تداعيات قتل قاسم سليماني

تداعيات قتل قاسم سليماني


06/01/2020

هشام ملحم

قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب قتل الجنرال قاسم سليماني، وهو خيار رفضه سلفيه باراك أوباما وجورج بوش لتفادي مواجهة شاملة مع الجمهورية الإسلامية، وضع الولايات المتحدة وإيران على طريق الحرب.

هذا ما قاله أكثر من مراقب ومحلل، منذ الإعلان عن الغارة التي قضت على سليماني وزميله في القتال ضد أميركا وحلفائها في المنطقة أبو مهدي المهندس وهما يغادران مطار بغداد.

ولكن أي مراجعة للتاريخ الطويل والمعقد والحافل بالتناقضات للعلاقات الأميركية ـ الإيرانية منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران قبل أكثر من أربعين سنة، تبين أن البلدين يسيران ببطء ولكن بثبات على طريق طويل سينتهي بالحرب.

القوات الأميركية والإيرانية خاضت معارك عسكرية مباشرة في سياق الحرب العراقية ـ الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي. كما تفاوض البلدان بالسر للإفراج عن الرهائن الأميركية في لبنان ـ لقاء سلاح إسرائيلي لإيران ـ ولاحقا خاضت إيران معارك غير مباشرة ضد القوات الأميركية في العراق، قبل أن يفرض عليهما عدو مشترك اسمه تنظيم "الدولة الإسلامية"، ضرورة قتاله معا في العراق وسوريا، ولكن دون تنسيق مباشر، ليعودا إلى طريق العداء بعد هزيمته.

قاسم سليماني، ذو الخلفية المتواضعة، تلقى معمودية النار خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية التي زارت تقريبا كل بيت إيراني وعراقي وخلفّت وراءها جثث القتلى، والمجروحين جسديا وروحيا والمبتورين واليائسين.

في أواخر التسعينيات ترأس سليماني قيادة فيلق القدس في الحرس الثوري المسؤول عن بناء خطوط الدفاع الأولية عن الثورة الإيرانية من خلال تأسيس وتطوير القوى والتنظيمات العسكرية الشيعية وبمعظمها في المحيط الجغرافي لإيران، لاستخدامها في حروب الجمهورية الإسلامية بالوكالة.

استخدم قاسم سليماني فيلق القدس لتدريب وتنظيم وتسليح التنظيمات التي قاتلت ضد القوات الأميركية في العراق، حيث حملته وزارة الدفاع الأميركية مسؤولية قتل أكثر من 600 جندي أميركي.

لاحقا، حين واجه نظام بشار الأسد في سوريا انتفاضة مسلحة كادت تطيح به، نقل قاسم سليماني خبراته العسكرية والقتالية إلى سوريا، واستخدم احتياط إيران من المقاتلين الشيعة المتوفرين له من صفوف "حزب الله" في لبنان والميليشيات الشيعية في العراق والمقاتلين الأفغان الشيعة إلى سوريا وأنقذ الطاغية الأسد ونظامه من هزيمة مؤكدة.

هذا التاريخ الوجيز لقاسم سليماني يبين أنه كان في صلب جميع المعارك التي خاضها النظام الإسلامي في إيران منذ بدايته ضد أعدائه الإقليميين وضد الولايات المتحدة. ويظهر بوضوح أن يديه ـ وأيدي قادة الميليشيات التي تدور في فلك إيران ـ ملطخة بدماء آلاف الضحايا، وخاصة في سوريا والعراق، وأكثريتهم من المسلمين والعرب.

وأي تاريخ وجيز لـ"الحاج" [قاسم سليماني] كما كان يناديه محبيه، يجب أن يشير إلى أن قاسمي كان محنكا وماكرا، وخرج في سنواته الأخيرة من ظلال العمل السري حيث خلق لنفسه شخصية كاريزمية ساهم الإعلام الإقليمي وحتى الأوروبي والأميركي في نشرها وتعزيزها، حيث بدى سليماني في بعض المقالات والتعليقات وكأنه شخصية أسطورية لا تقهر.

تصعيد نوعي
الغارة التي قتلت سليماني تمثل تصعيدا نوعيا ولا سابقة له في العلاقات بين واشنطن وطهران. يلتقي المحللون والخبراء بالشؤون يلتقون على القول إن سليماني، كان "الرجل الثاني" في إيران بعد المرشد علي خامنئي وإنه كان مرشحا حقيقيا لقيادة البلاد في مرحلة ما بعد خامنئي، وخاصة إذا تم إلغاء منصب ولاية الفقيه، كما يتوقع البعض.

في الواقع، يمكن القول إن سليماني كان صاحب الكلمة الفصل في إيران خلال مناقشة أي خلافات أو اجتهادات أمنية واستراتيجية تتعلق بالدول والتنظيمات التي تدور في فلك إيران.

من هذا المنظور فإن تصفية شخصية متميزة من الصعب استبدالها مثل قاسم سليماني، بقرار من رئيس أميركي من الصعب، بل من المستحيل التنبؤ بمواقفه وقراراته، تعتبر أكبر نكسة سياسية تتعرض لها إيران منذ نهاية حربها مع العراق. الصدمة التي تلقتها إيران حقيقية، لأن قتل أسطورة قاسم سليماني لم يكن أمرا متوقعا. وهذا يعني من جملة ما يعنيه، أن القيادة الإيرانية ستركز في الأيام القليلة المقبلة على تعبئة الإيرانيين ضد الولايات المتحدة خلال تشييع ودفن سليماني، وعلى خلق أسطورة جديدة "للحاج قاسم"، هي أسطورة "الشهيد" خاصة وأن المرشد خامنئي كان يدعو سليماني أحيانا "الشهيد الحيّ".

طهران تحتاج إلى مثل هذه الأسطورة لتحويل الاهتمام عن قمعها الدموي للمتظاهرين الإيرانيين ضد الفساد والنظام الإسلامي. تحتاج القيادة الإيرانية أيضا إلى المزيد من الوقت لاستيعاب حجم هذه النكسة، قبل التخطيط بصبر ودم بارد لكيفية الرد على ما اعتبرته بمثابة إعلان حرب أميركية عليها من خلال قتل سليماني، وأن تفعل ذلك بطريقة تليق بمكانة وأسطورة سليماني.

حصان أصيل أم بغل بطيء؟
حوّل قاسم سليماني فيلق القدس إلى قوة إقليمية لا يستهان بها بسبب شبكة العلاقات المعقدة التي بناها خلال العقدين الماضيين. فهو يعرف شخصيا قادة الميليشيات الشيعية التي يمولها ويسلحها و"يرشدها" من "حزب الله" في لبنان، إلى ميليشيات ما يسمى بالحشد الشعبي في العراق، إلى الجيش السوري والميليشيات التي تدعمه، إلى المتمردين الحوثيين في اليمن.

وخلال القتال ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق وسوريا، وحصار حلب والقتال في المناطق السورية الأخرى كان دور قاسم سليماني بارزا ومحوريا وخاصة في العراق. مثل هذه الخبرة الميدانية، والعلاقات الشخصية التي تطلب تطويرها سنوات عديدة، من الصعب تعويضها بسرعة.

عين المرشد علي خامنئي نائب سليماني، اسماعيل قاآني قائدا لفيلق القدس. وحده الزمن سيبين لاحقا ما إذا قام خامنئي باستبدال حصان أصيل ببغل بطيء.

قيل وكتب الكثير في الأيام الماضية عن طبيعة "الانتقام" الإيراني وكيف سترد القيادة في طهران على مثل هذه الضربة الموجعة وما إذا كان الرد سيكون بوسائل وأدوات إيرانية وموجه ضد الولايات المتحدة ومصالحها، أم سيكون عبر وكلاء أو عملاء إيران وموجه ضد أميركا وحلفاؤها في الشرق الأوسط.

وذّكرت معظم التعليقات بالقول الصائب في مثل هذه الحالات: الذين يتحدثون كثيرا لا يعرفون، والذين لا يتحدثون أبدا يعرفون. وبما أن إيران لم تواجه مثل هذه الخسارة من قبل، يمكن القول إنه لا أحد يعرف بأي درجة من الثقة كيف وأين سترد إيران، وكل ما يمكن قوله ببعض الثقة، إنه بناء على سجل الجمهورية الإسلامية، سوف يكون هناك رد، لأن إيران لا تستطيع أن تسمح لأعدائها بالقول إنها فقدت هيبتها بعد فقدانها لقاسم سليماني.

ستحاول إيران استيعاد هيبتها لكي تؤكد لأعدائها كما لأصدقائها ووكلائها أنها أصيبت بنكسة، ولكنها لم تهزم. إيران من هذا المنظور تبدو كإدارة الرئيس ترامب التي بدت وكأنها فقدت هيبتها في الأشهر الماضية حين واصلت إيران استفزازاتها وتصعيدها العسكري المباشر وغير المباشر لأميركا. وهذا يشمل إسقاط طائرة أميركية مسيّرة، وتفجير ناقلات نفط سعودية وإماراتية في الخليج، وقصف أكبر منشأتي نفط في السعودية، وكذلك القصف المستمر والمتنامي للقواعد العسكرية في العراق التي تتواجد فيها قوات أميركية وعراقية.

إخفاق واشنطن في الرد السريع على هذه الاستفزازات، ساهم في تعزيز موقع إيران. من هذا المنظور يمكن اعتبار تصفية قاسم سليماني تصعيدا نوعيا وحتى خطيرا يهدف من جملة ما يهدف إليه استعادة هيبة أميركا في المنطقة.

من هنا كان خيار قتل سليماني مفاجئا، لأن الرئيس ترامب يردد دائما أنه يريد الانسحاب من حروب أميركا في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، وقتل سليماني يمكن أن يورطه أكثر في نزاع معقد مع إيران قد لا يستطيع السيطرة عليه.

هل كان قرار تصفية سليماني حكيما؟
سوف يستمر النقاش لوقت طويل حول ما إذا كانت عملية قتل قاسم سليماني مبررة قانونيا أو أخلاقيا. ولكن إذا نظرنا إليها سياسيا، فإن السؤال الذي يجب أن يطرح هو: هل كان القرار حكيما أو عمليا بمضاعفاته على الأرض.

يقول المسؤولون الأميركيون يقولون إن قتل سليماني كان عملا "دفاعيا" لأنه كان يخطط مع قادة الميليشيات التي تهيمن عليها إيران في المنطقة، وفقا لمعلومات مؤكدة من الاستخبارات الأميركية، لضرب مصالح الولايات المتحدة في بعض دول المنطقة. وحده الزمن، وطبيعة الرد الإيراني، والرد الأميركي الذي سيتبع الرد الإيراني، سيبين ما إذا كان القرار حكيما ويعكس المداولات المتأنية والعقلانية للمخططين الاستراتيجيين، أم متهورا وانتقاميا ويعكس شخصية الرئيس الأميركي.

الأمر المقلق هو أنه لم يعد هناك حول الرئيس مستشارون لهم خبرات في الحكم ومعرفة بقضايا السياسة الخارجية ويتمتعون بشخصيات قوية تؤهلهم لوقف أي تصرفات متهورة من ترامب وإعطائه بدائل أفضل.

هل هناك شخصيات بارزة في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي والوزارات الأساسية قادرة على التنبؤ بكيفية قراءة إيران لوضعها وخياراتها؟ أو قادرة على ممارسة لعبة الشطرنج السياسي ولعبة الصبر الاستراتيجي الطويل الذي تجيده إيران؟ قطعا لا نستطيع أن نقول إن الرئيس ترامب هو واحد منهم، وقطعا لا نستطيع أن نستبعد أن يغير رأيه بعد أيام وأسابيع وأن يعيد خلط الأوراق ويخلق الفوضى ويرغم مساعديه على محاولة التأقلم مع حقائق من الصعب التأقلم معها.

والسؤال الأهم المطروح في واشنطن، وفي عواصم الدول المعنية في الشرق الأوسط هو: هل لدى الرئيس ترامب بالتحديد، وأيضا مساعديه تصورا أو خططا جاهزة ومدروسة بدقة وقابلة للتطبيق للرد على ردود الفعل الإيرانية؟ أم أن قتل سليماني كان عملا انتقاميا صرفا أو اعتباطيا اتخذه ترامب بعد أن راقب تغطية شبكات التلفزيون لاقتحام عناصر الميليشيات في العراق للدفاعات الأولية للسفارة الأميركية في بغداد؟

المؤشرات الأولية تبين أن مضاعفات وتداعيات قتل سليماني لم تدرس بدقة، لأنه وفقا لتقرير مفصّل نشرته صحيفة نيويورك تايمز وضع المخططون الأميركيون خيار قتل سليماني ليس لٰنهم يحبذون اتخاذ مثل هذه الخطوة النوعية والخطيرة، بل أنهم يفعلون ذلك عادة لإقناع الرئيس باختيار التوصيات الأقل خطورة. الصحيفة أشارت إلى أن المخططين العسكريين دهشوا لأن الرئيس ترامب قبل بهذه التوصية الخطيرة.

غياب أي تصور لمرحلة ما بعد تصفية سليماني غير مفاجئ وينسجم مع سلوك إدارة الرئيس ترامب تجاه إيران منذ وصوله إلى البيت الابيض وتحديدا منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الدولي مع إيران. بعد هذه الخطوة فرض الرئيس ترامب ما سمي بسياسة "الضغوط القصوى" ضد إيران من خلال إعادة فرض العقوبات الاقتصادية القديمة ضدها ومعاقبة أي دول أو شركات تتعامل معها.

نجحت سياسة "الضغوط القصوى" بإلحاق أضرار كبيرة بالاقتصاد الإيراني ونوعية حياة الإيرانيين، ولكنها لم تنجح سياسيا في إرغام النظام الإيراني على العودة إلى المفاوضات.

لم تطور إدارة الرئيس ترامب استراتيجية تجلب إليها الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران وأصدقائها الآخرين والقول للإيرانيين بأن هناك أفق سياسي إذا قبلت بتعديل سياساتها مقابل تخفيف أو الغاء بعض العقوبات. ولهذا السبب بدت واشنطن وكأنها تريد أن توجع إيران، وكأن التسبب بالوجع لمجرد التسبب به هو الهدف، وليس التوصل إلى تسوية سلمية تنقذ المنطقة من سباق تسلح نووي وتضبط سلوك إيران التخريبي.

يلتقي الرئيس ترامب والقيادة الايرانية على رفضهما التورط في حرب نظامية أو تقليدية. ترامب لا يريدها لأنه لا يريد التورط في حرب أخرى لا نهاية لها في الشرق الأوسط، ولأنه لا يريد أن يكون متورطا في حرب طويلة الأمد وهو يحضر لمعركة إعادة انتخابه. الإيرانيون لا يريدونها لأنهم ليسوا في وضع متساو مع الولايات المتحدة وقدراتهم القتالية النظامية متدنية كثيرا مقارنة بالقدرات الأميركية. ولكن ذلك لا يعني أن المواجهات غير المباشرة وحروب الوكالة لن تستمر بين البلدين في المستقبل المنظور.

خلال الأيام والأسابيع المقبلة ستواجه إدارة الرئيس ترامب أسئلة صعبة ومشككة من الديمقراطيين في الكونغرس الذين نددوا بقرار ترامب التصعيدي والأحادي الجانب، والذي اتخذه دون تفويض من الكونغرس ودون استشارة قادة الحزبين كما يفترض.

تحدث الرئيس ترامب ومساعديه عن معلومات استخباراتية موثوقة حول خطط كان سليماني وقادة ميليشياته يعدونها لضرب المصالح الأميركية. يريد الديمقراطيون يريدون الاطلاع على هذه المعلومات. وسوف نسمع أصواتا من داخل وخارج الكونغرس تقول إن قرار ترامب قتل سليماني، يهدف من جملة ما يهدف إليه تحويل الأنظار عن محاكمته في مجلس الشيوخ ومساعدته انتخابيا. هذه الاصوات سوف تذّكر ترامب وأنصاره، بأن ترامب كان قد شكك علنا بنوايا باراك أوباما تجاه إيران حين اتهمه بأنه يريد استفزاز إيران والتورط في حرب معها واستغلال ذلك انتخابيا.

خصوم الرئيس الأسبق بيل كلينتون قالوا كلاما مماثلا خلال محاكمته عندما قصف معسكرات لتنظيم "القاعدة" في أفغانستان. الاتهامات لأوباما وكلينتون لم تكن صحيحة، ولا توجد أدلة حتى الآن بأن ترامب أمر بقتل سليماني لاعتبارات انتخابية.

لا تزال شخصية ترامب المتقلبة، من أبرز علامات الاستفهام في هذه الفصل الجديد المحفوف بالمشاكل والتحديات مع إيران. قبل أيام قال ترامب إنه لا يسعى إلى تغيير النظام في طهران، ولا يريد التورط في حرب مع إيران، لا بل ادعى أنه أمر بقتل سليماني لتفادي الحرب وليس للدخول في حرب جديدة.

ولكن ترامب صعّد من تهديداته المتهورة لإيران في اليوم التالي حين رد على تهديدات متهورة لمسؤولين إيرانيين بالقول إنه إذا تعرض أميركيون أو أي مصالح أميركية للهجمات فإنه سوف يضرب في هذه الحالة 52 هدفا في إيران بما فيها أهداف "ثقافية"، وذلك في إشارة إلى عدد الرهائن الأميركية الذين احتجزتهم الثورة الإيرانية في السفارة الأميركية في طهران 444 يوما. ووصف ترامب تغريدته بأنها "إنذار" للإيرانيين، مضيفا أن الولايات المتحدة قد انتقت 52 موقعا "بعضها عالية المستوى ومهمة لإيران وللثقافة الإيرانية، وهذه الأهداف وإيران ذاتها سوف تتعرض لضربات سريعة جدا وقاسية جدا. الولايات المتحدة لن تقبل تهديدات إضافية". إشارة الرئيس ترامب إلى احتمال ضرب أهداف ثقافية هامة للإيرانيين أثار الاستغراب والاستياء خاصة وأن الأمم المتحدة ترفض وتدين مثل هذه الهجمات.

يواجه الرئيس ترامب محكمة في مجلس الشيوخ في المستقبل القريب، وإذا بقي في منصبه كما هو متوقع، سيواجه لاحقا معركة انتخابية صعبة. المرشد علي خامنئي ونظامه يواجهان موجة استياء شعبي هي الأسوأ منذ تظاهرات 2009 الهامة. وإذا حدثت مواجهات إقليمية، فإن الأطراف الأخرى مكشوفة وضعيفة وتواجه تحديات داخلية. في إسرائيل يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو اتهامات قضائية خطيرة، وانتخابات جديد هي الثالثة خلال سنة. في العراق هناك فراغ سياسي بعد استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، وفي لبنان هناك فراغ حكومي بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري وأزمة اقتصادية ومصرفية خانقة.

قاسم سليماني، الرجل الذي عاش بالسيف والبندقية والصاروخ، قتله صاروخ أطلقته طائرة أميركية مسيّرة كانت تنتظره فوق بغداد. رجال مثل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس يحملون في صدورهم قلوب من حديد. هؤلاء لا يستحقون الرثاء أو التأسف على رحيلهم، هذا ما يستحقه ضحاياهم الكثر. هل كانت تصفية قاسم سليماني قرارا حكيما؟ كيفية تعامل الرئيس ترامب وإدارته مع تداعيات تصفيته، بما في ذلك ردود الفعل على التصعيد الأميركي، سوف تجيب بوضوح أكثر على هذا السؤال.

عن "الحرة"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية