بعد حادثة منجم بارتين... كيف أغضب أردوغان شعبه؟

 بعد حادثة منجم بارتين... كيف أغضب أردوغان شعبه؟

بعد حادثة منجم بارتين... كيف أغضب أردوغان شعبه؟


17/10/2022

أثار الرئيس رجب طيب أردوغان غضب الأتراك بتصريحاته المتعلقة بانفجار منجم بارتين الذي أودى بأرواح (41) من عمال المنجم.

وقال الرئيس التركي في تصريح صحفي نقلته وكالة الأناضول أول من أمس: إنّ "القدر" هو المسؤول عن انفجار المنجم، مفجراً غضباً عارماً في الشارع؛ بسبب الحكم المسبق على سبب الحادث، والتهرب من المسؤولية وتبرئة حكومته.

ووفقاً لمقالة نشرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإنّ كثيراً من السياسيين والنقابيين الأتراك يشككون في تعهد الرئيس بتحسين قوانين السلامة بعد انفجار أسفر عن مقتل (41) على الأقل، في أحد المناجم المملوكة للدولة.

الرئيس التركي يقول "القدر" هو المسؤول عن انفجار المنجم، مفجراً غضباً عارماً في الشارع؛ بسبب الحكم المسبق على سبب الحادث، والتهرب من المسؤولية وتبرئة حكومته

وقد هرع أردوغان إلى بلدة أماسرا الساحلية الواقعة شمال البحر الأسود يوم السبت، حيث عملت فرق الإنقاذ على احتواء حريق على عمق (300) متر تحت الأرض. 

ورغم إشارة المسؤولين إلى أنّه من المحتمل أن تكون الحادثة ناجمة عن تراكم الغازات القابلة للاشتعال في المنجم، إلا أنّ أردوغان اعتبر "القدر" هو المسؤول في النهاية عن الحادث المميت.

سياسيون ومعارضون ونقابيون ومراقبون يتساءلون عمّا إذا كانت تعهدات الحكومة بزيادة سلامة العمال التي أعقبت كارثة سوما قد نجحت أم لا

وصرح متحدثاً وسط حشد من عمال المناجم وعمال الإنقاذ والمسؤولين المحليين بقوله: إنّ "التحقيق الإداري والقضائي سيكشف سبب الانفجار ومن هو المسؤول إن وجد"، وأضاف: "إنّه أمر لا يغتفر لنا بالطبع استمرار وقوع حوادث مع عدد كبير من القتلى في مناجمنا، لا نريد أن نرى أيّ أوجه قصور أو مخاطر غير ضرورية في مناجمنا".

إلا أنّ الاقتراح الأولي للرئيس التركي بأنّ كوارث التعدين القاتلة هي نتيجة طبيعية لصناعة محفوفة بالمخاطر، أعاد إلى الأذهان رد فعله المثير للجدل على أسوأ كارثة تعدين في تركيا على الإطلاق، التي أودت بحياة أكثر من (300) شخص في بلدة سوما في عام 2014، فقد قال: إنّ "هذه الأشياء تحدث"، ممّا أدى إلى ردود فعل واحتجاجات غاضبة.

وتساءل السياسيون المعارضون والنقابيون والمراقبون جميعاً عمّا إذا كانت تعهدات الحكومة بزيادة سلامة العمال في صناعة خطرة في الأعوام التي أعقبت كارثة سوما قد نجحت أم لا؟ وأشار الكثيرون إلى الافتقار الشديد للمساءلة عن الأخطاء القاتلة بين مسؤولي الدولة، واحتمال التراخي في إنفاذ القانون واللوائح المتعلقة بالسلامة.

الحسابات الرسمية لأردوغان على وسائل التواصل الاجتماعي تتجاهل الفاجعة ومشاعر الحزن، وتنشر صوراً لافتتاح حديقة

الجدير بالذكر هنا أنّ الانفجار القاتل في منجم الدولة في أماسرا يقع في منطقة تُعتبر حجر الأساس لدعم حزب أردوغان للعدالة والتنمية، وهو الأمر الذي يمثل تحدياً للحزب الحاكم.   

في ظل فاجعة انفجار منجم بارتين الذي أسفر عن مقتل (41) عاملاً، تجاهلت الحسابات الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي للرئيس التركي مشاعر الحزن، ونشرت صوراً لافتتاح حديقة، وفق ما نقلت صحيفة زمان التركية.

ونشرت حسابات أردوغان منشورات تضم صوراً مع تعليق: "أتمنى أن تكون حديقة زيتين بورنو الوطنية وجزيرة الجليد التي افتتحناها رسمياً اليوم مفيدة لمنطقتنا ومدينتنا".

وبسبب موجة الانتقادات والتعليقات السلبية على المنشور، حذفت حسابات أردوغان المنشور.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية