الحوثيون يثيرون القلق العالمي... خطة إيرانية جديدة

الحوثيون يثيرون القلق العالمي... خطة إيرانية جديدة

الحوثيون يثيرون القلق العالمي... خطة إيرانية جديدة


11/12/2023

شكلت ميليشيات الحوثي، المدرجة في عدد من الدول على قوائم الإرهاب، بالهجمات التي شنتها بطائرات مسيّرة وصواريخ على أهداف أمريكية إسرائيلية، وخطفهم السفن في البحر الأحمر، شكّلت تحدياً كبيراً، خاصة أنّها تهدد حرية الملاحة الدولية والتجارة العالمية، والمسار الذي يمر منه خمس استهلاك النفط عالمياً.  

ويبدو أنّ الحوثيين باتوا ورقة مهمة جداً بالنسبة إلى إيران، خاصة أنّهم يسيطرون على مواقع جغرافية في اليمن تجعلهم في وضع مثالي لتصعيد القتال في المنطقة، والضغط على دول بعينها لتحقق طهران مكتسبات سياسية. 

وفي السياق، أعلنت ميليشيا الحوثي أمس حظر مرور جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل، محذرة جميع شركات الشحن من التعاون مع الدولة العبرية.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين في بيان عرضته قناة (المسيرة): "بعد نجاح القوات في فرض قرارها منع السفن الإسرائيلية من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي، ونتيجةً لاستمرار العدو الصهيوني في ارتكاب المجازر المروعة وحرب الإبادة الجماعية والحصار بحق إخواننا في غزة، فإنَّ القوات تعلن عن منع مرور السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني من أيّ جنسية كانت، إذا لم يدخل لقطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء، وستصبح هدفاً مشروعاً لقواتنا المسلحة".

وأضاف قائلاً: "حرصاً منّا على سلامة الملاحة البحرية، نحذّر جميع السفن والشركات من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية".

يبدو أنّ الحوثيين باتوا ورقة مهمة جداً بالنسبة إلى إيران

وتابع في بيان: "تؤكد القوات حرصها الكامل على استمرار حركة التجارة العالمية عبر البحرين الأحمر والعربي لكافة السفن ولكافة الدول ما عدا السفن المرتبطة بإسرائيل، أو التي سوف تقوم بنقل بضائع إلى الموانئ الإسرائيلية".

واختتم بالقول: "سوف تقوم القوات بتطبيق هذا القرار من لحظة إعلان هذا البيان".

بالمقابل، أعلنت هيئة أركان الجيوش الفرنسية اليوم أنّ فرقاطة فرنسية أسقطت مُسيَّرتَين في البحر الأحمر كانتا متجهتين نحوها انطلاقاً من سواحل اليمن.

 

هيئة أركان الجيوش الفرنسية أعلنت أنّ فرقاطة فرنسيّة أسقطت مُسيَّرتَين في البحر الأحمر كانتا متجهتين نحوها انطلاقاً من سواحل اليمن

 

وقالت الهيئة في بيان نقلته (فرانس برس): إنّ الفرقاطة المتعددة المهمات (لانغدو)، العاملة في البحر الأحمر، اعترضت هذين التهديدين المحددين ودمرتهما ليلة السبت الأحد.

وبحسب الجيش الجيش الفرنسي، تمّت عمليّتا الاعتراض على بُعد (110) كيلومترات من الساحل اليمني قرب مدينة الحديدة.

وسبق أن أعلنت واشنطن أنّ مدمّرة أمريكية أسقطت (3) طائرات مسيّرة خلال تقديمها الأحد الماضي الدعم لسفن تجاريّة في البحر الأحمر استهدفتها هجمات من اليمن، مندّدةً بـ "تهديد مباشر" للأمن البحري.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان نقلته وكالة "رويترز": إنّ (4) هجمات وقعت ضد سفن تجارية منفصلة في البحر الأحمر، شنها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن.

وقالت: "نحن على علم بالتقارير المتعلقة بالهجمات على المدمرة الأمريكية (يو إس إس ‏كارني)، وسفن تجارية في البحر الأحمر"، حسب (أسوشييتد برس)‎.‎

 

القيادة المركزية الأمريكية: (4) هجمات وقعت ضد سفن تجارية منفصلة في البحر الأحمر، شنها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران

 

وذكر البيان أنّه أثناء استجابتها لنداءات الاستغاثة من تلك السفن، أسقطت مدمرة أمريكية طائرات مسيّرة تابعة للحوثيين كانت متجهة في اتجاهها.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية: إنّه من غير الواضح ما إذا كانت المدمرة (يو. إس. إس. كارني) هدفاً للطائرات بدون طيار.

ويأتي التحذير الحوثي الأخير في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة الأمريكية لإنشاء قوة دولية لحماية الملاحة في البحر الأحمر.

وأوضح مسؤول في (البنتاغون) أنّ "واشنطن تسعى لانخراط (40) دولة في القوة الدولية لحماية الملاحة في البحر الأحمر".

وأضاف: "القوة الدولية المزمع تشكيلها لحماية الملاحة في البحر الأحمر ستشمل مساحة (3) ملايين ميل من المياه الدولية".

ميلشيا الحوثي تعلن حظر مرور جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل، محذرة جميع شركات الشحن من التعاون مع الدولة العبرية

هذا، ولوحت إسرائيل بالتدخل عسكرياً لوقف هجمات الميليشيات الحوثية في البحر الأحمر، وقال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي: إنّ تل ابيب أبلغت الولايات المتحدة بأنه إذا لم يتحرك العالم لقمع هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، فإنّ إسرائيل ستتحرك عسكرياً إزاء ذلك.

وأضاف هنغبي في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية: إنّ هذا الموقف نقله رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس.

وعن علاقة إيران بهجمات الحوثيين، فرضت الولايات المتحدة الخميس الماضي عقوبات على (13) فرداً وكياناً على خلفية تحويلهم عشرات الملايين من الدولارات ومن العملات الأجنبية إلى جماعة الحوثي اليمنية من بيع وشحن سلع إيرانية.

 

واشنطن تسعى لانخراط (40) دولة في القوة الدولية لحماية الملاحة في البحر الأحمر، والقوة الدولية ستشمل مساحة (3) ملايين ميل من المياه الدولية

 

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان نقلته "رويترز": إنّ الحرس الثوري الإيراني دعم المخطط الذي يتضمن شبكة معقدة من شركات الصرافة والشركات في دول متعددة، بما في ذلك اليمن وتركيا وسانت كيتس ونيفيس.

وقال وكيل وزارة الخزانة براين نيلسون: إنّ الأموال التي قدمتها إيران ساعدت في تنفيذ الهجمات الأخيرة التي شنها الحوثيون على السفن التجارية في البحر الأحمر، ممّا عرّض التجارة الدولية للخطر.

ونقل بيان الخزانة عن نيلسون قوله: "ما يزال الحوثيون يتلقون التمويل والدعم من إيران، والنتيجة ليست مفاجأة... هجمات غير مبررة على البنية التحتية المدنية والشحن التجاري، وتعطيل الأمن البحري وتهديد التجارة الدولية".

يُذكر أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ أن تسلم زمام الأمور في البيت الأبيض أزال الميليشيات الحوثية من قوائم الإرهاب الأمريكية، لاغياً قراراً كان قد اتخذه الرئيس السابق دونالد ترامب في هذا السياق.

هذا، واعتبر محللون مقربون من الحكومة الإيرانية أنّ طهران باتت تعتبر الحوثيين الأكثر ملاءمة لتوسيع الحرب مع إسرائيل.

وقال عضوان منتميان إلى الحرس الثوري في تصريح نقلته صحيفة (نيويورك تايمز): إنّ الخطة الإيرانية الجديدة تكمن في زيادة هجمات الميليشيات على أهداف إسرائيلية وأمريكية في المنطقة.

كما تشمل الخطة هجمات حوثية على مزيد من السفن المملوكة لإسرائيل وأمريكا العاملة في البحر الأحمر، بهدف زعزعة استقرار الأمن البحري والشحن العالمي وإمدادات الطاقة.

وأوضح العضوان بالحرس الثوري أنّ الميليشيات في العراق وسوريا ستزيد أيضاً هجماتها على القواعد العسكرية الأمريكية بقصد التسبب في مزيد من الأذى والضرر.

 

الولايات المتحدة تفرض عقوبات على (13) فرداً وكياناً لتحويلهم عشرات الملايين من الدولارات إلى جماعة الحوثي من بيع وشحن سلع إيرانية

 

وقالا: إنّ الحرس الثوري يزود الحوثيين بمعلومات استخباراتية للمساعدة في التعرف على السفن المملوكة لإسرائيل في البحر الأحمر.

بدوره، كشف مسؤول دفاعي غربي كبير، وأحد الإيرانيين المطلعين على التخطيط، أنّ طهران أنشأت أيضاً موقعاً استخباراتياً في جنوب البلاد، لتمرير معلومات عن السفن الإسرائيلية إلى الحوثيين.

إلى ذلك، أوضح عدد من المحللين أنّ الحوثيين باتوا وكلاء إيران المختارين، لأنّهم قريبون ما يكفي من الممرات المائية الاستراتيجية للبحر الأحمر لتعطيل الشحن العالمي، وبعيدون بما يكفي عن إسرائيل لجعل الضربات الانتقامية ضدهم صعبة.

كما أنّ الحوثيين على نقيض حزب الله، "ليسوا مدينين بالديناميات السياسية المحلية، ممّا يجعلهم غير مسؤولين فعلياً أمام أيّ شخص"، وفق المحللين.

يُذكر أنّه غالباً ما تنفي طهران تحكمها بتلك الميليشيات، سواء جماعة الحوثي في اليمن أو حزب الله في لبنان، أو غيرهما من المجموعات المسلحة بالعراق وسوريا. ومؤخراً نفى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان سيطرة بلاده على الحوثيين، فضلاً عن فصائل أخرى منتشرة في المنطقة.

لكنّ بعضاً من كبار المسؤولين والمستشارين العسكريين الإيرانيين أثبتوا مراراً، وفي خطابات عامة ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، أنّ طهران تسلح تلك الميليشيات، ومن ضمنها جماعة الحوثيين وتدعمهم.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الحوثيين يشنون ضربات بوساطة مسيّرات وصواريخ يستهدفون فيها إسرائيل منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس في 7 تشرين الاول (أكتوبر) الماضي.

وقد هدّد الحوثيون باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، قبل أن يوسعوا الأسبوع الماضي نطاق تهديداتهم، لتشمل السفن التابعة لحلفاء إسرائيل أثناء عبورها مضيق باب المندب.

مواضيع ذات صلة:

دبلوماسية إيران المفخخة: صناديق إغاثية تحمل السلاح والألغام

في اليوم الدولي للتوعية بخطرها... الألغام تواصل حصد الأرواح




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية