القاعدة والحوثي... أدلة جديدة تظهر العلاقة الوطيدة

القاعدة والحوثي... أدلة جديدة تظهر العلاقة الوطيدة

القاعدة والحوثي... أدلة جديدة تظهر العلاقة الوطيدة


21/01/2023

تعاون غير معلن بين ميليشيات الحوثي الانقلابية وتنظيم القاعدة الإرهابي، ازدهر في اليمن عقب انقلاب الميليشيات على الشرعية وسيطرتها على مدن ومناطق.

وقد نجحت ميليشيات الحوثي في استغلال القاعدة لإحلال الفوضى في البلاد، واستغل تنظيم القاعدة الإرهابي الحروب الجارية في اليمن ضد الشرعية ليزدهر ويعيد تنظيم صفوفه.

آخر تلك المؤشرات على العلاقات التاريخية بين التنظيمين الإرهابيين صفقة تبادل أسرى جديدة تجريها ميليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة خلال شهر كانون الثاني (يناير) الجاري.

صفقة تبادل أسرى تتضمن إطلاق سراح (17) عنصراً من تنظيم القاعدة، مقابل إطلاق (9) من عناصر ميليشيات الحوثي

وكشف موقع "نيوز يمن" أنّ صفقة التبادل الجديدة تجري مباحثاتها منذ أعوام، ويفترض أن يتم إبرامها بحسب الاتفاق الشهر الجاري.

وأوضحت المصادر التي نقل عنها الموقع أنّ الصفقة تتضمن إطلاق سراح (17) عنصراً من تنظيم القاعدة، مقابل إطلاق (9) من عناصر ميليشيات الحوثي.   

وأكدت المصادر أنّ مفاوض تنظيم القاعدة الإرهابي عبد الله علي علوي مزاحم، الملقب بـ "الزرقاوي"، أجرى لقاءات عديدة مع مفاوض ميليشيات الحوثي القيادي محمد سالم النخعي "أبو أنس".

وحصل "نيوز يمن" على أسماء عدد من أسماء قائمة الزرقاوي، الذين سيتم إطلاق سراحهم من السجون في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية، ومن بينهم (مياد محمود ـ عقلان الحمادي - علي عوض محمد أحمد العقيلي - عبد الله علي ناجي الحاوري - مرزوق أحمد محمد أحمد أبو سر العقيلي - عادل طارق - وليد الرزاقي).

الميليشيات الانقلابية لجأت إلى عناصر تنظيم القاعدة في عملية حشد مقاتلين بعد فشلها مع القبائل اليمنية.

هذا ولجأت الميليشيات الانقلابية العام الماضي إلى عناصر تنظيم القاعدة في عملية حشد مقاتلين بعد فشلها مع القبائل اليمنية، لتعويض خسائرها في جبهات القتال، وفق ما ذكره موقع "المشهد اليمني" الإخباري.

وكشفت مصادر في العاصمة اليمنية صنعاء، للموقع ذاته، عن اجتماع عُقد بين (7) من قيادات تنظيم القاعدة، على رأسهم القيادي في التنظيم نايف الأعواج، وقيادات حوثية من جهاز ما يُسمّى بالأمن الوقائي "الاستخبارات"، في مقر الأمن القومي في منطقة "صرف" شمال صنعاء، للتنسيق في عملية حشد مقاتلين.

نجحت ميليشيات الحوثي في استغلال القاعدة لإحلال الفوضى في البلاد

ومصرع القيادي في تنظيم القاعدة حمزة محمد علي راوية، أثناء مشاركته مع ميليشيات الحوثي في المعارك التي احتدمت جنوب محافظة مأرب العام الماضي، يؤكد اتهامات الحكومة الشرعية المتكررة للميليشيات الموالية لإيران بالتحالف والتنسيق مع تنظيم القاعدة وداعش امتداداً لعلاقة الطرفين بنظام الملالي، وكذا الاعترافات التي أدلى بها عناصر تابعون لتنظيم القاعدة بعد وقوعهم أسرى بيد الجيش اليمني.

مصرع القيادي في تنظيم القاعدة حمزة محمد علي راوية يؤكد تحالف الحوثيين مع التنظيم الإرهابي

هذا، وكان القيادي في تنظيم القاعدة عارف مجلي قد ظهر إلى جانب عدد من قيادات ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران منتصف العام الماضي في العاصمة صنعاء، في حفل تكريم له حضره رئيس حكومة الانقلابيين الحوثية.

وفي حفل التكريم، منحت ميليشيات الحوثي مجلي درع "وسام القبيلة العربية"، تثميناً "لدوره في حشد الكثير من المقاتلين من التنظيم، والزج بهم في صفوف ميليشيات الحوثي"، وفق موقع "الإصلاح نت".

وكان تقرير قدّمته الحكومة اليمنية إلى مجلس الأمن الدولي في آذار (مارس) الماضي قد قدّم معلومات وحقائق استخباراتية مؤكدة حول العلاقة الوطيدة بين ميليشيات الحوثي، وبين القاعدة وداعش، كامتداد للعلاقة نفسها بين إيران وتلك التنظيمات الإرهابية، وفق ما نقل موقع "سبأ نت".

 قناة أمريكية: القاعدة استغلت الحرب الأهلية الفوضوية في اليمن، ليس فقط للبقاء على قيد الحياة، ولكن لتخطيط وتنفيذ هجمات عبر التنسيق مع الحوثيين

وفي تقرير لقناة "سي بي إس" نيوز الأمريكية، نُشر منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي، فإنّ القاعدة استغلت الحرب الأهلية الفوضوية في اليمن، ليس فقط للبقاء على قيد الحياة، ولكن لتخطيط وتنفيذ هجمات على الحكومة الشرعية، وإيجاد محط قدم لها عبر التنسيق مع ميليشيات الحوثي التي ترى أنّ تواجد القاعدة سيضعف الحكومة الشرعية، خاصة أنّ ميليشيات الحوثي تسعى لإحلال الفوضى في البلاد.

وقالت القناة: إنّ الفوضى التي تسبب بها الحوثيون في مأرب تركت الناس يموتون من الجوع والأمراض التي كان يمكن علاجها، وتركت مساحة لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية ليزدهر، رغم تعرّض هذا التنظيم لضربات قاصمة خلال الأعوام الماضية من قبل الولايات المتحدة، خاصة أنّها تحمّله مسؤولية هجمات 11 أيلول (سبتمبر).

تتضمن الصفقة إطلاق سراح (17) عنصراً من تنظيم القاعدة، مقابل إطلاق (9) من عناصر ميليشيات الحوثي   

 واستنسخت ميليشيات الحوثي الانقلابية تكتيكات إيران في استخدام تنظيم "القاعدة" ورقة ضد الخصوم، ليصل الأمر إلى إنقاذ التنظيم من سقوط وشيك، ومدّه بالدعم لتعزيز بنيته في معقله الجديد بالمناطق المهجورة في محافظة البيضاء المعروفة بـ "قلب اليمن".

جماعة الحوثي أنقذت التنظيم من سقوط وشيك، ومدّته بالدعم لتعزيز بنيته في معقله الجديد بالمناطق المهجورة في مناطق سيطرته

 وكان عدد من المواقع الإلكترونية اليمنية، منها "الأمناء نت"، قد نقل معلومات عن مصادر أمنية وقبلية متطابقة تؤكد أنّ ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً فتحت للتنظيم الإرهابي مؤخراً مركزاً عملياتياً في المناطق التي تخضع لسيطرتها.

 وأكدت المصادر أنّ الميليشيات الموالية لإيران قدّمت دعماً غير محدود لتنظيم القاعدة منذ الانقلاب في 21 أيلول (سبتمبر) 2014، عبر إطلاق سراح قيادات وعناصر التنظيم الأم في صفقات وهمية، ودعم حربه ضد داعش، وعدم خوض أيّ معركة مباشرة في معقله.

ويعود أوّل تعاون مباشر بين فرع القاعدة في اليمن المعروف بـ "التنظيم الأم في جزيرة العرب" وميليشيات الحوثي إلى عام 2015، عقب العمل كأدوات لتنفيذ صفقة تبادل بين نظام طهران والتنظيم الإرهابي للإفراج عن دبلوماسي إيراني كان مختطفاً لدى تنظيم القاعدة فرع اليمن، مقابل إطلاق إيران (5) من كبار قادة القاعدة من السجون الإيرانية.

وتمّت الصفقة حينها من خلال تمثيل ميليشيات الحوثي لطهران، والقاعدة في اليمن كممثل للتنظيم الدولي للقاعدة، لتعقب ذلك محطات كثيرة من التعاون محلياً بين المتمردين الإرهابيين والتنظيم الجهادي في جزيرة العرب.

وفي السياق، كان مسؤول أمني يمني قد كشف لموقع "العين" الإخباري أنّ ميليشيات الحوثي أفرجت عن أكثر من (400) عنصر وقيادي من تنظيم القاعدة منذ انقلابها أواخر 2014.

ميليشيات الحوثي أفرجت عن أكثر من (400) عنصر وقيادي من تنظيم القاعدة منذ انقلابها أواخر 2014

وقال المسؤول الأمني، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته: إنّ ميليشيات الحوثي عملت فور سيطرتها على جهازي الأمن السياسي والقومي (المخابرات) في صنعاء على إطلاق سراح عدد من أبرز عناصر وقيادات التنظيم الإرهابي عبر عمليات تبادل وهمية أو مسرحيات فرار مدبرة.

واستشهد المسؤول اليمني بما حصل في مدينة البيضاء عام 2017، عندما سمحت ميليشيات الحوثي لأكثر من (18) إرهابياً من أخطر عناصر القاعدة بالفرار، لتمنح التنظيم الإرهابي دعماً كبيراً لإعادة ترتيب أوراقه عقب العمليات العسكرية الكبيرة التي شنّها التحالف العربي على خلايا ومعاقل القاعدة وداعش.

وأضاف أنّ الميليشيات الحوثية، بعد هزيمتها في عدن ومدن جنوب اليمن، أفرجت عن مجاميع ليست قليلة من عناصر القاعدة أو المشتبه بانتمائهم للتنظيم كانوا في سجون الأمن السياسي والأمن القومي.

وقال المسؤول الأمني: إنّ ميليشيات الحوثي استخدمت تنظيم القاعدة ورقة لإيجاد مبرر لاجتياحها عدداً من المدن اليمنية خصوصاً جنوباً، واكتشف فيما بعد أنّ هذه العمليات كانت تتم بتنسيق بين الحوثيين وقيادات إرهابية تنتمي للقاعدة كانت تتواجد في سجون المخابرات.

وأشار إلى أنّ إحدى هذه العمليات تمثلت في الهجوم الإرهابي على المقرات الأمنية في مدينة لحج الجنوبية 2015، وسيطرة التنظيم على إدارة أمن المحافظة وقتله عدداً من أفراد الأمن، وجرى بعد ذلك إطلاق الانقلابيين أكثر من (35) مسلحاً من عناصر القاعدة بصنعاء تنفيذاً لاتفاق التنظيمين الإرهابيين.

يُذكر أنّ عمليات التنظيم الإرهابي لا تحدث إلا في مناطق سيطرة الشرعية، وأنّها تنأى عن مناطق سيطرة الحوثيين، ممّا يؤكد العلاقة الوطيدة بين الطرفين.

مواضيع ذات صلة:

هل تملك ميليشيا الحوثي الإرهابية قرار الهدنة؟!

تصنيف "الحوثي" ميليشيا إرهابية

تنظيم القاعدة يستأنف ضرباته في اليمن... هل للإخوان علاقة؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية