بلال أبو كباش
رغم مقتل العديد من قادة تنظيم القاعدة الإرهابي، وكان آخرهم أيمن الظواهري الذي اغتيل في ضربة أمريكية في أواخر يوليو (تموز) الماضي، إلا أن عودة التنظيم مرة أخرى غير مستبعدة على الإطلاق، بل إنها تزيد المخاوف من هجمات جديدة تعيد كابوس 11 سبتمبر الذي يمر عليه اليوم 21 عاماً.
ويصف مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق هربرت ماكستر، في مقال له بمجلة "فورن بوليسي"، الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بالخطأ الكبير، الذي قد يسمح للقاعدة بالانبعاث من جديد.
ويقول ماكستر، بعد الانسحاب الأمريكي، عادت طالبان وأمسكت بزمام المبادرة، وها هي تحكم أفغانستان من جديد. وذلك يعطي فرصة حقيقية لعودة القاعدة، وما مقتل الظواهري هناك إلا دليل على أن العلاقات بين الطرفين تسير في الاتجاه الصحيح.
ويؤكد ماكستر، أن التهديدات باقية في أفغانستان، لكن واشنطن مصابة بالوهم، والانسحاب الكارثي سيقود إلى كوارث مستقبلية أكبر من أعداء مختلفين للولايات المتحدة.
ويصف المسؤول الأمني السابق، تصريحات بايدن التي تزامنت مع الانسحاب من أفغانستان، بالغير صحيحة. وقال بايدن حينها، "ما الذي لدينا هناك بعد انتهاء القاعدة؟"، في محاولة لتبرير قراره بسحب كل القوات الأمريكية من أفغانستان.
ويؤكد ماكستر، أن مشكلة هذه التصريحات تكمن في عدم صحتها، والدليل على ذلك وجود الظواهري في أفغانستان، وتنامي الاتصالات بين طالبان والقاعدة، منذ الانسحاب بكشل كبير.
تقرير لقوة مراقبة أممية نشر في أبريل (نيسان) 2021، أكد أن لا مؤشرات على انقطاع العلاقات بين طالبان والقاعدة. ويعلق ماكستر على التقرير الأممي بالقول، يجب أن ندرك أن هناك خطأ حقيقياً عندما يكون لدى الأمم المتحدة رؤية أوضح من تلك الأمريكية حول الخطر القادم من أفغانستان.
وعلى الرغم من أن اغتيال الظواهري أثر بشكل كبير على قوة القاعدة، لكن يبقى السؤال الحقيقي بحسب ماكستر، ما هو السبب في وجوده هناك أصلاً، وخاصة بعد الانسحاب. ويتساءل ماكستر قائلاً، من هم أعضاء القاعدة الآخرين الذين انتقلوا إلى أفغانستان بعد انسحاب الولايات المتحدة؟ وماذا يفعلون هناك؟.
هجوم مضاد
ولا ينبغي للبيت الأبيض أن يكون سخيفاً لدرجة اعتبار أن ضربة واحدة في السنة كافية لحرمان القاعدة من القدرة على النهوض، والتخطيط لهجوم مضاد يستهدف الولايات المتحدة، بحسب ماكستر.
ويقول ماكستر، إن سياسة تقديم التنازلات لطالبان في أفغانستان المستمرة منذ عهد أوباما، وهي تضعف مؤسسات الولايات المتحدة، وتقوي طالبان، وبالتالي كل حلفائها، وخير دليل على ذلك، الانسحاب الأمريكي من العراق في 2011 الذي فتح الباب أمام عودة القاعدة في صورة تنظيم داعش الإرهابي.
وبعد حرب طويلة ضد داعش، حرمت الولايات المتحدة وحلفائها التنظيم الإرهابي من أبرز مصادر قوته، وطردته من العراق، وأصبح مشتتاً بشكل كبير، لكن هذا لا ينطبق بالضرورة على طالبان، التي تملك "أمارة" كامة الآن، وهذا يفيد القاعدة بشكل أساسي.
ويقل الخبير الأمني، إذا فشلت الولايات المتحدة في الحفاظ على الضغط على قوى الإرهاب العالمية، فعليها أن تتوقع المزيد من الهجمات على أراضيها.
تحذيرات
شبكة "سي أن أن" قالت بدورها، إن السلطات الأمنية في الولايات المتحدة، حذرت تزامناً مع حلول ذكرى هجمات 11 سبتمبر، من أن منظمات إرهابية أجنبية قد تستغل الأحداث الأخيرة مثل انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان وقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، للانتقام من أمريكا.
ووفقاً لنشرة استخباراتية مشتركة من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب، فإن تنظيم القاعدة وأنصاره يسعون عادة إلى إحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر، وقد أظهروا محتوى يحتفل بالهجوم باعتباره "ناجحاً"، ويمدح المهاجمين وقيادة التنظيم، ويشجع أتباعه على شن هجمات مماثلة.
عن موقع "24"