ظهور حميدتي... إحباط كبير وسط الإخوان وخطاب "عدمي" للبرهان

ظهور (حميدتي)... إحباط كبير وسط الكيزان وخطاب عدمي للبرهان

ظهور حميدتي... إحباط كبير وسط الإخوان وخطاب "عدمي" للبرهان


02/01/2024

مع دخول الحرب السودانية شهرها التاسع متجهة إلى ما بعده بخطوات حثيثة، ومع دخول عام جديد يُضاف إلى زمن السودانيين البائس، ظهر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) في جولة خارجية إقليمية، بعد أن أشاع إعلام جماعة الإخوان المسلمين التي تدعم استمرار الحرب، وتعمل ما بوسعها للحيلولة دون توقفها، أنّه توفي متأثراً بإصابته في الحرب الدائرة بين قواته وبين الجيش السوداني وميليشيات الإخوان. 

رغم ظهور الرجل داخلياً وسط قواته في أكثر من مناسبة، ورغم تأكيد رؤساء ومسؤولين كبار حول العالم بتواصلهم معه، إلّا أنّ إعلام جماعة الإخوان المسلمين ظلّ يُنكر وجوده ويروّج لموته، وأنّ من يظهر في مقاطع الفيديو تلك ليس (دقلو)، بل (تكييف بشري) له بوساطة تقنيات الذكاء الاصطناعي. 

إعلام جماعة الإخوان المسلمين ظلّ يُنكر وجود حميدتي وروّج لموته، وأنّ من يظهر في مقاطع الفيديو تلك ليس (دقلو)، بل (تكييف بشري) له بوساطة تقنيات الذكاء الاصطناعي

في جولته الأفريقية الراهنة، التي ابتدأها في 27 كانون الأول (ديسمبر) بلقاء الرئيس الأوغندي  يوري موسفيني، قبل أن تستقبله إثيوبيا في اليوم التالي ببروتوكول تشريفي رسمي كامل، ليطير منها في 31 كانون الأول  (ديسمبر) إلى جيبوتي، تم استقبال قائد قوات الدعم السريع كمسؤول حكومي رفيع، وقابله رؤساء ورؤساء وزراء ومسؤولو الدول الـ (3)، وتحاوروا معه حول قضية الحرب والسلام والمفاوضات وضرورة التوصل إلى اتفاقية عاجلة لوقف إطلاق النار، ومن ثم الذهاب إلى تسوية سياسية شاملة، وفقاً لخارطة الطريق التي تتبناها الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، ومقرها دولة جيبوتي بالقرن الأفريقي، شرق القارة. 

 دخول الحرب السودانية شهرها التاسع

قبول وامتناع 

وفيما ظلّ (حميدتي) يعلن عن استعداده للجلوس إلى التفاوض دون شروط مسبقة، والتأكيد على التزامه التام بمخرجات مؤتمر رؤساء (إيغاد)، إلّا أنّ قائد الجيش السوداني عبد الفتّاح البرهان بدا أقلّ رغبة وحماساً في الجلوس إلى طاولة التفاوض، رغم الهزائم المتلاحقة التي حاقت بالجيش، منذ اندلاع الحرب حتى وقوع ولاية الجزيرة الاستراتيجية (وسط السودان) بحاضرتها مدينة ود مدني وفرقتها العسكرية الثانية تحت سيطرة قوات الدعم السريع، الشهر الماضي. 

 

مع الغضب الكبير من الإخوان، الذي رافق ظهور حميدتي في دول الجوار، ودعوتها إلى تسليح المواطنين وإعلان ما أطلقت عليها المقاومة الشعبية، استبشر كثير من السودانيين بظهور قائد الدعم السريع؛ لأنّه أعطى أملاً جديداً بوقف الحرب 

 

وقد عبّر البرهان عن زهده وعدم رغبته في الحل التفاوضي في أكثر من مناسبة، كان آخرها خطابه الذي وجّهه للشعب السوداني في 31 كانون الأول (ديسمبر) بمناسبة الذكرى الـ (68) لاستقلال البلاد، حين قال: إنّه مع وقف الحرب لكن بشرط خروج قوات الدعم السريع من ولاية الجزيرة وجميع المناطق التي سيطرت عليها، وإعادة ما سمّاها بالمنهوبات، وإخلاء المؤسسات الحكومية ومنازل المواطنين، حتى يتسنى له التفاوض معها على وقف إطلاق النار، الأمر الذي عده مراقبون شروطاً مستحيلة التحقق، ولا يقولها حتى المنتصر في الحرب، لكنّ قائد الجيش، وفقاً للمراقبين، ربما يتعرض لضغوط كبيرة من جماعة الإخوان المسلمين التي تسيطر على قيادة الجيش والاستخبارات العسكرية، ولديها العديد من الميليشيات الناشطة في الحرب، وأنّ الرجل عاجز عن الخروج عن طوعها، لذلك كثيراً ما يتحدث بلسانين؛ لسان خارجي يدعو إلى وقف الحرب من خلال الحوار، وداخلي يضع فخاخاً أمام أيّ حل تفاوضي؛ الأمر الذي جعل عدداً من المحللين يصفون خطابه للشعب السوداني بأنّه "عدمي"؛ فقد دعاه إلى القتال لتحقيق النصر وسحق الخونة والعملاء، لكن لم يشرح الطريقة التي سيحقق بها ذلك بعد مرور أكثر  من (9) أشهر على الحرب التي خسر فيها بجانب العاصمة الخرطوم ولايات كاملة في غرب السودان ووسطه. 

 مدن مهددة     

ومع الغضب الكبير من منسوبي جماعة الإخوان، الذي رافق ظهور (حميدتي) في دول الجوار، ودعوتها إلى تسليح المواطنين وإعلان ما أطلقت عليها المقاومة الشعبية، استبشر كثير من السودانيين بظهور قائد الدعم السريع؛ لأنّه أعطى أملاً جديداً بوقف الحرب التي استنفدت الموارد الشحيحة لشعب كان جله يعيش حالة مزرية من الفقر والفاقة، حتى قبل الحرب، وفقاً لتقارير صادرة عن الأمم المتحدة،  قبل أن يفقد كل شيء  مع اندلاع الحرب التي أرغمت (7.1) ملايين شخص على النزوح واللجوء، بينهم (1.5) مليون لجؤوا إلى البلدان المجاورة، بحسب آخر تقرير صادر عن الأمم المتحدة أواخر كانون الأول (ديسمبر) المنصرم، تحت عنوان "أكبر أزمة نزوح في العالم". 

كما كشف ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، عن أنّ المعارك الأخيرة بولاية الجزيرة (وسط)  دفعت أكثر من ( 300) ألف شخص إلى الفرار، وسط حالة أشبه بالانهيار للجيش السوداني.

ومع تقدم قوات الدعم السريع شرقاً وجنوب شرق وشمالاً، واقترابها من الحواضر الكبيرة في تلك البقاع، كمدن القضارف وكسلا وسنار وكوستي والدويم وشندي ومروي وعطبرة، يصبح من الصعوبة فهم خطاب البرهان الأخير، الذي يشترط فيه على قوات الدعم السريع شروط المنتصر، ويهددها بالسحق والهزيمة والعار. 

مواضيع ذات صلة:

الدعم الإنساني الإماراتي للسودان وعرقلة الإخوان عمليات الإغاثة

مُتكئاً على عصا الجيش السوداني ... قائد ميليشيات الإخوان ينفخ كير الحرب

صدام الجيش السوداني والإخوان السيناريو الأكثر ترجيحاً بعد سيطرة الدعم السريع على "ود مدني"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية