بيان الإخوان المسلمين حول أحداث 11 سبتمبر

بيان الإخوان المسلمين حول أحداث 11 سبتمبر

بيان الإخوان المسلمين حول أحداث 11 سبتمبر


15/01/2025

ناصر الحزيمي

في 11 سبتمبر من عام 2001م حدثت الجريمة النكراء والفاجعة الكبرى وأعني هنا الهجوم على مركز التجارة والبنتاغون بالطائرات المدنية مما أدخل الرعب والخوف على الشعب الأميركي حتى إن إحدى الصحف كتبت بالبنط "بوش وكبار المسؤولين يختبئون في أماكن آمنة..." وبالبنط العريض "ذعر في أميركا..." هذا ما جاء في صحف يوم 12/9.

وقتها كان الجميع يناشد الجانب الأميركي بعدم التسرع في توجيه التهم للمسلمين، المفاجأة هنا أن هناك بيانا نشر في 14 سبتمبر 2001م تحت عنوان "علماء ومفكرون مسلمون ينددون بالهجوم على واشنطن ونيويورك" وهو حقيقةً بيان صادر من جماعة الإخوان المسلمين خصوصا وجميع الموقعين عليه هم من جماعة الإخوان المسلمين وتنظيمهم الدولي. فقد ذكر مع البيان 46 هيئة وفردا ممن وقع على البيان ولم يتضمن أي توقيع لأي أفراد أو جماعات خارج جماعة الإخوان المسلمين، فلا يوجد توقيع للسلفيين ولا لجماعة التبليغ ولا لحزب التحرير الإسلامي. والسؤال المطروح هنا لماذا استعجلت جماعة الإخوان المسلمين إصدار هذا البيان بهذا التاريخ وبهذه الصيغة؟ وهنا يجب أن نتنبه إلى أن جماعة الإخوان المسلمين وقبل اعتداءات سبتمبر كانوا على اتصال بالمخابرات الأميركية وبوساطة الدكتور سعد الدين إبراهيم صاحب مركز ابن خلدون، كما اعترف هو بذلك تلفزيونيا، إذا تنبهنا لذلك سوف نفهم لماذا بكر الإخوان المسلمين بهذا البيان الذي صدر في اليوم الثاني من أحداث سبتمبر أي في 12سبتمبر قبل أن يتهم أو يدان أي إسلامي بشكل صريح وواضح، أليس هذا من باب "كاد المريب أن يقول خذوني"؟ أليس هذا البيان ينافي الوحدة الإسلامية؟ فمن الواضح هنا أن الإخوان المسلمين كانوا نفعيين بشكل سافر بل يكادون في هذا البيان أن يبرئوا أنفسهم لكي يحمل جريرة الاعتداءات جماعات إسلامية أخرى غير إخوانية من باب التعريض والتوجيه المبطن، وكما هو معروف أن جماعة الإخوان المسلمين استمرت بعد ذلك برمي الجماعات الإسلامية الأخرى المنافسة لها بكل نقيصة وتطرف واحتكار ادعاء الاعتدال والتسامح حتى ولو كان الواقع يكذب ذلك، كما حدث في أحداث غزة بعد ذلك وانسياقهم وراء سياسة الضغط لصالح الدول الممولة للجماعة من غير رؤية استراتيجية حقيقية تضع المصلحة العليا للأمة هي الهدف الأسمى، إن مما يرهق أي كيان ويدخله دائرة الفشل المزمن هو الارتهان لسياسة المغامرات والتكتيكات من غير أن يكون للثوابت الإيجابية وجود، فجماعة الإخوان المسلمين يربون على الإيمان المطلق بالجماعة والتنظيم، وأن ما ترجحه القيادة هو الراجح والصواب والحق، هكذا بشكل مطلق لهذا لا تجد في برامجهم تأكيدا على المراجعات الفكرية أو نقد الذات وإلا فأين أصوات مراجعاتهم بعد دمار غزة؟ وقبل ذلك أين مراجعاتهم لسلوكهم السياسي في مصر والخليج وشمال إفريقيا؟ أين مراجعاتهم لدورهم في الحرب العراقية الإيرانية؟ وإلى أي مدى كانوا متورطين مع الإيرانيين؟

إن أقصى ما أوصلهم له حراكهم السري الدؤوب وباسم الإسلام إنهم يمارسون العمالة للغرب ضد أوطانهم من خلال خدمات ظرفية ضارة لأوطانهم وأمتهم، كما أنهم وكعادتهم في الخصومة لا يتورعون عن الفجور في الخصومة والخلاف وهذا واضح وبين في طنين ذبابهم.

العربية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية