم المجاني كحق إنساني أصيل عبر سلسلة من ممارسات المليشيات الحوثية الرامية لنسف قطاع التعليم وإفراغه من محتواه، وحرصها الدؤوب على توجيهه لما يخدم أفكارها الطائفية، وفرضها على شريحة واسعة من النشء لتؤسس بذلك لكارثة قادمة من مشاريع عنف متواصلة، وقودها نشء تم غسل دماغه وحشوه بأفكار الطائفة والعنف، وتهيئته لدورات من الاحتراب في سبيل الكهنوت الحوثي، وعلى حساب السلم الاجتماعي وأمن واستقرار اليمن.

عن "ميدل إيست أونلاين"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية