انتقادات لاذعة للحكومة البريطانية بسبب تهاونها في مواجهة الخطاب العنصري لجماعة الإخوان

انتقادات لاذعة للحكومة البريطانية بسبب تهاونها في مواجهة الخطاب العنصري لجماعة الإخوان

انتقادات لاذعة للحكومة البريطانية بسبب تهاونها في مواجهة الخطاب العنصري لجماعة الإخوان


06/01/2025

في لندن، تتواصل حالة الجدل حول أنشطة الإخوان المسلمين، حيث اتهمت تقارير حكومة حزب العمال بأنّها لا تهتم بالتصدي لأنشطة الإخوان المسلمين.

ولفتت تقارير نشرها معهد جيتستون للدراسات السياسية إلى خطورة استمرار سيطرة الإخوان على بعض المساجد التي تبث الكراهية والعنف. ففي مسجد جرين لين في برمنجهام، على سبيل المثال، يلقي أئمة الإخوان محاضرات تدور حول العنف ضدّ المرأة والآخر. كما يواصل الأشخاص الذين يقفون وراء الجمعيات الخيرية والمساجد الإخوانية إدارة أعمالهم كالمعتاد.

وكشف معهد جيتستون أنّ عمدة أمستردام، فيمكي هالسيما، منعت مظاهرة حاول الإخوان تنظيمها، وقالت إنّها ترفض أيّ دعاية إخوانية في المدينة.

عمدة أمستردام: فيمكي هالسيما

وفي برلين بألمانيا حذّرت مؤخراً رئيسة الشرطة باربرا سلوفيك من استهداف الإخوان للمختلفين معهم في الأحياء التي يسكنها عدد كبير من السكان العرب. وقالت: "نحتاج إلى أن نكون صادقين تماماً هنا، هناك مناطق في المدينة أنصح الأشخاص المختلفين مع الإسلاميين، بأن يكونوا أكثر حذراً". وأضافت: "هناك أحياء معينة يعيش فيها غالبية الأشخاص من أصل عربي، وبينهم يوجد من لديهم أيضاً تعاطف مع الجماعات الإرهابية، وهم عدائيون بشكل علني تجاه المختلفين معهم".

الخطاب الإخواني يؤدي إلى العنف

استعرض التقرير الذي نشره معهد جيتستون للدراسات السياسية حوادث العنف التي انتشرت في المملكة المتحدة بسبب الخطاب الإخواني المتشدد، مؤكداً أنّه بين تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وتشرين الأول (أكتوبر) 2024، وقعت (2383) جريمة عنف. مقارنة بـ (550) جريمة في العام 2022، و(845) جريمة في العام 2021. وكان رئيس بلدية لندن صادق خان قد قال في وقت سابق: إنّ الاستعداد لمواجهة الإرهاب هو "جزء لا يتجزأ من الحياة في المدن الكبرى".

وبحسب التقرير، لم تظهر أعمال العنف في لندن فجأة من العدم، بعد طوفان السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، فقد ظلت الكراهية لأعوام طويلة موضع ترويج من جانب منظمات غير حكومية وجمعيات خيرية تابعة للإخوان المسلمين، وفي الوقت نفسه الذي كانت فيه الحكومات الأوروبية تفرض قيوداً صارمة على حرية التعبير باسم منع الكراهية، سمحت لندن للمنظمات الإخوانية بالانتشار والازدهار.

وتزخر المملكة المتحدة بالجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية التابعة للإخوان المسلمين. وتشمل هذه الجمعيات جمعية المسلمين في بريطانيا، والمنتدى الفلسطيني لبريطانيا، وحملة التضامن مع فلسطين، وأصدقاء الأقصى. وقد شاركت هذه الجمعيات الـ (4) في تنظيم الاحتجاجات الأسبوعية المؤيدة لحماس في المملكة المتحدة، واستغلت الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة من أجل العمل تحت غطاء القضية الفلسطينية، وجمع التبرعات، والتمدد بين المسلمين في المملكة المتحدة.

ويُعدّ زعيم المنتدى الفلسطيني لبريطانيا زاهر بيراوي أحد كبار نشطاء الإخوان، ويعيش بيراوي في حي بارنت اللندني المرموق، ويستغل القضية الفلسطينية، ووفقاً لصحيفة (ذا صن)، فإنّ العديد من المرتبطين بالإخوان يعيشون بحرية في ثراء في لندن. وقبل عام قال النائب عن حزب العمال كريستيان ويكفورد لصحيفة (ذا صن): إنّ وجود عملاء لمنظمة إرهابية محظورة يعيشون في لندن يسلط الضوء على التهديد الواضح للأمن القومي".

زعيم المنتدى الفلسطيني لبريطانيا: زاهر بيراوي

ووفقاً للجمعية الوطنية العلمانية في المملكة المتحدة، فإنّ هناك منظمات إخوانية تمثل خطراً كبيراً، على رأسها أكاديمية مفتاح الجنة، التي نشرت على موقعها الإلكتروني خطباً عنصرية للداعية الإخواني محمد باتيل. والمركز الإسلامي في ليستر، وهي المؤسسة التي تتبعتها هيئة الأمن القومي، ولكن يبدو أنّه لم يتم اتخاذ أيّ إجراء، رغم أنّ هذه هي المرة الثانية التي تسجل فيها هيئة الأمن القومي مخاوف بشأن التطرف في هذه المؤسسة الخيرية.

وهناك كذلك مؤسسة كريكلوود للشباب المسلم المعروفة بخطابها العنصري، وقد أشادت هذه الجمعيات الخيرية أيضاً بطالبان؛ واقترحت على المسلمين مساعدة الدول الإسلامية في شراء الأسلحة، ودعت إلى الموت كعقوبة مناسبة للمرتدين والمجدفين.

منابر الإخوان تبث الكراهية

وهناك أيضاً المساجد التي تبث الكراهية والعنف، وهي في مجملها يسيطر عليها الإخوان المسلمون، ففي مسجد جرين لين في برمنجهام، على سبيل المثال، يلقي الأئمة محاضرات حول كيفية رجم المرأة على النحو الصحيح، ومن الواضح أنّ هذا لم يزعج الحكومة البريطانية على الإطلاق. ففي العام الماضي منحت الحكومة المسجد منحة قدرها (2.2) مليون جنيه إسترليني (2.8) مليون دولار أمريكي لتمويل "الخدمات الشبابية". ولم يتم تعليق المنحة إلّا بعد أن نبّه منتدى الشرق الأوسط السلطات إلى ما صرح به أئمة المسجد.

والأمر الأكثر غرابة هو أنّه بعد تقديم شكوى إلى السلطات البريطانية بشأن العنصرية الجامحة في مؤسسة كريكلوود للشباب المسلم، لم تكتفِ السلطات البريطانية بعدم الاهتمام بالأمر، بل إنّها منحت المنظمة "ختم الموافقة" بتسجيلها كجمعية خيرية شرعية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية