بنكيران وحزبه يحاولان العودة إلى المشهد السياسي المغربي من هذه البوابة... تفاصيل

في محاولة بائسة للعودة إلى المشهد السياسي المغربي بعد سلسلة من الخسائر والهزائم التي مُني بها حزبه "العدالة والتنمية"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في المغرب، في الانتخابات التشريعية الجزئية التكميلية، شكك عبد الإله بنكيران في نزاهة ومصداقية الانتخابات، التي أجريت الخميس الماضي تحت إشراف وزارة الداخلية المغربية، قبل أنّ يتودد مجدداً لوزارة الداخلية.

ووفقاً لصحيفة "هسبريس" المغربية، أصدرت الوزارة بياناً حمل رداً صارماً على ادعاءات بنكيران، معربة عن رفضها تصريحات لـ"شخصية سياسية" شارك حزبها في الانتخابات الجزئية الأخيرة بمكناس والحسيمة وشككت في نزاهة المسار الانتخابي، في إشارة إلى بنكيران الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية"، باعتباره الشخصية الوحيدة التي أدلت بتصريحات مشككة في العملية الانتخابية.

شكك بنكيران في نزاهة ومصداقية انتخابات الخميس الماضي تحت إشراف وزارة الداخلية المغربية، قبل أنّ يتودد مجدداً لوزارة الداخلية

وبحسب البيان، اتهمت وزارة الداخلية المغربية بنكيران وحزبه بالسعي لـ"إفساد" المحطة الانتخابية والتشكيك في مجرياتها بـ"شكل ممنهج ومقصود، على غرار الخط السياسي الذي تبناه الحزب المعني خلال الاستحقاقات الانتخابية ليوم 8 أيلول (سبتمبر) 2021"، على حدّ تعبيرها، في إشارة إلى هزيمة "العدالة والتنمية"، الذي يحمل شعار المصباح، في انتخابات أيلول (سبتمبر) الماضي.

شماعة السلطة

في حين يصر بنكيران وحزبه على تعليق فشلهم على شماعة السلطة ورجالها متجاهلين اهتزاز صورة الحزب الإخواني نتيجة لأعوام من السياسات الاقتصادية والسياسية المجحفة، استنكرت الوزارة ذلك، مؤكدة أنّ "التمادي في ترديد الاتهامات نفسها خلال كل استحقاق انتخابي، ليس سوى تبخيس للمكتسبات الديمقراطية التي تحققها بالمملكة، وضرب في العمق لكل الجهود المبذولة من طرف الجميع، من حكومة ومؤسسات دستورية وأحزاب سياسية مسؤولة ووسائل إعلام جادة."

ووفقاً للبيان، قالت وزارة الداخلية: إنّ قيادة أحد الأحزاب السياسية التي شاركت في الانتخابات التشريعية الجزئية التكميلية الخميس الماضي (العدالة والتنمية)، عمدت إلى محاولة ضرب مصداقية هذه العملية الانتخابية من خلال الترويج لمجموعة من المغالطات تدعي من خلالها أنّ "التصويت كان بتوجيه من بعض رجال السلطة"، واصفة إياهم "بنعوت قدحية" لا تليق بمستوى الخطاب السياسي الرصين الذي من المفروض أن يتحلى به أمين عام حزب سياسي.

اتهمت وزارة الداخلية المغربية بنكيران وحزبه بالسعي لـ"إفساد" المحطة الانتخابية والتشكيك في مجرياتها بـ"شكل ممنهج ومقصود"

وقد دأب بنكيران على توجيه انتقادات لاذعة وسباب تخرج عن حدود اللياقة السياسية، في محاولة لاستمراره في تصدر المشهد السياسي في المغرب، واستعادة شعبية حزبه الإخواني، الذي تعود على صدارة الانتخابات في السابق قبل أن يحلّ ثامناً في انتخابات أيلول (سبتمبر) الماضي.

وغداة بيان الداخلية، خرج بنكيران بتصريحات جديدة في مقطع فيديو بثه عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك، حيث واصل التشكيك قائلاً: "واش تقدر تضمن أنّ كل رجال السلطة مقادينش يديرو مخالفات؟"، مخاطباً وزير الداخلية المغربية، وفقاً لـ"هسبريس".

واعتبر زعيم الحزب الإخواني أنّ بيان الداخلية المغربية "غير لائق"، غير أنّه في الوقت نفسه عاود التودد لوزير الداخلية بالقول: "تعلم أنّني واحد ممّن يحاولون أنّ تكون لهم علاقة جيدة بالداخلية، ومعك بالخصوص".

وعلى الرغم من حقيقة أنّ حزب العدالة والتنمية تآكلت شعبيته، ما يزال بنكيران يعيش أسير أوهامه بأنّ الهزيمة التي مُني بها حزبه مجدداً في انتخابات الخميس الماضي كانت بفعل فاعل وليس لتدني شعبيته وشعبية حزبه، فقد قال: "ظلمنا في هذه الانتخابات، وقد تكلمنا عن ممارسات بعض رجال السلطة فقط، وهو أمر غير معقول".