
أعلنت قبائل حضرموت، كبرى المحافظات اليمنية، مواصلة التصعيد المستمر منذ أشهر ضد الحكومة المعترف بها دولياً، لتحقيق الحكم الذاتي كامل الصلاحيات الذي تنادي به الجماهير ويحفظ للمحافظة الاستقلالية، وفق ما جاء في بيان التحالف.
وسجّلت بهذا قبائل حضرموت قفزة كبيرة في حراكها، من مجرّد الاحتجاج على السياسة الاقتصادية والاجتماعية للسلطة اليمنية المعترف بها دولياً، والمطالبة بتحسين أوضاع السكان باستخدام عوائد الثروة الطبيعية المنتجة محليّاً، إلى التلويح بخيار الحكم الذاتي.
وتعهد حلف قبائل حضرموت، في بيان نقله أول من أمس موقع (عدن تايم)، بمواصلة التصعيد المستمر منذ أشهر "لتحقيق الحكم الذاتي كامل الصلاحيات، الذي تنادي به الجماهير ويحفظ لحضرموت الاستقلالية".
ووفق صحيفة (العرب) اللندنية، فقد أصبحت المحافظة بموقعها الاستراتيجي المنفتح على بحر العرب والمحيط الهندي مدار صراع على النفوذ داخلها، تشارك فيه بعض الدول العربية، وتنخرط فيه أيضاً جماعة الإخوان المسلمين ممثلة بحزب التجمّع اليمني للإصلاح، الممثل داخل المؤسسات المدنية والعسكرية للشرعية اليمنية، جنباً إلى جنب المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يولي حضرموت أهمية خاصة، باعتبارها جزءاً لا تنازل عنه من المجال الجغرافي لدولة الجنوب المستقلّة التي يعمل على تأسيسها.
المحافظة مركز صراع على النفوذ داخلها، تشارك فيه بعض الدول العربية، وتنخرط فيه جماعة الإخوان المسلمين والمجلس الانتقالي الجنوبي.
هذا، وأكد رئيس حلف قبائل حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش العليي أنّ وحدة الصف هي غاية الجميع، مشيراً إلى أنّ مطالب الحلف ليست وليدة اليوم، بل هي منذ 2013، وتم من أجلها تقديم تضحيات وشهداء.
وقال خلال استقباله أمس محافظ حضرموت مبخوت مبارك بن ماضي والوفد المرافق له: "إنّ الأمن والاستقرار الذي ننعم به هو نتاج تلك المواقف والتضحيات، وفق ما نقل موقع (الأمناء نت).
وأوضح عمرو بن حبريش أنّ خطوات الحلف الحالية وتصعيده ليست موجهة للسلطة المحلية، وإنّما للجهات ذات القرار في مجلس القيادة الرئاسي الذي لا يعترف بحقوق حضرموت، مشيراً إلى أنّ المحافظة تعاني ظروفاً صعبة خدمياً وأحوالاً معيشية متردية للمواطنين، وعلينا العمل بكل السبل لحصولها على استقلالية وصلاحيات كاملة، بما يمكّن السلطة والمجتمع من معالجة هذه الملفات وكافة المشاكل المتفاقمة.
وشدد على أهمية إعطاء حضرموت اهتماماً كبيراً من المركز، بدلاً من التسويف والمماطلة في تنفيذ مطالبها واستحقاقاتها، مبيناً أنّ حضرموت هي من احتضنت الدولة عام 2015، وأنّ أهلها هم من حافظوا على مقدراتها ومنشآتها، وهم من صنع الأمن والاستقرار، وحثّ على التكامل من أجل تحقيق كامل الأهداف لما فيه خير حضرموت وأهلها.
وألقى المحافظ مبخوت مبارك بن ماضي كلمة عبّر فيها عن سعادته بأن يكون بين أهله وإخوانه في حلف حضرموت الذي ينتمي إليه وتواجده بينهم لتأييد مطالب حضرموت.
وأكد أنّه لا توجد بيننا وبين أحد أيّ خلافات، داعياً إلى توحيد الكلمة والصف من أجل حضرموت وحقوقها.
وأثارت القفزة في مطالب القبائل انتباه السلطة التي أوفدت المحافظ مبخوت بن ماضي لاستيضاح الأمر من مصدره، ولمحاولة وقف مسار التصعيد.
وتخضع محافظة حضرموت المترامية الأطراف والمجاورة للأراضي السعودية لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليّاً، وشاركت منذ آذار (مارس) 2015 في محاربة جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران.
ويشكو أبناء حضرموت من تدهور غير مسبوق في الخدمات العامة، خاصة الكهرباء والماء وارتفاع أسعار الوقود.
مليونية الهوية الجنوبية التي جرت في سيئون يوم 14 تشرين الأول (أكتوبر) تكشف مدى شعبية المجلس الانتقالي الجنوبي في وادي حضرموت.
وتشهد مدن المحافظة منذ أيام احتجاجات غاضبة متواصلة وقطعاً للطرق وإحراقاً للإطارات، تنديداً بتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والإنسانية.
وتسيطر القوّات التابعة للشرعية على منطقة الوادي والصحراء الأغنى بالنفط، وهي قوات يعتبرها الانتقالي شمالية محتلّة لحضرموت وتابعة صورياً للشرعية، بينما تبعيتها الحقيقية في نظره هي لحزب التجمّع اليمني للإصلاح، ذراع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن.
وكان حزب (الإصلاح) "ذراع الإخوان المسلمين في اليمن" قد سيطرعلى مجلس محافظة حضرموت، من خلال عناصره القيادية وقواته العسكرية بقيادة الحاشدي العمراني "يحيى أبو عوجا"، وقد عبّر الكثير من الحضارمة عن سخطهم وتذمرهم بسبب ما آلت إليه الأمور في مدينتهم وواديها.
واستفزت تشكيلة قيادة المجلس الكثير من الناشطين السياسيين الحضارم الذين عبّروا عن غضبهم بسبب سيطرة الإرهاب الإخواني على المحافظة، وفق موقع (شبوة برس).
وكانت مليونية الهوية الجنوبية التي جرت في سيئون يوم 14 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي قد كشفت مدى شعبية المجلس الانتقالي الجنوبي في وادي حضرموت لمواجهة المشاريع المشبوهة وقياداتها المدعومة من جهات إقليمية تحاول استهداف حضرموت والأضرار بها تحت عناوين متعددة، وفق موقع (المشهد العربي).
وتحاول جهات إقليمية استخدام عناصر إخوانية منتمية لحضرموت لتمرير مشاريعها التي تستهدف المحافظة فعليّاً، بينما هي ظاهرياً تغرر بالرأي العام بأنّها تعمل لصالح حضرموت.
وكشفت الأسماء المعلنة حول ما سمّيت أمانة عامة لما يسمّى مجلس "تنظيم حضرموت الوطني" أنّ انتماءاتهم إخوانية، وبعضهم لهم علاقات بتنظيم القاعدة.
وأكدت قائمة الأسماء أنّ ما سُمّي مجلس حضرموت هو مجلس ينتمي للإخوان المسلمين، حزب (الإصلاح)، ولا علاقة له بحضرموت وحقوقها.
وتأتي حضرموت الواقعة شرق اليمن في مقدّمة أكبر محافظات البلاد مساحة، وإحدى أغناها بالثروات الطبيعية، لا سيّما النفط والغاز، وهي منطقة ذات تاريخ وخصوصيات ثقافية، وكانت دائماً مركزاً اقتصادياً مهمّاً، وموطناً لعدد من الأثرياء وكبار أصحاب رؤوس الأموال.