عندما سمعت صوت غارة جوية وهي في بيتها ببلدة شيلادزي، هرعت السيدة نصرت خاجا تبحث عن ابنها الذي خرج صباح ذلك اليوم لجمع الحطب من الجبال المجاورة ولم يعد بعد.
وذكرت تقارير إعلامية محلية أن أزاد مهدي (24 عاما) كان بين أربعة من أبناء البلدة قتلوا في ضربة جوية تركية يوم الجمعة (19 يونيو).
وأحس والد مهدي، وهو عضو في قوة البشمركة المحلية، بقلة حيلته وهو يستقبل المعزين في ابنه.
ويوضح الأب المكلوم أن الصراع المستمر حوّل بلدتهم إلى سجن حيث يتعرض سكانها للخطر بمجرد أن يغامروا بالخروج للجبال المحيطة بها.
وتقع بلدة شيلادزي، في شمال إقليم كردستان العراق شبه المستقل، على بعد حوالي نصف ساعة بالسيارة من الحدود التركية ويوجد بها قاعدة عسكرية تركية.
وتظاهر سكان البلدة يوم الاثنين (21 يونيو) احتجاجا على الوضع الأمني المضطرب.
ويقول الصحفي المحلي بيبار أرتيسي إن 52 شخصا من سكان شيلادزي قتلوا في عمليات عسكرية تركية لاستهداف عناصر حزب العمال الكردستاني منذ عام 1991، مضيفا أن الصراع يعرقل التنمية الاقتصادية المحلية.
وأصدرت حكومة إقليم كردستان بيانا يوم الجمعة (19 يونيو) تستنكر فيه الأحداث التي أدت لمقتل مواطنين مطالبة كلا من تركيا باحترام سيادة الأراضي العراقية، وحزب العمال الكردستاني بإخلاء المناطق المعنية.
وفي سياق متصل قُتل خمسة مدنيّين في غارات للطيران التركي، في ثالث أيّام عمليّة عسكريّة جوّية وبرّية تشنّها أنقرة في شمال العراق ضدّ متمرّدي حزب العمال الكردستاني، بحسب ما قال مسؤولون محلّيون لوكالة فرانس برس الجمعة.
وقُتل ثلاثة مدنيّين في ناحية شيلادزي بمحافظة دهوك الجمعة في غارات للطيران التركي "استهدفت سيّاراتهم"، بحسب ما أكّد مدير الناحية وارشين مايي لفرانس برس.
وقبل ذلك، قال المسؤول في ناحية برادوست بمحافظة أربيل حسان شلبي إنّ "راعي أغنام قتل في قصف للطيران التركي على المنطقة الخميس، وهو يعتبر أوّل ضحيّة مدني للهجوم التركي".
كذلك، أعلن سربست صبري، مدير ناحية كاني ماسي في دهوك أيضاً، العثور الجمعة على جثّة شخص مفقود منذ يومين، وقتل بالقصف التركي.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان أنّ جنديّاً تركيّاً قتل الجمعة خلال اشتباكات مع حزب العمّال الكردستاني المحظور في منطقة عمليّتها العسكريّة في شمال العراق.
وسط هذه التطوّرات، جاء في بيان للمتحدّث الرسمي باسم حكومة إقليم كردستان، أنّ "حكومة إقليم كوردستان تشجب تلك الأحداث التي تسفر عن استشهاد المواطنين وتكبدهم خسائر بشرية من قبل أي طرف ولأي سبب كان".
وأضاف البيان "نطالب الجمهورية التركية باحترام سيادة أراضينا ووطنا، وعلى حزب العمال الكردستاني إخلاء تلك المناطق وأن لا يخلق توتّرات في المناطق الحدوديّة لإقليم كوردستان".
وشنّت تركيا صباح الأربعاء عمليّة عبر الحدود، ونشرت قوّات خاصّة في المناطق الجبليّة في شمال العراق، في إطار عمليّة ضدّ متمرّدي حزب العمال الكردستاني الذي تصنّفه أنقرة "إرهابياً".
طلبت بغداد الخميس من أنقرة سحب قوّاتها من الأراضي العراقيّة و"الكفّ عن الأفعال الاستفزازيّة"، بعد استدعائها السفير التركي فاتح يلدز للمرّة الثانية خلال أسبوع.
وأفاد ناشطون عن نزوح عدد كبير من العائلات هرباً من القصف في محافظة دهوك، مع تأكيد حزب العمال الكردستاني أنّ مقاتليه ردّوا على ضربات القوات التركية.
عن "أحوال" التركية