بعد 4 أشهر على اندلاعها... الحرب في السودان من دون أفق

بعد (4) أشهر على اندلاعها... الحرب في السودان من دون أفق

بعد 4 أشهر على اندلاعها... الحرب في السودان من دون أفق


12/08/2023

في 15 نيسان ( أبريل) اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وكان كلّ من الطرفين يعتقد أنّه سيفوز بها سريعاً، ولكن بعد (4) أشهر فقد الجيش السيطرة الكاملة على الخرطوم، وخسرت قوات الدعم السريع أيّ شرعية سياسية، وفق خبراء.

ويقول الخبير العسكري محمد عبد الكريم: "الحرب في السودان امتدت لزمن أطول ممّا كان متوقعاً لها، بل أكثر من الزمن الذي قدّره من خطّطوا لها، لم يكن أحد يتوقّع أن تستمرّ لأكثر من أسبوعين في أسوأ أحوالها"، بحسب ما نقلت عنه وكالة (فرانس برس).

بعد (4) أشهر فقد الجيش السيطرة الكاملة على الخرطوم، وخسرت قوات الدعم السريع أيّ شرعية سياسية.

ويضيف أنّ الجيش كان يظنّ أنّ "الحسم سيتمّ في وقت وجيز، على اعتبار أنّه يعرف تفاصيل تسليح قوات الدعم السريع، وأنّ لديه ضباطاً منتدبين للعمل في الدعم السريع".

بعد (4) أشهر قتل (3900) شخص على الأقل، ونزح أكثر من (4) ملايين، والحرب متواصلة.

ويقول ضابط سابق في الجيش السوداني، طلب عدم الكشف عن هويته، إنّ قيادة الدعم السريع "أعدّت خطوط إمدادها، ولذلك كانت أولوياتها السيطرة على مداخل العاصمة"، نقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسية.

وتسيطر قوات الدعم على المدخل الغربي للخرطوم الرابط بين العاصمة وولايتي دارفور وكردفان عند الحدود الغربية لأم درمان (ضاحية الخرطوم)، كما تسيطر على الطريق الذي يربط العاصمة بولايات الوسط وشرق السودان.

ويضيف الضابط السابق أنّ الجيش اختار حماية قواعده الأساسية، غير أنّ قوات الدعم السريع كسبت أرضاً في الأحياء السكنية التي كانت قد أقامت عدداً من المقار فيها، وباتت منذ بداية الحرب تسيطر على العديد من المنازل والمستشفيات ومؤسسات وبنى تحتية أخرى.

خبير عسكري: الحرب في السودان امتدت لزمن أطول ممّا كان متوقعاً لها، بل أكثر من الزمن الذي قدّره من خطّطوا لها.

ويشير عبد الكريم إلى أنّ "هذه حرب بطبيعتها تفترض الاعتماد بشكل أساسي على قوات المشاة، بما أنّها حرب داخل مدينة"، بحسب المصدر ذاته.

غير أنّ الجيش "منذ أعوام طويلة لم يعد مهتماً بسلاح المشاة الحاسم في مثل هذه المواجهات، إذ اعتمد خلال الحرب في جنوب السودان (الذي أصبح دولة مستقلة في العام 2011) على متطوعي الدفاع الشعبي. وبعد انتهاء حرب الجنوب وبداية القتال في إقليم دارفور استعان الجيش بحرس الحدود، وهي قوات من القبائل العربية لا من الجيش النظامي، وبعد ذلك بالدعم السريع".

ويؤكد الباحث أنّ الفريق أول "كسب سياسياً"، ولكن فقط بسبب الرفض الشعبي لخصومه، فالرجل "ليس شخصية سياسية ولا يمتلك كاريزما".

وإذا كانت الحرب قد بدت في أيامها الأولى وكأنّها صراع على السلطة بين جنرالين، فقد باتت اليوم أطراف أخرى متداخلة فيها، بعد أن دعا الطرفان إلى التعبئة العامة.

من ناحية الجيش، "فتحت هذه الدعوة الباب أمام الإسلاميين وهم الأكثر استعداداً"، غير أنّ مشاركتهم وغيرهم في القتال "ستؤدي الى إطالة أمد الحرب وتعقيد العلاقات الدبلوماسية للسودان"، وفق الضابط السابق.

أمّا قوات الدعم السريع، فتعتمد على "تعبئة القبائل العربية في دارفور" للحصول على دعم، بحسب مصدر في هذه القوات.

وتشير بعض التقديرات إلى أنّ تعداد قوات الدعم السريع يبلغ الآن (120) ألفاً، في حين كان في بداية الحرب (60) ألفاً.

أسفرت الحرب عن مقتل (3900) شخص على الأقل، وأجبرت نحو (4) ملايين آخرين على مغادرة بلداتهم ومنازلهم.

ويشرح المصدر نفسه أنّ "البعض يقاتلون لدعم إخوتهم"، بينما "يقاتل آخرون من أجل المال"، وهو مورد متاح بين أيدي الفريق دقلو بفضل سيطرته على مناجم الذهب.

وبفضل التنقيب عن الذهب الذي يُعدّ السودان ثالث منتح له في أفريقيا، اكتسب دقلو حلفاء مهمين على رأسهم مرتزقة (فاغنر)، وفق واشنطن.

هذا، وتشير الوكالة إلى أنّه في هذا الوقت تتوسّع الحرب يومياً إلى مدن جديدة في ظل انسداد أفق الحل السياسي، ويرى دبلوماسي غربي أنّ "الحرب قد تدوم عدة أعوام".

يُذكر أنّ النزاع الدامي الذي تفجر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 15 نيسان (أبريل) الفائت ما يزال مستمراً في العاصمة الخرطوم وضواحيها وفي إقليم دارفور غرب البلاد وبعض المناطق الجنوبية، دون التوصل إلى حل يذكر على الرغم من كافة المساعي الدولية والإقليمية.

وقد أسفرت الحرب عن مقتل (3900) شخص على الأقل، وأجبرت نحو (4) ملايين آخرين على مغادرة بلداتهم ومنازلهم، سواء إلى ولايات أخرى لم تطلها أعمال العنف أو إلى خارج البلاد.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية