استذكر الكثير من السودانيين، في خضم الحراك الشعبي المتنامي، وظهور ميليشيات مسلحة موالية لنظام عمر البشير، استذكرو مطالبات الحكومة الإثيوبية من حكومة السودان، بتشديد الرقابة والسيطرة على عمليات تهريب الأسلحة التركية غير المشروعة، عبر الحدود المشتركة، معتبرين أنّ نظام البشير كان يغضّ الطرف عن عمليات تهريب الأسلحة، خاصة التركية منها، بالاتفاق مع مستثمرين أتراك.
وفي شباط (فبراير) الماضي؛ كان وزير الخارجية الإثيوبي، ورقنه جبيو، قد قدّم تقريره الذي استغرق إعداده ستة أشهر إلى مجلس النواب، وأشار إلى أنه على مدى الأشهر القليلة الفائتة، لاحظت الحكومة انخفاضاً في مستوى الأسلحة النارية المهربة، من خلال جميع النقاط الحدودية، عدا الحدود مع السودان؛ إذ سجل أنها النقطة التي تهرب عبرها أكبر كميات الأسلحة المهربة إلى البلاد، وفق ما نقل موقع "سودان تربيون"، عن صحيفة "المحرر" الأسبوعية.
السودانيون يربطون بين الميليشيات المسلحة الموالية للبشير والأسلحة التركية التي تهرَّب إلى إثيوبيا عبر بلادهم
وقال الوزير: إنّ "الحكومة الإثيوبية أبلغت بوضوح الرئيس السوداني المخلوع، عمر البشير، ووزراءه، بأنّ الحكومة السودانية ينبغي أن تأخذ قلق إثيوبيا بجدية بالغة، وأن تُؤخذ في الحسبان الكيفية التي سيؤثر بها هذا الاتجار غير المقيد للأسلحة عبر الحدود السودانية على استقرار وأمن إثيوبيا"، إلا أنها لم تتخذ أيّ إجراء من شأنه وقف عمليات تهريب الأسلحة التركية إلى إثيوبيا.
وكانت "العين" الإخبارية قد انفردت بنشر تقرير، في كانون الثاني (يناير) الماضي، عن تزايد تهريب الأسلحة إلى إثيوبيا، وهو ما وجد أصداء واسعة داخل البلاد، خاصة المنظمات الإقليمية المهتمة بأمن منطقة القرن.
وتشير خارطة تهريب الأسلحة التركية إلى إثيوبيا إلى أنها تتم عبر شبكات تهريب منتشرة على الحدود، وخصوصاً منطقة المتمة، في إقليم أمهرا، شمال إثيوبيا، والقلابات السودانية بولاية القضارف.
وتمكّنت الشرطة الفيدرالية في إثيوبيا، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، من وقف تهريب 1560 مسدساً و15 رشاشاً، إضافة إلى 5 قطع سلاح "كلاشينكوف"، وجميعها تركية الصنع.
وفي كانون الثاني (يناير) الماضي؛ أعلن نائب المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الإثيوبي، دملاش جبر ميكائيل، عدداً من العمليات التي قام بها الجهاز وبتعاون مع المواطنين، أحبط من خلالها تهريب أسلحة وأموال، وتوقيف عدد كبير من المتورطين في إثارة أعمال العنف بمختلف أقاليم البلاد.
كما أعلنت الشرطة، في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ضبط ثالث شحنة أسلحة مهربة من تركيا، في ضواحي أديس أبابا، في عملية مشتركة من قبل شرطة العاصمة وجهاز الأمن والمخابرات الوطني.
وتمكّنت الشرطة خلال هذه العملية من ضبط 180 مسدساً، من طراز "آي كول بي 29" تركي الصنع، أثناء تهريبها إلى العاصمة في حافلة صغيرة.