الذّكاء الاصطناعي... هل يعيد إعلام داعش إلى سابق عهده؟

الذكاء الاصطناعي... هل يعيد إعلام داعش إلى سابق عهده؟

الذّكاء الاصطناعي... هل يعيد إعلام داعش إلى سابق عهده؟


22/05/2024

استخدم تنظيم (داعش) الإرهابي الذكاء الاصطناعي لمساعدته على نشر البروباغندا الخاصة  به، وتجنيد أعضاء جدد مقابل تكلفة بسيطة.

وتظهر الفيديوهات التي تبثها وسائل الإعلام التابعة لتنظيم (داعش) الإرهابي كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لنشر الدعاية المتطرفة بسرعة وبتكلفة زهيدة.

ووفقاً لصحيفة (واشنطن بوست)، بعد (4) أيام من هجوم (داعش) على مكان حفل موسيقي روسي في آذار (مارس) الماضي، بدأ تداول مقطع فيديو -مدته (92) ثانية- على منصة خاصة تابعة للتنظيم، أظهر مذيع أخبار يرتدي خوذة وزيّاً عسكرياً يقول إنّ الهجوم لم يكن عملية إرهابية، بل هو جزء من "السياق الطبيعي للحرب المشتعلة بين التنظيم والدول التي تحارب الإسلام".

وكان المذيع مزيفاً، وعبارة عن نسخة من الذكاء الاصطناعي أنشأها أنصار التنظيم كجزء من برنامج إعلامي جديد تم إنشاؤه بوساطة الذكاء الاصطناعي يُسمّى "نيوز هارفست"، وفقاً لمقاطع الفيديو ورسائل الدردشة التي تمت مشاركتها مع صحيفة (واشنطن بوست) بوساطة "مجموعة استخبارات الموقع"، والتي تتبع الحركات الإرهابية والمتطرفة على الإنترنت.

وقالت المؤسسة المشاركة لـ "مجموعة استخبارات الموقع" ريتا كاتز: إنّ البرنامج الذي تم تصميمه ليشبه بثاً إخبارياً لإحدى الفضائيات الشهيرة يمثل ظهور الذكاء الاصطناعي كأداة دعاية ئقوية مع اكتساب الشركات التابعة لـ (داعش) القوة وإعادة بناء العمليات الإعلامية للتنظيم.

وأضافت كاتز: "بالنسبة إلى (داعش)، فإنّ الذكاء الاصطناعي يعني تغيير قواعد اللعبة، ستكون هذه طريقة سريعة لهم لنشر هجماتهم الدموية للوصول إلى كل ركن من أركان العالم".

تبدأ العروض بعرض شعار رسومي وتسلسل عنوان، ثم يظهر مذيعو الأخبار الذين ينتجهم الذكاء الاصطناعي على الشاشة، وهم يرتدون ملابس قتالية أو سترات رسمية، بينما تظهر أشرطة الأخبار وتظهر لقطات فيديو أعضاء التنظيم وهم ينفذون مهام إرهابية، ويقرأ المذيعون رسائل من وسائل الإعلام الرسمية للتنظيم. 

وقال خبراء في وسائل الإعلام الإرهابية: إنّ مقاطع الفيديو تعرض بعضاً من العلامات المبكرة على أنّ الذكاء الاصطناعي يساعد الجماعات الإرهابية على نشر الدعاية بسرعة وتجنيد الأعضاء، بل إنّها أثارت جدلاً داخلياً حول استخدام التكنولوجيا بموجب الشريعة الإسلامية.

ويُعرف تنظيم (داعش) بعملياته الإعلامية التي تنتج مقاطع فيديو للتجنيد والتي تجذب الشباب، وتسمح لهم مولدات الفيديو المدعومة بالذكاء الاصطناعي الآن بإنشاء مثل هذا المحتوى مقابل جزء بسيط من التكلفة.

 

الفيديوهات التي تبثها وسائل الإعلام التابعة للتنظيم الإرهابي تظهر كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لنشر الدعاية المتطرفة بسرعة وبتكلفة زهيدة.

 

وأبدى العديد من المنظمات المتشددة، بما في ذلك تنظيم (القاعدة)، اهتماماً باستخدام روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي ومولدات الصور وأجهزة استنساخ الصوت لإنشاء معلومات مضللة بسرعة، حسب ما تظهر الرسائل التي تمت مشاركتها مع صحيفة (ذا بوست).

وقالت كاتز: إنّ الذكاء الاصطناعي يمنح مؤيدي تنظيم (داعش) القدرة على إنشاء دعاية مقنعة بطريقة غير ضارة، مثل بث الأخبار، ممّا يجعل من الصعب على شركات التكنولوجيا الاعتدال، وتتيح أدوات الذكاء الاصطناعي الرخيصة وسهلة الاستخدام إنتاج مقاطع الفيديو بسرعة وبميزانية ضئيلة، ممّا يفيد مجموعات مثل (داعش) و(القاعدة) التي أضعفتها الهجمات العسكرية.

وقال المدير التنفيذي لمعهد أبحاث الإعلام في الشرق الأوسط‎ (MEMRI) ستيفن ستالينسكي: إنّه لن يتفاجأ إذا قام تنظيم (داعش) بإنشاء قسم إعلامي يعمل بالذكاء الاصطناعي، فقد كان سريعاً دائماً في تبنّي التكنولوجيا المتطورة.

وأضاف أنّ وسائل الإعلام الموالية للتنظيم تبحث بالفعل عن أشخاص يتمتعون بمهارات الذكاء الاصطناعي، وتظهر رسالة حصلت عليها MEMRI بتاريخ 23 نيسان (أبريل) الماضي أنّ أحد الخبراء يستعين بخبراء في صناعة الملصقات وكتابة المقالات وتحرير الفيديو، ويتقن استخدام الـ (فوتوشوب) و(بريمير) و(الذكاء الاصطناعي).

وفي 9 شباط (فبراير) الماضي أعلنت جماعة تابعة لتنظيم (القاعدة) أنّها ستبدأ في استضافة ورش عمل حول الذكاء الاصطناعي عبر الإنترنت، وفي اليوم التالي تعاونت مع منظمة أخرى تابعة لتنظيم (القاعدة) لإصدار دليل مكوّن من (50) صفحة بعنوان: "طرق مذهلة لاستخدام روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي".

ومنذ أكثر من عقد من الزمن سمحت الذراع الإعلامية لتنظيم (داعش) بإنتاج مقاطع فيديو عالية الجودة، وهو تكتيك رئيسي في تجنيد الأشخاص من جميع أنحاء العالم.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية