الغنوشي ونهاية الإخوان في تونس

الغنوشي ونهاية الإخوان في تونس

الغنوشي ونهاية الإخوان في تونس


10/02/2024

أكدت صحيفة "لو بينيون" الفرنسية أنّ أعضاء حزب النهضة في تونس، والذين استغلوا الثورة التونسية في عام 2011 لصالحهم، ليُشكّلوا على مدى سنوات طويلة أكبر قوة سياسية في البلاد، أصبح صوتهم اليوم في ظلّ التطورات الأخيرة غير مسموع.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي باسكال آيرولت أنّ حركة النهضة قد اختفت نهائياً من المجال السياسي العام في تونس، فيما يُحمّلها رئيس الدولة قيس سعيد مسؤولية الصعوبات الكبيرة التي مرّت بها بلاده، مُعتبرة أنّ ما قام به كان ناجحاً عبر إجراء عملية تطهير في أجهزة الدولة من الإسلاميين التونسيين الذين أصبحوا اليوم مُجرّد ذكرى بعيدة.

وحُكم على راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة الإسلامي في تونس، الأسبوع الماضي بالسجن 3 سنوات بتهمة الحصول على التمويل الأجنبي غير المشروع، وهي إدانة ورغم وجود أدلّة دامغة عليها، إلا أنّ أتباعه زعموا أنّها جاءت "سياسية" قُبيل الانتخابات الرئاسية المتوقعة نهاية العام.

كما ويقبع حالياً حوالي 60 شخصية  موالية للإخوان الإرهابيين خلف القضبان.

ويسعى الرئيس قيس سعيد إلى تحييد نهائي لحركة النهضة من خلال عملية تطهير تتم بقبضة من حديد، مُحمّلاً إيّاهم مسؤولية واضحة عن الحكم السيئ الذي شهدته البلاد في الماضي، وهو يستغل الرفض الواسع الذي يُثيره الإسلاميون في المُجتمع التونسي لتحييد خطرهم على تونس.

واعتبرت "لو بينيون" أنّ هذا القرار القضائي الأخير يُمثّل خطوة أخرى نحو نهاية الإسلام السياسي في تونس، إذ ومنذ بداية عام 2023، قامت سلطات البلاد بتفكيك هياكل النهضة، حيث شهدت القوة السياسية السابقة في البلاد اعتقال قادتها وإغلاق مكاتبها، بما في ذلك مقرّها الرئيسي في تونس.

وذكرت أنّ قيس سعيد رفض الاستسلام لمحاولات سابقة من حركة النهضة لفرض تعديلات وزارية تُناسبهم، ليقوم في عام 2021 بتجميد أنشطة البرلمان الذي كان يُسيطر عليه الإسلاميون، كما جرّد رئيسه راشد الغنوشي من كل صلاحياته، وهو الذي فقد اليوم جزءاً كبيراً من رصيده السياسي المحلي والخارجي بعد أن حاول استقطاب الغرب وخداع أوروبا بإعادة تشكيل حزبه بشكل ديموقراطي.

الغنوشي وتصدير الجهاديين

واعتبرت الصحافة الفرنسية حينها أنّ الرئيس التونسي قيس سعيد نجح في تهميش الحزب الإسلامي الذي أغرق البلاد في المجهول خلال فترة حُكمه، والتي أصبحت في ظلّه أوّل دولة مُصدّرة للإرهابيين الشباب نحو سوريا والعراق وأوروبا.

ووصفت "لو فيغارو"، ما حدث بأنّه ضربة لحركة النهضة التي تُمثّل تنظيم الإخوان الإرهابي في تونس، والتي أوصلت البلاد إلى وضع سيّء اقتصادياً واجتماعياً.

كما وتحدثت أيضاً عن جانب مهم آخر، وهو تصدير الإرهابيين لفرنسا ودول الاتحاد الأوروبي تحت أعين سياسي حركة النهضة وبدعمها.

من جهتها وصفت قناة (tv5) الفرنسية راشد الغنوشي بأنّه زعيم إسلامي ذو صورة مُشوّهة، مُشيرة لتهديداته المُتعددة بأنّ تونس ستكون مهددة بـِ "حرب أهلية" إذا تمّ القضاء على الإسلام السياسي في بلاده.

كما وسبق وأنّ دعا في تصريحات نارية إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في حُكم البلاد، مُستوحياً ذلك من جماعة الإخوان الإرهابية، وفي نظر غالبية التونسيين فإن الغنوشي يُعتبر المذنب في كل العلل والمصاعب التي عانت وتُعاني منها البلاد.

عن موقع "24"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية