تجدّدت الاشتباكات بين قوات الأمن التونسي ومحتجين، أمس، إثر انتحار مصور صحافي حرقاً في مدينة القصرين في غرب البلاد، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية.
وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق عشرات من المحتجين الذين شيعوا جثمان الصحافي إلى مثواه الأخير، بحسب المصدر.
اقرأ أيضاً: في ذكرى البوعزيزي: كيف تحوّل الربيع إلى حريق مدمّر؟
ودارت مواجهات أمام مقر مبنى ولاية القصرين حيث التعزيزات الأمنية مكثفة.
وكان وسط المدينة شهد حالة احتقان ليل الإثنين الثلاثاء حين أشعل العشرات من المحتجين عجلات مطاطية وأغلقوا الطريق في حي النور وشارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وردت عليهم الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع، وفقاً لـ"فرانس برس".
أحدثت مأساة انتحار الصحفي عبد الرزاق رزقي على طريقة البوعزيزي حالة من الصدمة في تونس
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، سفيان الزعق، أمس، إنّ ستة من عناصر الأمن أصيبوا بجروح طفيفة خلال مواجهات ليل الإثنين الثلاثاء مشيراً إلى توقيف تسعة أشخاص.
وتوفّي المصوّر الصحافي، عبد الرزاق زُرقي، بعد أن أضرم النار في نفسه، مساء الإثنين الثلاثاء، احتجاجاً على البطالة والأوضاع المتردية في منطقة القصرين.
وقال الزرقي، في شريط فيديو قبل وفاته، وفق ما ذكرت "فرانس برس": "من أجل أبناء القصرين الذين لا يملكون مورد رزق... اليوم سأقوم بثورة، سأضرم النار في نفسي".
اقرأ أيضاً: أين وصلت تونس بعد 7 سنوات من "الثورة"؟
والقصرين بين المدن الأولى التي اندلعت فيها الاحتجاجات الاجتماعية أواخر العام 2010 وقتلت قوات الشرطة خلالها محتجين قبل أن تتسع رقعة التظاهرات في تونس وتطيح بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.
إضراب عام
وردّاً على انتحار المصور الصحفي أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين، أمس، تنظيم إضراب عام يوم 14 كانون الثاني (يناير) المقبل.
ويحمل تاريخ الإضراب المقرر، وفق النقابة، رمزية كونه يتوافق مع ذكرى "الثورة" وسقوط حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي عام 2011، وهو تاريخ بدء الانتقال السياسي في البلاد.
اقرأ أيضاً: معلومات لا تعرفها عن أول انتحارية تونسية
وقال العضو في النقابة، المهدي الجلاصي، لوكالة الأنباء الألمانية، إنّ الإضراب سيشمل وسائل الإعلام العمومية ووسائل الإعلام في القطاع الخاص، وسيحمل شعار "إضراب الكرامة".
وأحدثت مأساة انتحار الصحفي المصور عبد الرزاق رزقي في مدينة القصرين غربي البلاد، وعلى طريقة محمد البوعزيزي مفجر الثورة التونسية قبل ثمانية أعوام، حالة من الصدمة في تونس.
ردّاً على الحادثة أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين تنظيم إضراب عام يوم 14 كانون الثاني المقبل
وقالت النقابة إنّ رزقي أضرم النار في جسده نتيجة ظروف اجتماعية قاسية وانسداد الأفق وانعدام الأمل.
وتعد حرية التعبير والصحافة في تونس أحد أبرز مكاسب الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011، غير أنّ الأوضاع الاجتماعية لغالبية الصحفيين لم تساير طفرة الحرية.
وقالت نقابة الصحفيين إنّ مكسب حرية التعبير "أصبح مهدداً ولا يمكن له أن ينتعشَ في مناخ من الفساد والتفقير والتهميش وانتهاك حُقوق الصحفيين".
اقرأ أيضاً: ورود تونس تذبل في شوارع ثورة "الياسمين"
ورغم التقدم المحرز في الانتقال الديمقراطي بعد الإطاحة بنظام بن علي في العام 2011 والعودة إلى النمو بعد أعوام من الركود، تجد السلطات التونسية صعوبات في الاستجابة للتطلعات الاجتماعية للمواطنين.
ويؤجج التضخم الذي يغذيه خصوصاً تراجع قيمة الدينار والبطالة التي لاتزال فوق 15 بالمئة، التململ الاجتماعي الذي أدى إلى احتجاجات في كانون الثاني (يناير) 2018 في العديد من المدن التونسية.