القوى السياسية الفلسطينية متمزقة داخل "إسرائيل" وفي الضفة والقطاع

القوى السياسية الفلسطينية متمزقة داخل "إسرائيل" وفي الضفة والقطاع

القوى السياسية الفلسطينية متمزقة داخل "إسرائيل" وفي الضفة والقطاع


30/01/2023

تتضح ثلاثة مواقف عربية من الاحتجاجات التي تشهدها إسرائيل، ضد خطة إصلاح القضاء التي قدمها الائتلاف اليميني الحاكم؛ الأول يرفض المشاركة جملةً وتفصيلاً، والثاني مع المشاركة في قضايا محددة، والثالث مع المشاركة كما هي.

فيما يتعلق بموقف الأحزاب العربية؛ تؤيد القائمة العربية الموحدة المشاركة، وكذلك تحالف الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير، مع وجود أصوات داخله تحمل رؤى أوسع للمشاركة، بينما يرفض حزب التجمع الوطني الديمقراطي المشاركة.

العرب والاحتجاجات

وتشهد مدن إسرائيلية حركة احتجاجية واسعة منذ تنصيب حكومة اليمين - أقصى اليمين بزعامة رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو. وخرج عشرات آلاف المتظاهرين في ميادين تل أبيب، وغيرها من المدن، عقب احتجاجات بدأها طلاب الجامعات والمحامين، احتجاجاً على خطة إصلاح القضاء التي طرحها وزير العدل، ياريف ليفين.

وشارك في الاحتجاجات قادة المعارضة الإسرائيلية، وكان أولهم وزير الدفاع السابق، بيني غانتس. وانضم رئيس الوزراء السابق، يائير لابيد إلى المتظاهرين في احتجاجات تل أبيب في 22 كانون الثاني (يناير) الجاري.

في المجتمع العربي، شارك رئيس تحالف الجبهة والعربية للتغيير، أيمن عودة، في المظاهرات. وكتب عبر حسابه على "فيسبوك": "نواصل المظاهرات ضد الحكومة الفاشية. ونواصل التأكيد أنّ الذي يريد الديمقراطية، فالقضية الأساسية هي إنهاء الاحتلال وإنهاء التمييز. ومع مواصلة الاحتلال والتمييز لا توجد ديمقراطية". وحول مشاركة العرب كتب "لا يمكن الانتصار على هذه الحكومة الفاشية إلا بوزن المواطنين العرب، والمواطنون العرب يؤكدون المواقف الديمقراطية الحقيقية. ممنوع أن نتراجع. هم سيتراجعون.

د. سهيل دياب: تكوين جبهة يهودية عربية على أرضية المساواة

انضمّوا لنا في المظاهرات الكثيرة القادمة".

مقابل ذلك، كتب موقع حزب التجمع عبر "فيسبوك" بأنّ "مظاهرات تل أبيب إلى جانب معسكر اليسار الصهيوني لا تمثل العرب ولا تمثل قضايا العرب، شعبنا ليس جزءاً من المعسكرات الإسرائيلية".

يقول القيادي الجبهاوي، نائب رئيس بلدية الناصرة السابق، سهيل دياب: في المجتمع العربي هناك نقاش حيوي مهم حول هذا الموضوع، هناك ثلاثة تيارات موجودة؛ الأول يقول إنّ هذه القضية لليهود، ولننتظر ماذا سيجري هناك ولا يهمنا الأمر. وأضاف لـ"حفريات" بأنّ التيار الثاني يريد الاحتجاج لكن فقط بالقضايا التي تهم العرب، مثل الاحتلال والفقر، لا الديمقراطية والانقلاب في القضاء.

أحمد الطيبي ينتقد منصور عباس: مستمر بالهجوم علينا مباشرة ومن على منصة الكنيست، بعد أن فكك القائمة المشتركة وفاوض نتنياهو للانضمام إليه

وحول التيار الثالث، أوضح بأنّ هذه رؤيته وهي؛ ضرورة مشاركة الجماهير العربية الفلسطينية، وأنّ تكون عاملاً فعالاً في حركات الاحتجاج العامة، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، دون مقاطعة أو حجر عثرة أمام تحرك من هذا النوع.

لكن يؤكد القيادي الجبهاوي، على ضرورة التأكيد على الثوابت العربية في حركة الاحتجاج، مثل طرح قضايا؛ الاحتلال والفقر والبطالة والمساواة والميزانيات العربية. وتابع بأنّ الأمر الثاني هو تكوين جبهة يهودية عربية على أرضية المساواة، لا تستثني موضوع مثل الاحتلال والمساواة، وبدون فيتو على أي موضوع. مشدداً على ضرورة "نكون شركاء بالمواضيع".

تأييد المشاركة

وأجج فوز معسكر أقصى اليمين الخلافات داخل الأحزاب العربية، بين تحالف الجبهة والعربية للتغيير من جانب والقائمة العربية الموحدة بقيادة منصور عباس، والمنبثقة عن الحركة الإسلامية الجنوبية، من جانب آخر، وتبادل الطرفان الاتهامات على خلفية صعود اليمين المتطرف.

يوضح الناشط الاجتماعي والسياسي، القريب من القائمة الموحدة، أنور القصاصي، بأنّ موقف الموحدة هو ضد إصلاح القضاء وتوجهات اليمين المتطرف. وبسؤاله حول وجود تنسيق بين القائمة وأحزاب المركز الإسرائيلية، أجاب لـ"حفريات"؛ بأنّ هناك تنسيقاً بين الموحدة وأحزاب المركز الإسرائيلي، وخير دليل على ذلك مشاركة الدكتور منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة في مظاهرة الـ (120,000) متظاهر، ووضع صوت الناخب العربي على الخريطة السياسية داخل المجتمع الإسرائيلي.

ونوه القصاصي بأنّ التعديلات التي يحاول الائتلاف الحاكم تمريرها هي رزمة قوانين، ستضيّق الخناق على المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل، وتساعد جمعيات الاستيطان في بناء مستوطنات ومستعمرات في الداخل الفلسطيني، وخاصة منطقة ديرة بئر السبع والنقب.

أنور القصاصي: تحالف الجبهة والعربية للتغيير وراء صعود اليمين المتطرف

وأشار الناشط الاجتماعي والسياسي، إلى تشكيل وحدات شرطية تحت مسميات من أجل فرض الأمن والأمان، وكل ذلك من أجل مُضايقة المواطنين العرب في ديرة بئر-السبع، وخاصة القرى مسلوبة الاعتراف والتي تقوم حكومات إسرائيل المتعاقبة على هدم البيوت وتخريب الأراضي العربية فيها.

يُحمل أنور القصاصي تحالف الجبهة والعربية للتغيير مسؤولية صعود اليمين المتطرف، ويقول بأنّ من أتى بهذه الحكومة ويتعاون معها قياديون في التحالف. ويعول على سياسية الموحدة لتغيير سياسات الحكومات الإسرائيلية، مستشهداً بالتعاون السابق مع حكومة نفتالي - لابيد.

القيادي سهيل دياب لـ"حفريات": من المهم التأكيد على الثوابت العربية في حركة الاحتجاج مثل طرح قضايا الاحتلال والفقر والبطالة والمساواة والميزانيات العربية

من جانب آخر، ردّ أحمد الطيبي بمنشور على صفحته في "فيسبوك"، بالقول "منصور عباس مستمر بالهجوم علينا مباشرة ومن على منصة الكنيست، بعد أن فكك القائمة المشتركة وفاوض نتنياهو للانضمام إليه، ويحاول أن يصور حكومة بينت التي قتلت أكبر عدد من الفلسطينيين بأنها حكومة ملائكة، ويعيّرنا أننا كنا معارضة".

هل من جدوى للمشاركة؟

يتبنى الناشط السياسي، عبد القادر وتد، الرأي الرافض للمشاركة في الاحتجاجات. ويقول لـ"حفريات"، بأنّ الغالبية الساحقة من العرب ضد المشاركة في الاحتجاجات تحت علم إسرائيل وأعلام المثليين؛ لأننا لسنا جزءاً من المجتمع الإسرائيلي الذي يبحث عن ديمقراطيته، نحن فلسطينيون مسلمون، ونرى الاحتلال منذ العام 1948 وليس مع النكسة عام 1967.

وأضاف وتد، بأنّ مشاكل ديمقراطية إسرائيل هي مشاكل داخلية صهيونية، وعشنا مثل هذا الحراك في 2011، حين خرجت مظاهرات حاشدة ضد نتنياهو أسوةً باحتجاجات الربيع العربي، وشارك فيها النائب أيمن عودة وحزب الجبهة، لكن ماذا حدث؟. يتابع وتد، بأنّ نتنياهو احتوى تلك الاحتجاجات ضد غلاء المعيشة، عبر تخفيض الضرائب، فانصرف المحتجون بعد تحقيق هدفهم، وبقيت قضايا العرب تراوح مكانها.

ويُحلل الناشط وتد الاحتجاجات الإسرائيلية، ويرى أنّها انتفاضة أحفاد الجيل الأوروبي الذي صنع إسرائيل، وهي بحسبه "مظاهرات داخل البيت الصهيوني المنقسم على أسس عرقية وأيدولوجية". ويقول بأنّ ما يوحد إسرائيل هو العداء للعرب. وأضاف بأنّه رغم هذا الانقسام لو حدثت معركة مع غزة سيتحد الفرقاء الإسرائيليون جميعاً ضد العرب، غير ذلك ستظهر مزيد من الانقسامات.

عبد القادر وتد: انتفاضة أحفاد الجيل الأوروبي الذي صنع إسرائيل

تعكس هذه التباينات واقع المجتمع العربي في إسرائيل؛ حيث لا تقتصر التباينات السياسية على الأحزاب الثلاثة الرئيسية، بل هناك اتجاهات تصويت عربية لأحزاب يمينية متشددة، منها حزب "شاس" بزعامة أريه درعي، الذي يشارك في الائتلاف الحاكم، كونه حزباً اجتماعياً في المقام الأول، ويستفيد من توجهاته الاجتماعية فئات داخل المجتمع العربي.

وبحسب استطلاع رسمي إسرائيلي في نهاية 2020، بلغ تعداد سكان إسرائيل 9.3 مليون نسمة تقريباً، شكل العرب من المواطنين نسبة 18% منهم تقريباً، بعدد سكان يُقدر بنحو 1.6 مليون نسمة. وتبلغ نسبة الفقر بين المواطنين العرب 45.3%، وتزيد إلى 57.8% بين الأطفال العرب، مقابل 13.4% بين اليهود، و21.2% بين الأطفال اليهود.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية