النمسا تتراجع عن حظر الحجاب في المدارس الابتدائية.. لماذا؟

النمسا تتراجع عن حظر الحجاب في المدارس الابتدائية.. لماذا؟


13/12/2020

تراجعت النمسا عن حظر ارتداء الحجاب على الطالبات في المرحلة الابتدائية، على اعتباره تمييزاً على أساس الدين ضد المسلمين، لا سيّما أنّ القرار ذاته لا ينطبق على الأغطية الأخرى للرأس التي يرتديها اليهود.  

وأصدرت المحكمة الدستورية النمساوية أمس قراراً بإلغاء القانون الذي يحظر على طالبات المدارس الابتدائية في البلاد ارتداء الحجاب، معتبرة أنّ هذا القانون "تمييزي وغير دستوري"، بحسب ما أورده موقع "روسيا اليوم" نقلاً عن "دويتشه فيله".

وكان البرلمان النمساوي قد أقرّ في أيار (مايو) الماضي مشروع قانون يحظر ارتداء الحجاب على الطالبات في المدارس الابتدائية أي دون سن الـ10.

هذا القانون ينطوي على مخاطر إعاقة وصول الفتيات المسلمات إلى التعليم، وبشكل أكثر دقة عزلهن عن المجتمع

في غضون ذلك، قال كبير قضاة المحكمة كريستوف غرابينوارتر: إنّ "المواد الإضافية للحكومة المصاحبة للقانون أوضحت أنّ قطعة الملابس المستهدفة كانت الحجاب".

وأشارت المحكمة إلى أنّ هذا القانون، الذي تم تطبيقه منذ خريف 2019، ينتهك "مبدأ المساواة والتزام الدولة بالحياد الديني، لأنه في الواقع لا يؤثر إلا على الطالبات من دين واحد، هو الإسلام".

وأضاف غرابينوارتر: إنّ هذا القانون ينطوي على مخاطر إعاقة وصول الفتيات المسلمات إلى التعليم، وبشكل أكثر دقة عزلهن عن المجتمع.

ويأتي قرار المحكمة بعد أن طعنت أسرة طفلتين مسلمتين بالقانون، لافتة إلى التمييز الذي يتصف به، حيث إنّ "الحظر ينطبق فقط على الأوشحة التي تغطي الرأس بالكامل، ولكن ليس على أغطية الرأس الدينية الأصغر التي يرتديها الطلاب اليهود أو السيخ".

وأوضحت الأسرة أنّ الحظر يُعدّ انتهاكاً غير متناسب للحرية الدينية والتنشئة الدينية للأطفال، وانتهاكاً لمبدأ المساواة.

من جانبها، رحّبت منظمة العقيدة الإسلامية النمساوية (IGGOe) بقرار المحكمة، واعتبرته "خطوة مهمّة نحو الحرّية الدينية وسيادة القانون".

وكان القانون ينصّ على حظر ارتداء الحجاب بالنسبة إلى تلميذات المدرسة الابتدائية، "لأنه يمثل رمزاً لمعتقد ديني"، كما يتضمن تغريم الأسر التي تخالف القانون 440 يورو.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية