القاعدة تتلقى الدعم الإيراني... فهل تتلقى طالبان دعماً مماثلاً؟

القاعدة تتلقى الدعم الإيراني... فهل تتلقى طالبان دعماً مماثلاً؟


22/08/2021

عبداللطيف الهجول

رغم البعد العقائدي بين إيران كواجهة شيعية وطالبان والقاعدة كواجهتين متطرفتين تتبعان المذهب السني المتشدد الا ان المصالح بينهم تكاد تكون متشابهة الى حد كبير، لا بل ان القاعدة وحسب العديد من التقارير الصحفية والاستخبارية تتلقى الدعم من إيران. وهنا السؤال يكون هل تلقت طالبان دعما ايرانيا؟

في أول رد فعل رسمي له على التطورات في أفغانستان وسيطرة طالبان على كابول، قال الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي دون تسمية الحركة "الوضع الحالي يجب أن يصبح فرصة لاستعادة الحياة والأمن والسلام الدائم في البلاد"، وتابع: "تدعو إيران كل الجماعات للتوصل إلى اتفاق وطني"، مشيدا بـ"الهزيمة العسكرية الأميركية في أفغانستان".

وواضح ان إيران غيرت لهجتها ونهجها تجاه طالبان رغم أنها اعتبرتها في وقت سابق منظمة إرهابية ومسؤولة عن قتل دبلوماسيين إيرانيين خلال هجوم على مدينة مزار شريف الشيعية في أفغانستان في سبتمبر/ أيلول 1998.

واستضافت العاصمة الايرانية طهران، التي لم تكن تربطها علاقة جيدة بحكومة الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني بسبب قربه من باكستان، ممثلين عن طالبان عدة مرات خلال العامين الماضيين لمناقشة الوضع في أفغانستان وبتأثير مباشر من دولة قطر التي كانت تستضيف قيادات طالبان منذ مدة. وأثناء مقاطعة الدول الخليجية لقطر حصل تقارب قطري ايراني استفادت منه إيران بشكل كبير ومنه قيام قطر بتلطيف الأجواء بين إيران وطالبان.

ومن الممكن تلمس ذلك من خلال كلام الرئيس الإيراني الأسبق محمود احمدي نجاد عن تعرضه لضغوط من قبل عناصر قريبة من الحرس الثوري الإيراني بسبب حديثه عن طالبان وتمت مطالبته من قبل هذه العناصر بالتوقف عن الحديث عن هذه الجماعة العنيفة وغير الإنسانية كما يصفها أحمدي نجاد.

من الممكن ان نفسر التقارب الإيراني الجديد مع طالبان بالعداء المشترك لأميركا. ولكن من الممكن ان يكون هناك سبب آخر تقف خلفه حليفة إيران والمنافسة لأميركا اقتصاديا من قبل الصين التي تبحث عن طرق جديد لتطوير تجارتها من خلال فتح طريق الصين - افغانستان - إيران وثم العراق والدول الاخرى.

ولا يقتصر الترحيب الإيراني بسيطرة طالبان على افغانستان على الرئيس إبراهيم رئيسي. فهناك ترحيب غير مباشر من خلال تغريدات علي شمخاني، أمين سر المجلس الأعلى القومي الإيراني، فضلاً عن شخصيات إيرانية قيادية أخرى، عبّرت عن رغبة طهران بفتح صفحة جديدة مع طالبان.

الحركات الجهادية، وباختلاف عقائدها، تتفق على رؤيةٍ موحدةٍ، وهي محاربة الدول الغربية عامة، والولايات المتحدة بشكل خاص، وهذا ما جعل طهران تحتضن حركة حماس وجماعات متطرفة أخرى، بل أن قادة من تنظيم القاعدة كانوا حتى وقت قريب يقيمون في إيران ولازال هناك البعض منهم. كما أن الأوضاع في إيران، وفي ظل الحصار الاقتصادي، الذي تفرضه الولايات المتحدة عليها، وكذلك توتر الأوضاع الداخلية في الأحواز ومناطق إيرانية أخرى، يُجبر طهران على التعامل مع طالبان على أنها أمر واقع.

الموقف الإيراني يشير إلى أن طهران تتريث في انتظار اتضاح كل أبعاد الصورة على أرض تتشارك معها الحدود الجغرافية والعديد من القواسم العرقية والطائفية واللغوية فيما لا تبدو خفية عوامل تفجر عداء إيديولوجي وديني.

عن "ميدل إيست أونلاين"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية