في وقت كان فيه اللبنانيون ينعون “المنقوشة” التي ستصبح طعام الأغنياء بعد انتشار أخبار عن احتمال رفع الدعم عن الطحين والإبقاء فقط على دعم الطحين المخصص للخبز العربي، انخرط جمهور حزب الله اللبناني في الجدل برفع هاشتاغ #لن_نجوع إلى الترند على موقع تويتر في لبنان.
وتحسر اللبنانيون على الأيام التي كان فيها سعر “المنقوشة”، التي تعدّ طعام إفطار الفقراء خصوصاً منقوشة الزعتر، لا يتجاوز الألف ليرة لبنانية.
وأكد نقيب المطاحن والأفران، علي إبراهيم، أنّ “المطاحن لم تسلّم الأفران الطحين غير المدعوم لأنّها عزمت بيعه بالدولار، بعد قرار وزير الاقتصاد دعم طحين الخبز اللبناني فقط”. وأوضح أنّ “الطحين غير المدعوم يدخل في إنتاج الكعك والمناقيش وخبز ‘الهمبرغر’ وغيره، وستصبح هذه المنتوجات جميعها بالدولار، ولن يستطيع الفقير شراء المنقوشة”. وكتب مغرد ساخرا:
اليوم فتت على فرن بالضاحية لحتى إشتري #منقوشة زعتر وعطيت الفرّان ألف ليرة وأخدت المنقوشة وقلت له مشكور معلّم...فابتسم وعملّي بإيدو علامة النصر ✌قمت أنا عملتلّو نفس الشي ✌وقلتلّو *الموت لإسرائيل* قلّي أي..ري فيك وبإسرائيل المنقوشة صار حقها ٧٠٠٠ ليرة🤑@Chadi_Jeha @ZackAlShamali pic.twitter.com/qhMhjTaGMI
— Bio (@Bio01808506) December 9, 2020
ورقم 7 بالعربي على شكل (V) التي تشبه علامة النصر. وتحت شعار “أيها المواطن، منقوشتك في خطر دافع عنها بشراسة”، انتشر هاشتاغ #المنقوشة. وقال معلقون إن “المنقوشة رفيقة درب المواطن الفقير. إذ رافقته بأحلك أيامه وترمز لصمود اللبنانيين”، مؤكدين أن “أكثر من يأكل مناقيش هي الطبقة الفقيرة والمسحوقة في البلد”.
واجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي صور المناقيش مع تغريدات “مضحكة مبكية” في الوقت ذاته. وكتبت مغردة ساخرة:
boalii2020@
المنقوشة: ترويقة كان يأكلها اللبنانيون قبل 100عام ومن بعدها انقرضت.. درس بالتاريخ لطلاب السابعة أساسي سنة 2120.
وانتقد مغردون سيل السخرية المنتشرة. وقال معلق:
شو بعد بتتوقعو من عهد حرق سلافه للبنان... البلد والعملة والاقتصاد وأموال الشعب عم ينهارو والمسؤولين فيه والجراوي تبعولهم همهم الوحيد النكايات والتنقير وقلة الفهم... لك مين بعد باله فيكن ولا مين قاريكن... انتو وين ونحنا وين 🤦🏻♂️ https://t.co/6ixg8A5WSl
— Maher Farghal (@MaherFarghal) April 16, 2020
ويعتبر مغردون أن الردود الساخرة هي “آلية للدفاع” النفسي هدفها التخفيف من حالة الاحتقان والحالة السلبيّة التي يعيشها اللبنانيون جراء الإنتكاسات المتتالية، وفي وقت يعتبر فيه خبراء أن ردّات الفعل هذه ما هي إلا مؤشرات مجتمعيّة خطيرة.
من جانبه انخرط جمهور حزب الله في الجدل برفع هاشتاغ #لن_نجوع الذي يعود تاريخه إلى شهر يونيو الماضي. وتحت عنوان “الصبر والبصيرة” أطلق الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في يونيو الماضي عبارة “لن نجوع”، الذي تحوّل إلى “معادلة جهادية” لدى جمهور حزب الله. واحتوى الهاشتاغ زخما كبيرا من الدعاية الدينية وكليشيهات المقاومة التي لا تزال تنطلي على البسطاء من جمهور المقاومة. فكتب مغرد:
أن تُصلّي جائعاً خلف الحُسين عليه السلام .. أشرفُ ألف مرّة من أن تنام متخماً في قصر يزيد ..#لن_نجوع 🤞🏽 pic.twitter.com/FIya3zyrbE
— أبو محمّد •|• ♏ Ñäbíh (@NbihJi) December 8, 2020
اعتبر آخر:
hajah_soha@
لن نستسلم، لن نركع، لن نساوم، لن ننذل.. نجوع ولكن نعيش بكرامة.
وأصر معلق:
hourani_kassem@
للتذكير فقط: سيبقى سلاحنا في أيدينا ولن نجوع ونحن حنقتلك نحن حنقتلك نحن حنقتلك.. #لن_نجوع وقريباً المعادلة الجديدة.
اعتبرت مغردة:
هناكَ من قال يوماً أنَّنا لن نجوع ونحنُ نصدِّقه. #رفع_الدعم
— Doaa wehbi (@DoaaWhbi) December 8, 2020
ويحاول حزب الله غسل عقول اللبنانيين وإبطال مقاومتهم، خاصة في ظل التحذير من احتجاجات ستعم البلد عنوانها “الجوع” هذه المرة. ويمتلك حزب الله مجموعة إعلامية تدعى “التنسيقية” تدير الحملات الإلكترونية الدعائية لصالحه، وفقا لموقع “بيلينغ كات” البريطاني المتخصص في التحقيقات الاستقصائية.
ويقول بيان المجموعة إنها تهدف إلى مكافحة “التشويه” على وسائل التواصل الاجتماعي التي تستهدف ما يسمى بـ”المقاومة”، ذلك المصطلح الذي يستخدم للإشارة إلى حزب الله وحلفائه في لبنان.
وإلى جانب المواد الدعائية لصالح حزب الله وحسن نصرالله، فإن التنسيقية تنشر موادا لحلفاء حزب الله. وقال جواد نصرالله في تصريحات سابقة إن والده حسن نصرالله “يقرأ أغلب ما يُكتب من مقالات وتقارير، كما يطّلع على كل شيء في مواقع التواصل الاجتماعي، ويتابعها”.
وأضاف “طبعا لا يمتلك حسابا، ولكن تصله يوميا تقارير مفصلة ومطولة عن كل شيء، من ضمنها ما يُنشر على تويتر وفيسبوك، مع فارق أنّه يراها ورقيا”. ويقول جواد “أسأله عن رأيه في بعض التغريدات حول موضوع معيّن”، فيقول لي “اطلعت عليها، لقد كتبها رفاقك”.
وكان إعلان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله عن #الجهاد_الزراعي، عبر دعوته مناصري الحزب إلى “زراعة كل بقعة في الأرض” أثار جدلا وسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعلن نصرالله يوم 7 يوليو 2020 تاريخ “الجهاد والمقاومة والنهضة على الصعيدين الزراعي والصناعي”. وارتفعت انتقادات ضد الضحك على عقول اللبنانيين من جمهور المقاومة. فقال معلق:
sh_azaaa@
“تستفزني التطمينات أننا لن نجوع، كأن أقصى طموحاتنا هي الأكل، لا أحلام ولا مستقبل لنبنيه في هذا البلد”.
وقال آخر:
رفع الدعم الكامل عن السله الاساسية التي يحتاجها الشعب اللبناني ولا سيما الفقراء،انه لكارثة اجتماعية حقيقية#العوض_ب_سلامة_الدعم pic.twitter.com/ZQIlxAoSsx
— Rouba Menhem (@MenhemRoba) December 8, 2020
عن "العرب" اللندنية