
في خطوة اعتبرها الكثيرون ذات رمزية كبيرة، عاد اللواء أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى مدينة المكلا في محافظة حضرموت بعد غياب طويل، ممّا أثار تساؤلات عديدة حول توقيت العودة ودلالاتها السياسية والأمنية، فضلًا عن انعكاساتها المحتملة على الشارع الجنوبي.
وبحسب صحيفة (الأمناء نت)، فإنّ عودة اللواء بن بريك إلى المكلا تأتي في لحظة سياسية حساسة تشهد فيها الساحة الجنوبية تقلبات متسارعة، سواء على صعيد الترتيبات الأمنية في محافظات الجنوب، أو في ظل تعثر مسارات الحل السياسي الشامل في اليمن. وتُفسَّر عودة الرجل، الذي يُعدّ من أبرز القادة العسكريين والسياسيين في الجنوب، على أنّها محاولة لإعادة ضبط إيقاع المجلس الانتقالي في حضرموت، ومواكبة التحديات المتزايدة التي تواجه مشروعه في المناطق الشرقية، وإقصاء حزب (الإصلاح) "ذراع الإخوان المسلمين في اليمن".
ووفق ما علمته (حفريات) من مصادر خاصة، فإنّ زيارة بن بريك إلى المكلا أثارت قلق جماعة الإخوان المسلمين الذين يروجون رواية أحقيتهم في إدارة المجلس الرئاسي والحكومة الشرعية، ويعتبرون أنّ المجلس الانتقالي إذا ما تمكن من السيطرة على حضرموت، فإنّه سيكتب نهايتهم في وادي المدينة، وهي خسارة كبيرة لن يقبل بها حزب (الإصلاح).
وذهب مراقبون إلى أبعد من هذا، مؤكدين أنّ بن بريك يشكّل كابوسًا مرعبًا للإخوان المسلمين في الوقت الراهن، وأنّهم يبحثون عن وسيلة للخروج من الوضع الحالي سالمين غانمين.
ويُعرف عن اللواء أحمد بن بريك حضوره القوي وخبرته في ملفات الأمن والإدارة المحلية، خصوصًا خلال فترة رئاسته السابقة للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، وعلاقته المتينة بقادة النخبة الحضرمية، وهو ما يفسّر حالة الترقب لدى النخب السياسية والشعبية على حد سواء حيال ما ستحمله هذه العودة من تحولات.
بن بريك يشكل كابوسًا مرعبًا للإخوان المسلمين في الوقت الراهن، ويبحثون عن وسيلة للخروج من الوضع الحالي سالمين غانمين.
ويتوقع أن تُضفي مشاركة اللواء بن بريك في فعالية الذكرى التاسعة لتحرير المكلا من الإرهاب ـ التي ستقام الخميس المقبل ـ زخماً استثنائياً على الحدث، نظراً لما يمثله من رمزية كأحد أبرز الشخصيات التي لعبت دورًا محوريًا في استعادة المدينة من قبضة تنظيم القاعدة في عام 2016.
وسيعقد بن بريك لقاءات مع شرائح المجتمع الحضرمي لتعزيز اللحمة الوطنية، كما سيناقش سبل استعادة الدولة الجنوبية.
هذا، ويحمل الجنوبيون، ولا سيّما أبناء حضرموت، آمالًا كبيرة مع عودة بن بريك، خصوصاً في ظل شعور متزايد بالإهمال والتهميش السياسي لمديريات الوادي والصحراء. ويُنظر إليه كشخصية قادرة على لعب دور توازني بين المكونات المحلية المختلفة، وإعادة ترتيب البيت الحضرمي الجنوبي.
وفي سياق متصل علمت صحيفة (الأمناء) من مصادر خاصة أنّ مجلس القيادة الرئاسي يعتزم عقد اجتماع خلال هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل لإقرار إقالة رئيس الحكومة الدكتور أحمد عوض بن مبارك، وتعيين بن بريك خلفًا له.
وبحسب المعلومات، فقد أسفرت ضغوطات رئيس المجلس الدكتور رشاد العليمي عن موافقة أعضاء المجلس على الإطاحة بأحمد عوض بن مبارك، بعد أن نجح في إقناع التحالف بضرورة إجراء هذا التغيير.
وأوضحت المصادر أنّ التعديل المرتقب سيقتصر على منصب رئيس الوزراء فقط، دون أيّ تغييرات في التشكيلة الوزارية، حيث من المتوقع أن يتولى وزير المالية سالم بن بريك رئاسة الحكومة مع الإبقاء على الوزراء الحاليين.