بعد اكتشاف أسراره.. هل يستمر فيروس كورونا في خداعنا؟

بعد اكتشاف أسراره.. هل يستمر فيروس كورونا في خداعنا؟


18/04/2020

ترجمة: زياد نجار


في آخر 3- 5 أيام، خرج علينا جبل من الأدلة القصصية الرائعة من مدينة نيويورك ومن إيطاليا وإسبانيا.. إلخ، حول "كوفيد 19" وخصائص المصابين الذين يعانون من أعراض المرض الشديدة.
ولا تتراكم هذه الأدلة فحسب، لكنّها الآن تؤدي إلى توافق عام على المستوى الميداني بدعم عدد قليل من الدراسات غير المعروفة سابقاً، التي تفيد أنّ تدخلاتنا العلاجية مع هذا الفيروس وهذا المرض كان كل شيء فيها خاطئ طوال الوقت.

اقرأ أيضاً: لماذا نجحت البلاد التي تقودها نساء بالسيطرة على كورونا؟
وكان عدد قليل فقط من هذه التدخلات صحيحاً بشكل واضح، خاصة استعمالات هيدروكسي كلوروكين مع أزيثروميسين، وسوف نتكلم عن ذلك لاحقاً.
أمّا أهم الاستنتاجات من هذه الدراسة فهي:
1ـ يرتبط فيروس كورونا بالحديد الموجود في خضاب الدم "Hb" الموجود داخل كريات الدم الحمراء، ما يؤدي إلى تحرر الحديد المؤكسد (وهو آيون سام بشكله الحر)، وانتشاره في النسيج الرئوي في كلا الرئتين، مُسبباً تخريباً لأنسجة الرئتين، معطياً مظهر عتامة الزجاج فيهما، كما يتضح في الصور الطبقية المحورية، كما أنّ خضاب الدم الذي فَقد آيون الحديد يجعل كريات الدم الحمراء غير قادرة على نقل الأكسجين من الحويصلات الرئوية؛ لأنّها فقدت وظيفتها الأساسية المُتمثلة بحمل الأكسجين ونقله إلى أنسجة الجسم، وهذا يعني أنّ أجهزة التنفس الاصطناعي المُستخدمة في علاج المرضى المصابين بنقص الأكسجة غير مفيدة؛ لأنّ المُسبِّب لنقص الأكسجة ليس ضعف وظيفة الحويصلات الهوائية الرئوية، إنّما بسبب خلل عمل الكريات الحمراء، نتيجة ارتباط فيروس الكورونا بالهيموغلوبين الموجود في كريات الدم الحمراء.


2ـ إنّ ارتباط فيروس كورونا بالهيموغلوبين "خضاب الدم Hb" غير قابل للفصل، يعني أنّ الكريات الحمراء التي فقدت وظيفتها بسبب الفيروس، لن تستعيد وظيفتها مطلقاً، ما يدفع الجسم البشري لمحاولة مقاومة نقص الأكسجين من خلال تحريض نخاع العظم لإنتاج كريات حمراء جديدة شابة، تحمل خضاباً جديداً فعالاً، وهذا يُفسّر المؤشرات المخبرية المرافقة لداء كورونا المستجد والمتمثلة بارتفاع قيمة خضاب الدم Hb، مع انخفاض في نسبة إشباع الدم بالأكسجين، وهذا مؤشر هام على بدء انهيار الجسم البشري نتيجة الإصابة بفيروس "كوفيد 19".

يعدُّ استعمال الهيدروكسي كلوروكين مع الأزيثروميسين من التدخلات العلاجية القليلة الناجحة في مواجهة كورونا

3ـ بعد تحرّر آيون الحديد السام بشكل واسع من كريات الدم الحمراء كلها؛ فإنه ينتشر في جميع أرجاء الجسم البشري، بما فيها الرئتين معاً، مُسبباً أذىً كبيراً فيهما لأنّ الحديد عبارة عن آيون سام بشكله الحر (غير المرتبط بالخضاب)، وهذا يُفسّر أنّ الإصابة بفيروس "كوفيد 19" المستجد تُصيب الرئتين معاً، في حين من النادر أن يُسبّب الالتهاب الرئوي إصابة في كليهما معاً.
4ـ يُحاول الكبد التصدي لهذا الكم الهائل من آيونات الحديد السامة المنتشرة في الجسم البشري، ساعياً لتخزين الحديد في مخازنها الموجودة في الكبد بشكل طبيعي، إلا أنّ الكبد يعاني أيضاً من نقص الأكسجبن بسبب تعطّل وظيفة الكريات الحمراء، المسؤولة في الحالة الطبيعية عن نقل الأوكسجين إلى كل أعضاء الجسم البشري.

اقرأ أيضاً: مخيمات اللاجئين: متى يضغط كورونا زر الكارثة؟
مُعاناة الكبد من المرض تجعله يفرز إنزيم "Alanine Aminotransferase" ما يُشير إلى بدء اضطراب وظيفة الكبد أيضاً؛ إذ إنّ ارتفاع هذا الإنزيم يُعدّ مؤشراً آخر على بدء انهيار الجسم البشري نتيجة الإصابة بفيروس كورونا.
5ـ إذا لم يستطع الجهاز المناعي التدخل في الوقت المناسب ومنع الفيروس من الاتحاد بخضاب الكريات الحمراء، والحيلولة دون تطوّر نقص الأكسجين؛ فإنّ فشلاً سيلحق بأعضاء عديدة في الجسم البشري، ما يُفسر دخول المريض المصاب بهذا الفيروس في مرحلة القصور متعدد الأعضاء بسرعة بعد بدء نقص الأكسجين؛ أي إنّ العلاج بواسطة جهاز التنفس الاصطناعي لن يكون مفيداً في السيطرة على الحالة؛ لأنّ نقص الأكسجة ناتج عن سوء عمل الكريات الحمر، وليس بسبب اضطراب عمل الرئتين، وهذا يفسر وفاة المرضى بشكل سريع، بعد إصابتهم بداء كورونا وتطور نقص الأكسجين لديهم، رغم وضعهم على جهاز التنفس الاصطناعي.

اقرأ أيضاً: الإمارات: مبادرات إنسانية لا تتوقف.. وإشادات دولية بدورها في إدارة أزمة كورونا
6ـ إنّ فهم الآلية الإمراضية لفيروس كورونا وتعطيله لعمل الكريات الحمراء، يجعلنا نستنتج أنّ إعطاء مصل "البلازما" الحاوي على مضادات الفيروس والمستخرجة من دم شخص متعافٍ، لن يكون كافياً إذا تطوّر نقص الأكسجة عند المريض، ما نحتاجه عملياً كريات دم حمراء طازجة تحمل خضاباً فعالاً، يجعلها قادرة على نقل الأكسجين لكل أعضاء الجسم البشري؛ أي إننا نحتاج لنقل الدم الكامل الطازج، أما إعطاء البلازما الحاوية على الأضداد وحدها، فهو حل مفيد في المراحل الأولى للمرض قبل تطور نقص الأكسجة.


7ـ آلية عمل دواء الكلوروكين "المستخدم في علاج الملاريا":
هذه الآلية غير مفهومة بدقة حتى الآن، لكن يُعتقد أنّها تمنع اتحاد فيروس "كوفيد 19" بخضاب الدم الموجود في كريات الدم الحمراء؛ أي بالطريقة نفسها التي يمنع فيها العامل المُمْرِض في الملاريا من التهام خضاب الدم الذي يُعدّ مصدر الغذاء الأساسي لطفيلي الملاريا؛ فدواء الكلوروكين يمنع فيروس "كوفيد 19" من الوصول إلى هدفه بتخريب خضاب الكريات الحمراء، تماماً مثلما يمنع طفيلي الملاريا من تخريب خضاب الكريات الحمراء، وهذا قد يفسر آلية فعالية الكلوروكين في علاج الملاريا ووباء كورونا معاً، رغم أنّ العامل المُمْرِض للكورونا هو فيروسي، والعامل المُمْرِض للملاريا طُفيلي.

يرتبط فيروس كورونا بالحديد الموجود في خضاب الدم داخل كريات الدم الحمراء، ما يؤدي إلى تحرر الحديد المؤكسد وهو آيون سام بشكله الحر

8ـ أفضل التركيبات العلاجية الفعالة الآن هي استخدام دواء الهيدروكسي كلوروكوين "دواء معالجة الملاريا" مع دواء الآزيثرومايسين وبطريقة فعالة جداً، رُغم الانتقادات هنا وهناك.
وطريقة عمل الكلوروكوين في كبح جماح فيروس كورونا هي نفسها طريقة عمله في كبح جماح طفيلي الملاريا من خلال ربط نفسه بالـ "DNA" للفيروس ومنعه من القيام بعمله التخريبي على مكونات خضاب الدم "hemoglobin" ومنعها من الارتباط بالخضاب.
وفوق كل ذلك، فإنّ الهيدروكسي كلوروكين، وهو أحد مستخرَجات الكلوروكين، يُخفض درجة الحموضة في الدم، ما يُقلّل من تكاثر فيروس الكورونا، لأنّ الوسط الحامضي غير ملائم لتكاثر الفيروس؛ أي إنّ الهيدروكسي كلوروكين يملك ميزتين:

الأولى هي ميزة الكلوروكين في منع الفيروس من الوصول إلى خضاب الكريات الحمراء، والثانية هي ميزة تخفيض الحموضة، ما يُحدّ من تكاثر الفيروس بنجاح كبير رغم الانتقادات من بعض الجهات ومنهم أطباء بأنّ الملاريا هو طفيلي وأنّ الكورونا هو فيروس.

اقرأ أيضاً: كلاب ضالة تأكل الخفافيش.. دراسة تطرح نظرية جديدة عن انتقال كورونا إلى الإنسان
وهؤلاء لا يدركون حقيقة أنّ الكثير من الأدوية لا تحتاج للعمل مباشرة على الجراثيم حتى تكون فعالة، أحياناً كل ما تحتاج أن تفعله هو منع هذا الفيروس أو الطفيلي من الارتباط بخضاب الدم بغض النظر عن الأساليب التي يستخدمها للقيام بذلك.

يعمل الكلوروكوين على كبح جماح فيروس كورونا بمنعه من القيام بعمله التخريبي في مكونات خضاب الدم

9ـ الفهم العميق لما يحدث في الجسم البشري بسبب الإصابة بداء كورونا، يفتح مجالات متنوعة إضافية للعلاج، أهمها:
أولاً؛ يجب إعادة النظر بحالة استخدام جهاز التنفس الصناعي الطارئة، إذا كنت تضع المرضى على جهاز التنفس الصناعي؛ لأنهم سيدخلون في غيبوبة ويحتاجون إلى التنفس الميكانيكي للبقاء على قيد الحياة، فلا بأس بذلك؛ امنح الوقت لأنظمتهم المناعية كي تدافع عنهم، ولكن إذا كانوا واعين ومتنبهين ومتوافقين ضعهم على جهاز الأكسجين "O2 ماكس" إن كان لديك. وإن كان لا بدَّ من التنفس الاصطناعي؛ فقم بذلك عند ضغط منخفض ولكن بحد أقصى من الأكسجين O2، كي لا تُمزّق رئتيهم بأقصى درجة من الضغط، فأنت تضر بالمريض أكثر لأنك تعالج المرض الخطأ.


ثانياً؛ نقل الدم لتعويض الكريات الحمراء التالفة بسبب تلف خضاب الدم المحمول فيها نتيجة الإصابة بفيروس كورونا.
ثالثاً؛ استخدام مضادات الفيروسات القهقرية "منها فيروس الإيدز"، التي تمنع النمو الفيروسي والنسخ المتعدد للفيروس قد يكون له دور فعال في علاج وباء كورونا.

استخدام مضادات الفيروسات القهقرية التي تمنع النمو الفيروسي قد يكون له دور فعال في علاج وباء كورونا

رابعاً؛ إن اضطر الطبيب لوضع المريض على جهاز التنفس الصناعي، فيفضل عدم إعطائه الأكسجين بضغطٍ عالٍ لأن ذلك يُفاقم الأذية الرئوية، إنما يكفي إعطاء الأكسجين بضغط منخفض، ريثما يتحرّض الجهاز المناعي لدى المريض ويهاجم الفيروس، إضافة لضرورة نقل الدم الكامل الطازج لتزويد الجسم البشري بكريات حمراء فعالة.
خامساً؛ إعطاء البلازما التي تحتوي على الأجسام المضادة لفيروس كورونا مفيد في المراحل المبكرة لتطور المرض قبل تطور نقص الأكسجة، عند وصول المريض إلى درجة نقص الأكسجة يجب إعطاء الدم الطازج، ثم البلازما الحاملة للأضداد.
سادساً؛ إن تجربة نقل الدم للمريض المصاب بفيروس كورونا والموضوع على جهاز التنفس الاصطناعي تجربة آمنة، لا تحمل أية خطورة، وقد تُعيد تأمين أكسجة أعضاء الجسم المحرومة من الأوكسجين الكافي، ريثما يتنشط الجهاز المناعي للجسم ويهاجم الفيروس، ويتحرّض نخاع العظم لتوليد كريات حمراء جديدة تساهم أيضاً في نقل الأوكسجين لأعضاء الجسم، معاكسة بذلك ما أتلفه الفيروس في كريات الدم الحمراء القديمة.


مصدر الترجمة عن الإنجليزية :
http://web.archive.org/web/20200405061401/https://medium.com/@agaiziunas/covid-19-had-us-all-fooled-but-now-we-might-have-finally-found-its-secret-91182386efcb



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية