السودان: اشتباكات ونزوح وإجلاء... ومواطنون بلا جوازات سفر بسبب السفارات الأوروبية

وقعت صباح اليوم اشتباكات بأسلحة ثقيلة بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أم درمان بالخرطوم، رغم إعلان تمديد الهدنة.

ووفقاً لقناة "العربية"، فقد حلّق طيران الجيش السوداني أمس في مدن الخرطوم الـ (3)،  واستهدف مواقع لقوات الدعم السريع.

كما استمرت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في منطقة كافوري بالخرطوم بحري، بينما شن طيران الجيش السوداني قصفاً جوياً في ولاية شرق النيل.

اشتباكات بأسلحة ثقيلة بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أم درمان بالخرطوم، رغم إعلان تمديد الهدنة

وفيما دوّت انفجارات وتصاعدت أعمدة الدخان في محيط القصر الجمهوري بالخرطوم، أفاد المراسلون بوجود تحليق لطائرات الجيش في سماء الخرطوم.

وكان الجيش السوداني قد نشر لقطات لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان وهو يشرف على سير العمليات العسكرية من أحد مراكز القيادة.

هذا، وأوقعت الحرب مئات القتلى وآلاف الجرحى، وقد حذّر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أمس من أنّ "أكثر من (800) ألف شخص" قد يفرّون من السودان جرّاء القتال الدائر حالياً في هذا البلد.

المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يحذّر من أنّ "أكثر من (800) ألف شخص" قد يفرّون من السودان جرّاء القتال

وكتب غراندي في تغريدة على "تويتر" أنّ "المفوضية، بالإضافة إلى الحكومات والشركاء، يحضّرون لاحتمال فرار أكثر من (800) ألف شخص من القتال في السودان إلى الدول المجاورة".

وأضاف: "نأمل ألّا يحدث ذلك، ولكن إن لم يتوقف العنف، فسنرى المزيد من الناس يُجبرون على الفرار من السودان بحثاً عن الأمان".

وهذه هي المرة الأولى التي تنشر فيها المفوضية رقماً محدّداً بشأن عدد الأشخاص الذين قد يفرّون من السودان إلى الدول المجاورة، وكانت المفوضية قد تحدّثت حتى الآن عن "مئات الآلاف" من الأشخاص.

العديد من السودانيين لا يستطيعون الهروب من القتال الدائر في بلادهم، لأنّ جوازات سفرهم عالقة داخل السفارات الأوروبية

وفي سياق متصل، نشرت شبكة (بي بي سي) شكوى العديد من السودانيين الذي لا يستطيعون الهروب من القتال الدائر في بلادهم، لأنّ جوازات سفرهم عالقة داخل السفارات الأوروبية.

وأكدوا أنّ جوزاتهم كانت في السفارات والقنصليات الأوروبية قيد المعالجة للحصول على تأشيرات عندما اندلعت الحرب، مؤكدين أنّه تم إجلاء الدبلوماسيين الغربيين من دون إعادة جوازات السفر للمواطنين، والسفارات الآن مغلقة.

هذا، وتواصل العديد من دول العالم إجلاء دبلوماسييها ورعاياها من السودان، الذي يشهد مواجهات عنيفة بين طرفي النزاع منذ منتصف نيسان (أبريل) الماضي.

وأجلت عدة دول رعاياها جواً، بينما توجه آخرون برّاً إلى بورتسودان على البحر الأحمر على بعد (800) كيلو متر تقريباً من الخرطوم.    

وقد غرق السودان في الفوضى منذ انفجر في منتصف نيسان (أبريل) الماضي صراع دامٍ على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الملقّب "حميدتي".