بعد (100) يوم من العدوان على غزة... موت ودمار ومجاعة تلوح في الأفق

بعد (100) يوم من العدوان على غزة... موت ودمار ومجاعة تلوح في الأفق

بعد (100) يوم من العدوان على غزة... موت ودمار ومجاعة تلوح في الأفق


14/01/2024

تدخل اليوم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ (100)، ولا تلوح في الأفق أيّ بوادر على نهاية وشيكة.

 ويواجه المدنيون الفلسطينيون آلة القتل الإسرائيلية وحدهم؛ الغارات بالطائرات الحربية الحديثة، ودبابات الميركافا، والقطع البحرية الإسرائيلية، هذا بالإضافة إلى الاجتياحات والقتل والتدمير والاعتقالات التي تقوم بها القوات المتوغلة في القطاع.

 ولم تنجُ من القصف الإسرائيلي الممنهج المستشفيات، والمراكز الصحية، والمساكن، والمدارس ومراكز الإيواء والمرافق، والطرق، فقد دمّر أكثر من 70 % من بنيتها التحتية.

  وبسبب القيود الإسرائيلية على المعابر يتزايد كل يوم عدد الفلسطينيين الذين يعانون الجوع، ونقص الغذاء والدواء، وسط أحاديث علنية من وزراء إسرائيليين عن تهجير الفلسطينيين إلى دول أخرى.

 وبمناسبة مرور (100) يوم على اندلاع الحرب، أصدر أمس المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني بياناً تناول فيه العدوان الإسرائيلي على غزة، والحاجة إلى السلع لمنع مجاعة قادمة في القطاع.

 وقال لازاريني: "لقد مرّ (100) يوم منذ بدء الحرب المدمرة التي أسفرت عن مقتل وتهجير الناس في غزة"، مؤكداً أنّ الأزمة هي كارثة من صنع الإنسان، تتفاقم بسبب اللغة اللاإنسانية واستخدام الغذاء والماء والوقود كأدوات للحرب.

 وأكد أنّ "المساعدات الإنسانية وحدها لن تكون كافية لوقف المجاعة التي تلوح في الأفق، ويجب أيضاً السماح بتدفق البضائع التجارية".

إسرائيل جعلت من قطاع غزة منطقة غير قابلة للعيش

 وتحدث لازاريني عن كيفية تأثير فصل الشتاء ونقص الموارد على ظروف سكان غزة الذين كانوا جزءاً من "النزوح الجماعي" في المنطقة، وأنّ منشآت (أونروا) بحاجة إلى الحماية من أجل "توفير الحماية التي يبحث عنها المدنيون".

 وتابع: "على الرغم من الدعوات المتكررة، ما يزال وقف إطلاق النار الإنساني غير قائم لوقف قتل الناس في غزة وتمكين التوصيل الآمن للغذاء والدواء والمياه والمأوى"، وقال: إنّ "حلول فصل الشتاء يجعل الحياة لا تطاق، خاصة بالنسبة إلى أولئك الذين يعيشون في العراء".

 وأوضح المفوض العام أنّ هناك أكثر من (1.4) مليون شخص يفتقرون إلى الغذاء والنظافة في ملاجئ (أونروا) "المكتظة وغير الصحية"، قائلاً: "بالنسبة إلى شعب غزة، كانت الـ (100) يوم الماضية كأنّها (100) عام، لقد حان الوقت لاستعادة قيمة الحياة البشرية".

 هذا، وتحولت أغلب مناطق غزة إلى بؤر رمادية يعلوها ركام الأبنية المنهارة. فقد أدت الغارات الإسرائيلية إلى دمار ثلثي الأبنية والبيوت في غزة بشكل تام أم جزئي، وفق تقديرات فلسطينية أولية.

 كما نزح أكثر من 80% من سكان القطاع إلى الجنوب، وتكدسوا في مخيمات غير مؤهلة أو حتى في الحدائق والطرقات والشوارع.

 وتشير تقديرات الأمم المتحدة نقلتها أمس وكالة (فرانس برس) إلى أنّ (1,9) مليون شخص، أي نحو 85% من السكان، اضطروا إلى مغادرة منازلهم. ولجأ كثيرون إلى رفح أو إلى مناطق أخرى في جنوب هذه المنطقة الصغيرة، بينما كررت وزارة الصحة المحلية أنّها لا تملك بنية تحتية لاستيعابهم.

 أمّا المستشفيات في غزة، فقد توقف العديد منها عن العمل، وذكرت منظمة الصحة العالمية أنّ أقل من نصف المستشفيات في القطاع تعمل جزئياً فقط.

 وبحسب ما نشرت أمس وزارة الصحة الفلسطينية، فإنّ العدوان الإسرائيلي أدى إلى ‏مقتل (23843)، أغلبهم من الأطفال والنساء، وأصيب أكثر من (60) ألف بجروح، وفق ‏ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (معاً).

 وكشف (المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان) عن أرقام مهولة للحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ (100) يوم، مبيناً سقوط (100) ألف شخص بين قتيل وجريح، واصفاً ما يجري بالإبادة الجماعية.

 ولفت في بيان نقلته قناة (روسيا اليوم) إلى أنّ إسرائيل ارتكبت جرائم حرب مروعة، ضحيتها حوالي (1000) فلسطيني من القطاع يومياً، في أكثر إحصائية دموية في التاريخ الحديث للحروب.

 وأضاف: "نحو 92% من الضحايا في غزة من المدنيين، بمن في ذلك (12345) طفلاً، و(6471) امرأة، و(295) عاملاً في المجال الصحي، و(41) من عناصر الدفاع المدني، و(113) صحافياً".

 وأردف المرصد الأورومتوسطي: "مليون و(955) ألف فلسطيني نزحوا قسراً من منازلهم ومناطق سكنهم في القطاع دون توفر ملجأ آمن لهم، أي ما نسبته 85% من إجمالي السكان".

 وأكد أنّ إسرائيل تتعمد تدمير وإلحاق أضرار جسيمة بمرافق البنى التحتية في قطاع غزة وجعله منطقة غير صالحة للسكن، وهجماتها لم تستثنِ المرافق الصحية أو المدارس أو المساجد والكنائس.

 في إسرائيل، ما زالت عائلات الرهائن ومن يتعاطفون معهم في حالة تعبئة من أجل عودتهم، محاولين الضغط على ‏الحكومة عبر تحركات عملية ورمزية، لكن ظهرت أمس بعض الإجراءات التصعيدية، كإغلاق الطرق الرئيسية، ممّا يؤكد فرضية أنّ الشارع الإسرائيلي اقترب من الانفجار.

 وقد تجمّع آلاف الأشخاص في تل أبيب وفي عدة مدن أمس للمطالبة باستقالة حكومة بنيامين نتنياهو، والإفراج عن الرهائن، ووقف الحرب على قطاع غزة.

 وعلى الرغم من الانخفاض الحاد في معدلات تأييد نتنياهو، فإنّه قاوم الدعوات للاعتذار أو التنحي أو التحقيق في إخفاقات حكومته، ويؤكد أنّه سيكون هناك وقت لإجراء التحقيقات بعد الحرب.

 هذا، وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم مقتل ضابط في صفوفه وإصابة آخر بجروح خطيرة خلال معارك جنوب قطاع غزة، ممّا يرفع إجمالي قتلى الجيش الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) إلى (522).

 وفي سياق منفصل، تتزايد المخاوف من اشتعال المنطقة برمتها وتوسع الصراع، لا سيّما بعد الضربات الأمريكية البريطانية المشتركة ضد الحوثيين اليمنيين المدعومين من إيران، الذين يضاعفون هجماتهم في البحر الأحمر ضد السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل، تضامناً مع غزة.

 ووفق ما نقلت صحيفة (الشرق الأوسط)، فإنّه على الرغم من أنّ الحرب لم تنتهِ بعد، فمن تداعياتها أنّها ستكون كبيرة، وقد أعادت رسم المشهد الفلسطيني الداخلي، وكذلك الإسرائيلي، وحرّكت جبهات من جنوب لبنان (حزب الله وإسرائيل)، إلى سوريا والعراق (هجمات جماعات مسلحة ضد الأمريكيين)، وصولاً إلى البحر الأحمر (هجمات الحوثيين على السفن التجارية).

مواضيع ذات صلة:

روسيا وإيران في قمة حرب غزة: تمارين سياسية لمرحلة إقليمية جديدة

الحوثيون يثيرون القلق العالمي... خطة إيرانية جديدة




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية