بايدن ... لا مهلة مفتوحة لـ"الجواب الإيراني"

بايدن ... لا مهلة مفتوحة لـ"الجواب الإيراني"


16/07/2022

رندة تقي الدين

يشير كلام الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال مؤتمره الصحافي المشترك مع رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد، والذي قال فيه "إننا عرضنا على القيادة الإيرانية ما يمكن قبوله للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني وننتظر ردها، لكننا لن ننتظر إلى الأبد" إلى رغبة الولايات المتحدة ودول الغرب فرنسا وبريطانيا وألمانيا، إعطاء المزيد من الوقت للدبلوماسية لإيران لكي تعود الى الاتفاق النووي وتتخلى عن شرطها للولايات المتحدة برفع "الحرس الثوري" الإيراني عن لائحة الإرهاب.

فالغرب يختلف مع إسرائيل إزاء استخدام القوة لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي لأنه بغنى عن تصعيد عسكري آخر يتزامن مع الغزو الروسي لأوكرانيا والذي سيطول وفق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. يكرر المسوؤلون الغربيون أنه حان الوقت لأن تعود إيران الى الاتفاق النووي، خصوصاً أن المفاوضات قد انتهت وتنتظر الرد الإيراني على ما قدمه بايدن.

إلا أن تساؤلات تُطرح لدى الأوساط الدبلوماسية التي تتابع الموضوع عن الموقف الحقيقي للمرشد الأعلى علي خامنئي حول الانقسام السائد داخل نظامه في ما يتعلق بالاتفاق النووي، خصوصاً بين الذين يرون مصلحة في المضي قدماً للعودة الى الاتفاق والذين يرون أنه من الأفضل الاستمرار بتخصيب اليورانيوم والحصول على السلاح النووي لمواجهة التهديدات الإسرائيلية والأميركية. ولكن الأوساط الدبلوماسية الغربية تعتبر أنه لا يمكن للإدارة الأميركية أن تنتظر لفترة بعد شهر أيلول (سبتمبر) لأنها ستدخل في مرحلة انتخابات الكونغرس ومن الصعب على إدارة بايدن انتظار المزيد من الوقت في هذه الفترة لحل قضية الملف النووي الإيراني.

البيان المشترك الأميركي - الإسرائيلي الذي وقعه بايدن مع لبيد الخميس الماضي يؤكد أن الولايات المتحدة تلتزم العمل مع الشركاء الآخرين لمواجهة ما وصفه البيان المشترك "بالعدوان الإيراني والأنشطة المزعزعة للاستقرار سواء كانت مدفوعة بشكل مباشر أو من خلال وكلاء ومنظمات إرهابية". هذا يعني أن لبنان الذي لم يُدعَ الى اللقاء الخليجي - العربي غداً في جدة مع الرئيس بايدن، مرشح للمزيد من الخراب وزعزعة الاستقرار من الحزب المهيمن أي "حزب الله" وكيل إيران فيه.

دُعيت قيادات الأردن ومصر والعراق الى جدة للانضمام الى القمة الخليجية، ولكن لبنان ما زال على قائمة الدول غير المحبذة لا سعودياً ولا خليجياً لأنها تحت نفوذ "حزب الله" وإيران شركاء الحوثي في زعزعة الخليج. وينقل دبلوماسيون عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عدم اهتمامه بلبنان واستياءه من الموضوع اللبناني لأسباب خاصة به. أما العراق، فمدعو الى جدة علماً أن التأثير الإيراني فيه لا يقل عنه في لبنان. ولكن الاهتمام الأميركي والسعودي بهذا البلد النفطي الغني يحتم مشاركته في هذا اللقاء مع بايدن رغم هيمنة النفوذ الإيراني على بعض الأحزاب والميليشيات فيه والتي تعطل الحياة السياسية كما في لبنان.

إن حصول إيران على السلاح النووي أصبح أقرب من أي وقت مضى، ولكن السلاح النووي الإيراني لن يأتي بالجديد وبأخطر مما هو الحال الآن بالنسبة الى السياسة الإيرانية في المنطقة. فالصواريخ والسلاح الإيرانيين في حوزة "حزب الله" بحجة حماية لبنان وحماية نظام بشار الأسد القاتل، خطر يوازي السلاح النووي. ولكن إسرائيل حليفة الولايات المتحدة تتخوف من السلاح النووي الإيراني لأن التصدي له ليس مثل مواجهة السلاح الإيراني ومواقع "حزب الله" في سوريا ولبنان. ولهذا السبب أصرت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الاستعجال في مفاوضات "النووي الإيراني" كأولوية لأمن إسرائيل. فأمن لبنان ليس من أولويات الإدارة الأميركية لذا فضّل أوباما حين تفاوضت إدارته مع الجانب الإيراني أن تقتصر المفاوضات على الملف النووي وألا تتضمن سياسات إيران التخريبية في المنطقة. علماً أنها توازي خطر السلاح النووي.

لم تعطِ إيران ردها حتى الآن على العرض الأمريكي، وهي مستمرة بزعزعة استقرار المنطقة حتى ولو أن السلاح النووي ليس بمتناولها. الغرب الآن يطمح لرفع العقوبات عن النفط الإيراني كي يعوض عن النفط الروسي، فيما تتطلع أوروبا الى رفع العقوبات عن إيران لأسباب اقتصادية ولمصالحها قبل كل شيء، لذا سيبقى الخيار الدبلوماسي للعودة الى الملف النووي الإيراني هو الأولوية للدول الست التي فاوضت طهران حتى ولو أن مصالح الدول الغربية الأربع، الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا مختلفة عن الروسية والصينية ولكن كلها يتمنى حل القضية النووية الإيرانية عبر الدبلوماسية.

عن "النهار" العربي



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية