السودان: البرهان يقطع الطريق على الإخوان... ماذا قرر؟

أصدر رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قراراً بتجميد نشاط النقابات والاتحادات المهنية والاتحاد العام لأصحاب العمل، تحسباً لعودة رجال النظام القديم والإخوان المسلمين إلى المشهد السياسي عبر تلك المؤسسات، وفق بيان أصدره المجلس.

وأمر البرهان في قرار آخر نُشر عبر وكالة الأنباء الرسمية (سونا) أمس بتشكيل لجنة لمراجعة أرصدة وحسابات هذه الاتحادات داخل السودان وخارجه لوضعها تحت السيطرة.

وأضاف بيان المجلس أنّ اللجنة ستشكل أيضاً "لجان تسيير للنقابات والاتحادات المهنية والاتحاد العام لأصحاب العمل لحين انعقاد جمعياتها العمومية".

البرهان يقرر تجميد نشاط النقابات والاتحادات المهنية والاتحاد العام لأصحاب العمل، تحسباً لعودة رجال النظام السابق والإخوان المسلمين عبرها

وقد فتح رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان يوم أمس جبهة مواجهة جديدة مع الإسلاميين العائدين من بوابة النقابات والاتحادات المهنية والاتحاد العام لأصحاب العمل بأن أصدر قراراً بتجميد نشاط تلك المنظمات.

ويأتي قرار البرهان بمثابة جبهة جديدة يفتحها على مؤسسات يُعتبر بعضها قوى فاعلة في الاحتجاجات التي لم تهدأ منذ استبعد البرهان الشركاء المدنيين من الحكم، ووسط جدل حول المرحلة الانتقالية وإعلانه السابق بأنّ الجيش سينسحب من العملية السياسية ويفتح الباب لحكومة مدنية.

وفي أعقاب استحواذ الجيش على السلطة في 2021 عاود الإسلاميون الذين حكموا البلاد في السابق الظهور في قطاع الخدمة المدنية، وأعيد تأسيس النقابات التي كانوا يسيطرون عليها.

وبعد نحو عامين من الانكفاء السياسي والعودة لما يسمّيها إخوان السودان بالمحاضن الاجتماعية (التي تركز على العمل الخيري والدعوي) خرج الإسلاميون في مظاهرة حاشدة في الفترة الأخيرة وسط العاصمة الخرطوم ضد الجيش والمجلس السيادي.

البرهان أمر بتشكيل لجنة لمراجعة أرصدة وحسابات هذه الاتحادات داخل السودان وخارجه لوضعها تحت السيطرة

ويحاول الإخوان الاستحواذ على الشارع مستغلين حالة الغضب الشعبي من أزمة طاحنة اقتصادياً وسياسياً وللاستثمار في فوضى الاقتتال القبلي والمناطقي في النيل الأزرق ودارفور. 

وقد عطّل الانقلاب العسكري انتقال السودان إلى الديمقراطية بعد الإطاحة بعمر البشير في عام 2019، ودفع الاقتصاد الذي يعاني بالفعل من الأزمات إلى مزيد من الاضطرابات.

وفي الأعوام التي تلت الإطاحة بالبشير، بدأ العديد من أرباب المهن، مثل الصحفيين والمحامين، إعادة بناء نقاباتهم، وتحرك الإسلاميون أيضاً لمعاودة تشكيل النقابات التي كانوا يسيطرون عليها، والتي حلتها الحكومة الانتقالية.

والأوامر التي أصدرها البرهان أمس هي على ما يبدو محاولة لكبح نفوذ الإسلاميين وضمان عدم محاولتهم العودة إلى السلطة. ويقول الجيش إنّه سيتخلى عن السلطة عندما تتولى حكومة مدنية مقاليد الأمور.

ووجّه البرهان هذا الشهر تحذيراً شديداً للإسلاميين والفصائل السياسية الأخرى من أيّ تدخل في الجيش، وسط محادثات مع أطراف مدنية لتشكيل حكومة غير حزبية