على الرغم من أنّه بدا أكثر حرصاً على إشعال الحرب الروسية الأوكرانية، حتى قبل اندلاعها في 24 شباط (فبراير) الماضي، وأكثر حماساً من الأوكرانيين نفسهم، رفض الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الإثنين تصنيف روسيا "دولة راعية للإرهاب".
ونقل موقع "يو إس نيوز" الأمريكي عن بايدن قوله: إنّه "لا ينبغي تصنيف روسيا على أنّها دولة راعية للإرهاب"، وهو تصنيف سعت أوكرانيا إليه، وسط الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة، بينما حذّرت موسكو من أنّه سيؤدي إلى تمزيق العلاقات الأمريكية الروسية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تشكّل فيه أوكرانيا بمساعدة مشرعين أمريكيين مجموعات ضغط داخل الكونغرس من أجل الحصول على هذا التصنيف.
على الرغم من أنّه بدا أكثر حرصاً على إشعال الحرب الروسية الأوكرانية، رفض بايدن تصنيف روسيا "دولة راعية للإرهاب"
ومطلع آب (أغسطس) الماضي، حذّرت الخارجية الروسية من أنّه في حال أقدمت واشنطن على إعلان روسيا "دولة راعية للإرهاب"، فإنّ ذلك قد يؤدي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفقاً لوكالة "سبوتنيك" الروسية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إنّ هذه الخطوة يمكن أن تؤدي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية، وإنّ موسكو مستعدة لأيّ تطور في الموقف الأمريكي، مشددة على أنّه "ليس بمقدور الولايات المتحدة أن تنكّل بالأنظمة التي يتهمها الأمريكيون بالإرهاب".
وفي نيسان (أبريل) الماضي، قدّم المفكر الأمريكي نعوم تشوميسكي، في حوار مع صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية، تحليلاً لكيفية تطور الحرب الروسية الأوكرانية، مسلطاً الضوء على عرقلة الولايات المتحدة محاولات إنهاء الحرب والتوصل إلى تفاهمات جدية، فقد قال: "أحد السيناريوهات هو أنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يمكن أن يتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع الكرملين، لكنّ واشنطن ستفشله فعليّاً برفضها فك العقوبات".
يأتي الإعلان عن موقف بايدن قبل ساعات من إدانة مسؤول أمريكي لهجوم إرهابي وقع قرب السفارة الروسية في كابول
وحمّل تشوميسكي الولايات المتحدة مسؤولية تأجيج الحرب الروسية الأوكرانية، معتبراً أنّ قرار بايدن في أيلول (سبتمبر) 2021 حول إطار الدفاع الاستراتيجي لأوكرانيا، الذي يعرض أسلحة متطورة وتدريبات مشتركة وتدريباً متزايداً لجيش كييف، قد يكون من بين الأسباب التي دفعت روسيا في النهاية إلى "اتخاذ القرار الإجرامي الخطير بالذهاب إلى الغزو المباشر".
ولم يُعرف على الفور ما إذا كان موقف بايدن، الذي يتهم مراقبون إدارته بتأجيج الحرب من خلال إرسال أسلحة بمليارات الدولارات لأوكرانيا، من تصنيف روسيا "دولة راعية للإرهاب" هو مؤشر على اتجاه الأمور نحو التهدئة، أم أنّ الولايات المتحدة قد تتخذ تلك الخطوة ولكن لاحقاً، في وقت تكون فيه روسيا قد أنهِكت على كافة الأصعدة.
ويأتي الإعلان عن موقف بايدن قبل ساعات من إدانة نادرة من قبل الممثل الأمريكي الخاص بأفغانستان توماس ويست لهجوم إرهابي وقع قرب السفارة الروسية في العاصمة الأفغانية كابول أمس، حيث قال ويست، عبر حسابه الخاص على تويتر: إنّ "الولايات المتحدة تدين الهجوم الإرهابي الذي وقع قرب السفارة الروسية في العاصمة الأفغانية كابل"، مضيفاً: "أتقدّم بأحر التعازي لأسر الضحايا الذين قتلوا أو أصيبوا".
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت مقتل اثنين من موظفي البعثة الدبلوماسية في سفارة روسيا لدى أفغانستان جرّاء تفجير في كابول تبنّاه تنظيم "داعش"، ووصفه المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بـ"العمل الإرهابي".