العلامة الزرقاء تثير الجدل في (تويتر)، لماذا حذفها ماسك ثم عادت بعد ساعات؟

أثار حذف علامة التوثيق "الزرقاء" الشهيرة عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) من حسابات عدد كبير من المشاهير، ثم إعادتها بعد ساعات، دون أسباب معلنة، أُثار حالة من الجدل بين رواد الموقع الشهير، فضلاً عن الفوضى التي سادت لعدة ساعات دشنت خلالها عشرات الحسابات بأسماء شخصيات مشهورة حول العالم، بهدف الاحتيال وترويج الشائعات.

البداية كانت قبل عدة أشهر، بعد أن أعلن مالك الموقع الجديد آنذاك إيلون ماسك عن إتاحة علامة التوثيق عبر (تويتر)، التي ظلت مجانية منذ إطلاقه، للمشاهير حول العالم مقابل رسوم سنوية، حوالي (8) دولارات شهرياً، وتصل قيمة التوثيق للمؤسسات إلى (1000) دولار شهرياً، و (50) دولاراً للمواقع التابعة للموظفين أو الجهات الحكومية فيما يعرف باسم خدمة (تويتر بلو).

وبحسب ما ذكرته صحيفة (ذا غارديان) البريطانية، يحاول ماسك إجبار المستخدمين على الدفع مقابل خدمات التحقق التي كانت مجانية في السابق للشخصيات المعروفة والمشاهير والإعلاميين.

اختفاء العلامة الزرقاء

مساء الخميس الماضي فقد مستخدمو (تويتر) البارزون علامات التوثيق الزرقاء التي ساعدتهم في التحقق من هويتهم وتمييزهم عن المحتالين، باستثناء أولئك الذين قرروا دفع الرسوم، وهي (8) دولارات شهرياً.

ومن بين المستخدمين البارزين الذين فقدوا علامات التوثيق الزرقاء، بحسب (العربية)، بيونسيه والبابا فرنسيس وأوبرا وينفري والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، والنجم البرتغالي -لاعب النصر السعودي- كريستيانو رونالدو، ونجم الكرة الجزائرية رياض محرز، الذي قال: "لن أدفع لمثل هذه الأفكار الغريبة".

كما فقد العديد من المشاهير العرب علامة التوثيق أيضاً؛ أبرزهم عمرو دياب، ومحمد هنيدي، ونجم الكرة الدولي محمد صلاح، ومحمد رمضان، وأحمد حلمي، ومنى زكي، وغيرهم.

فقد العديد من المشاهير العرب علامة التوثيق أيضاً، أبرزهم عمرو دياب، ومحمد هنيدي، ونجم الكرة الدولي محمد صلاح، ومحمد رمضان، وأحمد حلمي، ومنى زكي، وغيرهم

وأدت تلك الخطوة إلى انتحال كثير من المستخدمين هوية أشخاص معروفين من خلال إنشاء حسابات مزيفة تحمل أسماءهم، وقالت (ذا غارديان): إنّ "العملية الفوضوية لموقع تويتر أدت لانتحال شخصيات بارزة مثل الرئيس التنفيذي لشركة أمازون جيف بيزوس، والسيناتور الأمريكي الراحل جون ماكين.

كما نشر آخرون تغريدات مزيفة على أنّها تابعة لحسابات إخبارية تحتوي على معلومات مضللة تسخر من ماسك.

هنيدي يتحدى بالطفل الذهبي

من بين أبرز ردود الفعل الطريفة حول اختفاء التوثيق، ما نشره نجم الكوميديا المصري محمد هنيدي، عبر حسابه الرسمي على الموقع، منتقداً قرار اختفاء التوثيق لرفض دفع مبلغ مالي شهرياً مقابل العلامة الزرقاء.

وغرد هنيدي قائلاً: "بعد خدمة (10) أعوام في (تويتر)... الفاجر بيقولي أدفعله فلوس في علامة زرقاء استبدلنا العلامة بعيل صغير عامل نفسه توثيق ذهبي".

وفي تغريدة أخرى قال هنيدي: "إيلون ماسك اتقمص وعملي بلوك عشان اتريقت على اشتراكات (تويتر بلو)... إيلون قموصة".

ولاقت تغريدة هنيدي تجاوباً كبيراً من جانب المشاهير ورواد الموقع، وتم إعادة مشاركتها آلاف المرات خلال ساعات، بينما واصل نجم الكوميديا تغريدات ساخرة أخرى من فكرة حذف التوثيق، واعتبر الأمر لا يخرج عن إطار المزاح.

إزالة توثيق منصات "الإعلام الحكومي"

في خطوة أثارت الكثير من الجدل أيضاً حذف موقع التغريدات القصيرة علامات التوثيق لعدد من وسائل الإعلام الحكومية، كان من أبرزها الإذاعة الوطنية العامة في الولايات المتحدة، والتي أعلنت الأسبوع الماضي أنّها ستتوقف عن استخدام (تويتر) بعد تصنيف حسابها الرئيسي على أنّه "وسيلة إعلام تابعة للدولة"، وهو مصطلح يستخدم كذلك لتحديد وسائل الإعلام التي تسيطر عليها روسيا والصين، بحسب (CNN).

كما اتخذت هيئة الإذاعة الكندية والإذاعة العامة السويدية قرارات مماثلة بالتخلي عن استخدام تويتر.

والجمعة، اختفت علامة "ممولة من الحكومة" من حساب قناة (سي بي سي)، إلى جانب علامة "تابعة للدولة" من حسابات وسائل إعلام أخرى بما في ذلك وكالة سبوتنيك وقناة روسيا اليوم الروسيتان، ووكالة شينخوا الصينية.

 (3) حسابات لم تفقد التوثيق... ماذا قال عنها ماسك؟

رغم موجة حذف التوثيق التي طالت مشاهير السياسية والفن والمجتمع في العالم أجمع، بقيت (3) حسابات فقط في "تويتر لم يتم حذف توثيقها رغم عدم اشتراكها في خدمة (تويتر بلو)، الأمر الذي أثار استغراب المستخدمين، وفي مقدمتهم أصحاب هذه الحسابات.

فوجئ عدد كبير من رواد ومشاهير (تويتر) بعودة العلامة الزرقاء مجدداً يومي الجمعة والسبت، بعد ساعات من حذفها، دون إعلان سبب واضح من الشركة المالكة

مثلاً غرد الكاتب الشهير ستيفن كينج الذي يتابعه (7) ملايين، عبر المنصة الخميس: "حسابي على تويتر يذكر أنّي اشتركت بخدمة تويتر بلو، هذا خطأ، حسابي على (تويتر) يقول إنّي أعطيت رقم هاتفي (للتوثيق)، هذا خطأ"، فردّ عليه إيلون ماسك بتغريدة كتب فيها: "لا شكر على واجب".

ليتبين فيما بعد أنّ (3) مشاهير لم يفقدوا "العلامة الزرقاء" على (تويتر)، رغم رفضهم دفع ثمن خدمة التحقق، وتبين أنّ الأمر يتعلق بكل من الممثل الكندي ويليام شاتنر ونجم كرة السلة ليبرون جيمس والكاتب الأمريكي ستيفن كينغ.

وردّ ماسك على تغريدة جاء فيها بأنّه يدفع شخصياً اشتراكات بعض الحسابات على (تويتر) كي تبقى موثقة بالعلامات الزرقاء، قائلاً إنّه يدفع فقط لـ (3) حسابات، تعود للممثل الكوميدي وليام شاتنر ولاعب كرة السلة ليبرون جيمس والكاتب ستيفن كينج.

عودة غير مفهومة للعلامة الزرقاء

فوجئ عدد كبير من رواد ومشاهير (تويتر) بعودة العلامة الزرقاء مجدداً يومي الجمعة والسبت، بعد ساعات من حذفها، دون إعلان سبب واضح من الشركة المالكة، رغم تأكيد أصحابها أنّهم لم يشتركوا بالخدمة المدفوعة، مثل الكاتب ستيفن كينغ، أو بطل الدوري الأمريكي للمحترفين في كرة السلة ليبرون جيمس، أو الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

ومن بين تلك الحسابات التي أعيدت لها العلامة الزرقاء حسابات بيونسيه وهاري كين وريتشارد عثمان وفيكتوريا بيكام، كما استعاد حساب بي بي سي نيوز على تويتر علامته الذهبية أيضاً، ولكنّه لم يدفع مقابل ذلك.

وغرّد مغني الراب الأمريكي ليل ناس إكس، الذي تظهر على حسابه علامة التوثيق الزرقاء: "أقسم بأنّي لم أدفع مقابل الاشتراك بـ (تويتر بلو)، ستشعر بغضبي يا "رجل تسلا"، في إشارة إلى إيلون ماسك الذي يملك أيضاً شركة (تسلا) المتخصصة في السيارات الكهربائية.

وأوضحت صحيفة (الغارديان) أنّ قرار (تويتر) بإعادة علامة التوثيق إلى بعض المشاهير من دون التمييز بين المدفوع والمجاني أثار انتقادات، وقالت: إنّ قرار إيلون ماسك بإنهاء العمل بإرث (تويتر) السابق المتمثل بالعلامة المجانية، قاد إلى نتائج غير متوقعة مثل الفوضى.