السودان... أكبر أزمة إنسانية في العالم بسبب تعنت الإخوان المسلمين

السودان... أكبر أزمة إنسانية في العالم بسبب تعنت الإخوان المسلمين

السودان... أكبر أزمة إنسانية في العالم بسبب تعنت الإخوان المسلمين


28/01/2024

يشهد السودان أكبر أزمة نزوح في العالم وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة (IOM) التي نشرت بياناً صحفياً على موقعها وصفحتها الرسمية بـ (فيسبوك) الجمعة 26 كانون الثاني (يناير) الجاري، كشفت خلاله عن ارتفاع عدد النازحين واللاجئين جراء الحرب السودانية إلى نحو (10.7) ملايين شخص، منهم (9) ملايين داخل البلاد.

ووصفت إيمي بوب المديرة العامة للمنظمة الدولية احتياجات النازحين بالهائلة، من نقص حاد في الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والصرف الصحي، ممّا يعرّضهم لأخطار العنف والإصابة بالأمراض وسوء التغذية.

يبذل العديد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية جهوداً كبيرة لإيقاف الحرب، غالباً ما تواجه برفض أو تنصل من قائد الجيش البرهان الذي يُعتقد على نطاق واسع بأنّه واقع تماماً تحت سيطرة جماعة الإخوان

 

وتمكن حتى الآن نحو (1.7) مليون شخص من الفرار إلى البلدان المجاورة، حيث تستضيف تشاد 37%، منهم، وجنوب السودان 30%، ومصر 24%، وتستضيف إثيوبيا وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى البقية، وفقاً للمنظمة. 

أوضاع مزرية 

في ظل هذا الوضع الإنساني المُزري يبذل العديد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية جهوداً كبيرة لإيقاف الحرب، غالباً ما تواجه برفض أو تنصل من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الذي يُعتقد على نطاق واسع بأنّه واقع تماماً تحت سيطرة جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب المؤتمر الوطني المخلوع.

وقد أفشلت وزارة الخارجية التي يتولى إدارتها بالوكالة علي الصادق دوراً كبيراً في وأد منبر جدة التفاوضي بعد ما حقق تقدماً ملحوظاً، وحدث الأمر نفسه مع الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا (إيغاد) التي كادت تجمع بين جنرالي الحرب؛ لولا بيان صدر عن الخارجية (الإخوانية) أطاح، ليس فقط باللقاء المرتقب بين الجنرالين، بل أيضاً بعضوية السودان في المنظمة الإقليمية المهمة. 

تمكن حتى الآن نحو (1.7) مليون شخص من الفرار إلى البلدان المجاورة

ويعيق قادة الجماعة جهود السلام وإيقاف الحرب، ويضعون الشعب السوداني رهينة في مواجهة قوات الدعم السريع، بإعلانهم ما سمّوها بالمقاومة الشعبية بعد أن فشل الجيش في تحقيق انتصار واحد، على الأقل، على خصمه منذ بداية الحرب في 15 نيسان (أبريل) حتى الآن. 

ووفقاً لتسريبات صحفية متطابقة، فإنّ قادة الجيش والميليشيات الإخوانية وحزب المؤتمر الوطني (إخوان)، هرّبوا عائلاتهم خارج البلاد إلى تركيا ومصر وماليزيا، ووضعوا بقية الشعب في خط المواجهة مع قوات الدعم السريع بفرض التسليح عليه وتوزيع بنادق ورشاشات خفيفة من طرازي (كلاشينكوف وجي ثري) على المواطنين ووضعهم في الخطوط الأمامية للحرب، ممّا يعني تعريض حيواتهم للخطر ودفعهم إلى الموت عن ترصد وقصد. 

ابتزاز وموت 

وفي سياق متصل، فقد معظم السودانيين أعمالهم ووظائفهم منذ بداية الحرب، وتفاقم الأمر مع امتناع الإخوان عن إيقافها، ممّا جعل المواطنين يبحثون عن منافذ لجوء إلى خارج البلاد عبر وسائل شديدة الخطورة، على رأسها التهريب الذي تضطلع به عصابات الاتجار بالبشر نظير مبالغ مالية ضخمة، ومن خلال طرق غير مأمونة، ممّا يعرّضهم للابتزاز والموت في الصحراء أحياناً.

وفقاً لتسريبات صحفية متطابقة، فإنّ قادة الجيش والميليشيات الإخوانية وحزب المؤتمر الوطني (إخوان)، هرّبوا عائلاتهم خارج البلاد إلى تركيا ومصر وماليزيا، ووضعوا بقية الشعب في خط المواجهة مع قوات الدعم السريع

 

وأشارت (الهجرة الدولية) في البيان نفسه إلى أنّ النزاع في السودان ما زال يؤثر بشكل قوي على المواطنين؛ حيث تم تدمير البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك مرافق الرعاية الصحية والمدارس والطرق والمرافق الأُخرى، مثل مصادر الطاقة والمياه، والبنية التحتية للاتصالات، فضلاً عن تفشي الأمراض والجوع وسوء التغذية، والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع، ممّا يعرّض النساء والفتيات لخطر متزايد.

 فقد معظم السودانيين أعمالهم  ووظائفهم منذ بداية الحرب

هذا الواقع الشديد الرثاثة والهشاشة فرضته قيادة الجيش التي يسيطر عليها ضباط منخرطون في جماعة الإخوان، تم تعيينهم خلال (3) عقود حكمت فيها الجماعة السودان (1989- 2019)، فقد بلغ عددهم وفقاً للعديد من التقديرات نحو (3) آلاف ضابط، بما فيهم قائد الجيش نفسه ونوابه ومدير الاستخبارات العسكرية، ويعمل جميعهم تحت إمرة رئيس الحركة الإسلامية بالوكالة (علي كرتي)، أحد مشعلي الحرب ومؤججيها، الذي فرضت عليه وزارة الخزانة الأمريكية العديد من العقوبات.  

الصاعقة

الآن، ومع مرور الوقت وتمدد نطاق الحرب متجاوزاً العاصمة الخرطوم إلى ولايات غرب السودان التي سيطرت قوات الدعم السريع على معظمها في دارفور وكردفان، بجانب سيطرتها على ولاية الجزيرة وسط البلاد وتوجهها شرقاً وشمالاً، يطالب السودانيون قادة الجيش بالاستجابة الفورية لدعوات التفاوض والتوصل إلى اتفاق عاجل لوقف إطلاق النار، من أجل تطبيع الحياة وإيقاف أكبر عملية نزوح يشهدها العالم، إلى حدّ أنّ (الهجرة الدولية) وصفتها بالصاعقة.  

مواضيع ذات صلة:

جماعة الإخوان تمنع قائد الجيش السوداني من وقف الحرب، كيف يحدث ذلك؟

ظهور حميدتي... إحباط كبير وسط الإخوان وخطاب "عدمي" للبرهان

الدعم الإنساني الإماراتي للسودان وعرقلة الإخوان عمليات الإغاثة



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية