بعد تدخّل السيسي... ما قصة المصارع المصري الذي هرب إلى فرنسا؟

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام المصري والعالمي، على مدار الأيام القليلة الماضية، بقصة المصارع المصري أحمد بغدودة الذي هرب من تونس إلى فرنسا، أثناء مشاركته مع بعثة المنتخب المصري في بطولة اتحاد المصارعة وحصوله على الميدالية الفضية.

بداية الجدل كانت يوم السبت الماضي، مع إعلان بعثة المنتخب المصري خبر اختفاء بغدودة من تونس، ليتبين فيما بعد أنّه فرّ إلى فرنسا، لتبدأ حرب تصريحات بين والده، الذي أكد هروب نجله نتيجة تعرّضه لضغوط، وعدم حصوله على مستحقاته المالية لدى اتحاد المصارعة المصري لعدة أعوام، والمسؤولين في الاتحاد من ناحية أخرى الذين حاولوا تبرير الأمر وتوضيح التفاصيل.

القصة برمّتها اتخذت منحى جديداً بعد تدخل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الأمر مساء أمس، ليقطع حالة الجدل نهائياً بعد دعوته للمصارع المصري بالعودة إلى أرض الوطن، وتعهده بتقديم كافة أوجه المساعدة والدعم.

وفي هذا السياق، وجهت الأكاديمية الوطنية للتدريب، بناءً على توجيهات الرئيس السيسي، دعوة للاعب المصارعة أحمد فؤاد بغدودة لتلقي منحة للتدريب والتأهيل مع رعاية تامة له كموهبة رياضية مصرية واعدة.

ما القصة؟

عقب اختفائه، كشف فؤاد بغدودة والد اللاعب المصري في مقابلة تلفزيونية تفاصيل صادمة دفعت اللاعب للهروب خارج البلاد، منها عدم الحصول على مستحقاته المالية لأعوام، واقتطاع جزء كبير منها لصالح الضرائب، ومعاناة نجله لتدبير مصروفات شخصية لشراء ملابس أو الذهاب إلى التدريب، وتجاهل الاتحاد المصري مراراً لطلبه الحصول على الراتب المخصص له.

وقال بغدودة إنّه لا يعلم مكان ابنه حالياً، بينما كان آخر تواصل بينهما حين كان بأحد الفنادق في تونس بعد حصوله على المركز الثاني في البطولة، وتحدث عن تعرّض ابنه لما وصفها بضغوط وتظلمات، ومنها عدم حصوله على أيّ أتعاب مالية من الاتحاد لمدة عام كامل.

وأضاف والد أحمد بغدودة أنّ ابنه حصل على مكافأة الميدالية الفضية في تونس بقيمة (16) ألف جنيه (517) دولاراً، تم خصم مبلغ (14) ألفاً و(800) جنيه، (478) دولاراً كضرائب، وحصل أحمد منها على (1200) جنيه فقط، (38) دولاراً، على حدّ قوله.

وأوضح أنّ ابنه يملك تأشيرة "شينجين" منذ شهر آذار (مارس) الماضي، ولم تكن لديه أيّ نية للهروب من قبل، لكنّه أشار إلى احتمالية تعرّضه لضغوط أجبرته على ذلك، وأهمها "المعاملة السيئة"، مستنكراً وصفه بالهارب.

ما ردّ الاتحاد المصري للمصارعة؟

من جانبه، أصدر الاتحاد المصري للمصارعة بياناً قال فيه إنّه يدرس اتخاذ كافة الإجراءات القانونية التي تحفظ كافة حقوقه في هذا الأمر، كما أنّه تواصل مع الاتحاد الدولي بشأن عمل كافة الإجراءات بما يضمن استمرارية اللاعب ضمن صفوف المنتخب المصري، وذلك وفقاً للوائح المنظمة لذلك، بحسب ما أوردته "العربية".

وقال عصام نوار رئيس اتحاد المصارعة في تصريحات تلفزيونية: "الحدث ليس بالقليل، ولكن نحن نضخم من حدث هروب اللاعب، فهناك قوانين دولية تحكم التصرفات والبطولات وتتحكم فينا وفي انتقالات لاعبين من دولة إلى أخرى، ولا تستطيع دولة أن توقفها إلا إذا تدخل الاتحاد الأفريقي ورئيس الاتحاد الدولي للمصارعة، كما فعل وزير الرياضة منذ يومين، وطلب منهم النظر في القوانين المنظمة لذلك".

وجهت الأكاديمية الوطنية للتدريب، بناءً على توجيهات الرئيس السيسي، دعوة للاعب المصارعة أحمد فؤاد بغدودة لتلقي منحة للتدريب والتأهيل مع رعاية تامة له كموهبة رياضية مصرية واعدة

وأضاف نوار، بحسب ما نشرته صحيفة "الشروق": "قضية هروب اللاعبين لا تقتصر فقط على لاعبي المصارعة، وهناك ألعاب مثل الجودو وغيرها يهرب لاعبوها إلى دول أخرى".

توضيح من الضرائب

مصلحة الضرائب المصرية أوضحت موقفها أيضاً ردّاً على تصريحات المصارع المصري، كما كشفت في بيان لها تفاصيل جديدة حول الواقعة، بعد ما أثير على مواقع التواصل الاجتماعي من خصم مبلغ (14) ألف جنيه تحت مُسمّى "قيمة الضرائب" من مستحقات اللاعب المالية، وهو ما تسبب في غضبه وهروبه.

عصام نوار رئيس اتحاد المصارعة المصري: قضية هروب اللاعبين لا تقتصر فقط على لاعبي المصارعة، وهناك ألعاب مثل الجودو وغيرها يهرب لاعبوها إلى دول أخرى

وأكدت الضرائب أنّ اللاعب يتقاضى مبلغ (3) آلاف جنيه شهرياً من اتحاد المصارعة طبقاً لقرار مجلس إدارة الاتحاد، مضيفةً أنّ المستحق للاعب هو مبلغ (18) ألف جنيه عن (6) أشهر، وتم خصم 10% "ضريبة كسب عمل"، بالإضافة إلى 3% "رسم تنمية" طبقاً للوائح وقوانين الدولة، وفق صحف محلية.

تحرك في البرلمان المصري

في أول ردٍّ من جانب البرلمان المصري على تفاصيل الأزمة، تقدم النائب أحمد مهني، عضو مجلس النواب، ونائب رئيس حزب الحرية والأمين العام للحزب، بطلب إحاطة بشأن الأزمة، لتوضيح حيثيات المشكلة والوقوف على أبعادها وتوضيحها للرأي العام.

وفي بيان نشرته مواقع مصرية، قال مهني: "هناك أخبار تناقلها رواد السوشيال ميديا من شأنها أن تضر بالرياضة المصرية، حيث تمّ تداول أخبار عن هروب واختفاء اللاعب أحمد فؤاد بغدودة، لاعب منتخب مصر للمصارعة، بعد تحقيقه الميدالية الفضية خلال مشاركته في بطولة أفريقيا، من بعثة المنتخب المصري في تونس، وقد فوجئت البعثة المصرية بغياب المصارع في اليوم التالي من تتويجه بميدالية فضية في البطولة الأفريقية التي أُقيمت بتونس الأسبوع الماضي".

وأضاف: "تداول بعض المواطنين على صفحات التواصل الاجتماعي أخباراً لا نعلم مدى صحتها بشأن تحصيل (14) ألف جنيه ضرائب من أصل مكافأة قدرها (16) ألف جنيه من لاعب منتخب المصارعة المصري أحمد فؤاد بغدودة، وهي أخبار لو صحت، لكان من شأنها إثارة البلبلة في الشارع الرياضي".

وتابع: "هناك أخبار أخرى متداولة بشأن سفر اللاعب إلى فرنسا وانضمامه إلى منتخب فرنسا، وأنّ الجانب المصري اتخذ جميع الإجراءات القانونية لاستعادة الرياضي ومنعه من تمثيل علم آخر، عبر الاتصال بسفارة مصر بتونس وفرنسا، وإخطار الاتحاد الدولي للمصارعة بالحادثة".

نائب بالبرلمان المصري: واقعة هروب الرياضيين المصريين، التي تكررت في الآونة الأخيرة، أعادت تسليط الضوء مجدداً على مشاكل الاتحادات الرياضية في مصر، سواء في ما يتعلق بنقص التمويل أو انخفاض المرتبات

وأشار إلى أنّ واقعة هروب الرياضيين المصريين، التي تكررت في الآونة الأخيرة، أعادت تسليط الضوء مجدداً على مشاكل الاتحادات الرياضية في مصر، سواء في ما يتعلق بنقص التمويل أو انخفاض المرتبات.

مواضيع ذات صلة:

- لماذا يهاجم الإخوان الحوار الوطني في مصر ويطالبون سراً بالمشاركة فيه؟

- من الإرهاب إلى التنمية... كيف عبرت سيناء المصرية مربع الخطر؟

- مصر تتسلم رئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب... ما الدلالات؟

ودعا إلى فتح تحقيق موسع من خلال وزارة الشباب والرياضة؛ للوقوف على أسباب ومجريات موضوع اللاعب المصري أحمد بغدودة، مطالباً بإحالة الطلب إلى لجنة الشباب والرياضة لاتخاذ اللازم بشأن التحقيق في موضوع هروب اللاعب من بعثة المنتخب المصري في تونس.