الإخوان في الجامعات الأمريكية... نشاطاتهم وعلاقاتهم مع المنظمات الطلابية، وموقف الإدارات منهم

تستضيف الولايات المتحدة العديد من المنظمات المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين بهدف نشر أفكارها وإيديولوجياتها، ومعظمها تأسّس من قبل أعضاء في الجماعة، وقد نجحت في التغلغل في المجتمعات الإسلامية، وخاصة المؤسسات الأكاديمية والجامعات، وظهر هذا جليّاً خلال الفعاليات المناهضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وعلى وجه التحديد، شارك أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في إنشاء المنظمات التالية: الجمعية الأمريكية الإسلامية، ورابطة الطلاب المسلمين، ورابطة العالم الإسلامي، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية.

الإخوان ينتشرون في جامعات ولايات كاليفورنيا وتكساس ونيويورك، وينشطون أيضاً في الجامعات الرئيسية في المدن الكبرى كجامعة هارفارد وجورج واشنطن.

ووفق (المركز العربي لدراسات التطرف)، فإنّ تلك الجماعات تصر على أنّها تعمل بشكل مستقل، وأنّه لا علاقة لها بالإخوان المسلمين رغم تأثيرها على اتجاه هذه المنظمات، في نوع الأحداث والمتحدثين الذين تجندهم، فضلاً عن شبكات الدعم الخاصة بها.

(حفريات)، من خلال رصدها، تسلط الضوء على جماعة الإخوان المسلمين في الجامعات الأمريكية، من حيث أماكن تواجدها، وطرق تأثيرها على الطلاب واتجاهاتهم، وعلاقتهم مع المنظمات الطلابية.

تأثير الجماعة على الطلاب واتجاهاتهم

جماعة الإخوان المسلمين تسعى جاهدة إلى التأثير على الطلاب المسلمين في الجامعات الأمريكية وتشكيل اتجاهاتهم الفكرية والسياسية. ويتحقق هذا التأثير من خلال الأنشطة والفعاليات التي تنظمها الجماعة داخل الحرم الجامعي، والتي تهدف إلى توعية الطلاب بالأفكار الإسلامية والسياسية للإخوان، فالمحاضرات والندوات والورش التي تقيمها الجماعة تُسهم في بلورة رؤية الطلاب وخلق انتماء للجماعة.

أعضاء الجماعة شاركوا في إنشاء الجمعية الأمريكية الإسلامية، ورابطة الطلاب المسلمين، ورابطة العالم الإسلامي، والندوة العالمية، ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية.

ويسعى نشطاء الإخوان من خلال تأثيرهم الشخصي والإرشادي إلى توجيه الطلاب وحثهم على الالتزام بالمبادئ والممارسات الإسلامية "الصحيحة" من وجهة نظر الجماعة.

ووفق ما توصلت إليه (حفريات)، فإنّ جماعة الإخوان في الجامعات الأمريكية نجحت في توظيف المساعدات المادية والاجتماعية التي توفرها للطلاب المحتاجين؛ بهدف حصدها ولاء هؤلاء الطلاب واستمالتهم إلى تبنّي الفكر الإخواني.

نشاط جماعة الإخوان المسلمين في الجامعات الأمريكية لا يقتصر على الأنشطة الاجتماعية والثقافية فحسب، بل يشمل أيضاً عملية نشر الأفكار والمبادئ الإخوانية عبر إصدار نشرات وكتيبات موجهة للطلاب.

الجماعة تقيم شراكات مع المنظمات الطلابية لتعزيز تواجدها وتأثيرها على الساحة الطلابية، لكنّها تستثني الجماعات ذات التوجهات السياسية المختلفة أو المناهضة للإسلاميين.

هذه المطبوعات تتناول مجموعة من المواضيع السياسية والاجتماعية من وجهة نظر الجماعة، وتهدف إلى توعية الطلاب المسلمين وتعريفهم بالإيديولوجية الإخوانية. وتشمل هذه المواد محاضرات وأبحاثاً حول قضايا مثل دور الإسلام في السياسة، والعلاقة بين الإسلام والديمقراطية، والصراع بين العالم الإسلامي والغرب.

علاقة الجماعة مع المنظمات الطلابية

علاقات جماعة الإخوان المسلمين مع المنظمات الطلابية الأخرى في الجامعات الأمريكية تتسم بالتعقيد والحذر في بعض الأحيان، فمن جهة تسعى إلى إقامة شراكات مع هذه المنظمات لتعزيز تواجدها وتأثيرها على الساحة الطلابية، لهذا تجد الإخوان يشاركون في بعض الفعاليات والأنشطة العامة التي تنظمها رابطات الطلاب أو الحركات السياسية الأخرى في الحرم الجامعي، كما يسعون إلى إقامة تحالفات مع منظمات لها أهداف وأفكار متقاربة، خاصة تلك التي تركز على قضايا العدالة الاجتماعية والسياسية.

الجماعات تصر على أنّها تعمل بشكل مستقل، وأنّه لا علاقة لها بجماعة الإخوان المسلمين، رغم تأثيرها على اتجاه هذه المنظمات.

ومن جهة أخرى تظهر بعض التوترات والخلافات بين جماعة الإخوان وبعض المنظمات الطلابية الأخرى، لا سيّما ذات التوجهات السياسية المختلفة أو المناهضة للإسلاميين. فالجماعة تعمل على الحفاظ على هويتها المستقلة وعدم الذوبان في هذه الكيانات.

أماكن انتشار الإخوان في الجامعات 

تنتشر جماعة الإخوان المسلمين في العديد من الجامعات الأمريكية، ولها وجود ونشاط ملحوظ في عدد كبير منها، وتركّز على الجامعات التي تضم أعداداً كبيرة من الطلاب المسلمين، خاصة تلك الواقعة في المناطق ذات التركيز السكاني الإسلامي المرتفع، مثل جامعات ولايات كاليفورنيا وتكساس ونيويورك. كما ينشط الإخوان أيضاً في الجامعات الرئيسية في المدن الكبرى كجامعة هارفارد وجامعة شيكاغو وجامعة جورج واشنطن.

جماعة الإخوان المسلمين تسعى جاهدة للتأثير على الطلاب المسلمين في الجامعات الأمريكية وتشكيل اتجاهاتهم الفكرية والسياسية.

يتخذ الإخوان من مساجد الحرم الجامعي ومراكز الأنشطة الطلابية قواعد لنشاطاتهم، ويقومون بتنظيم فعاليات ثقافية ودينية وسياسية تستهدف الطلاب المسلمين، وينتشر نشطاء الجماعة بين الطلاب لتجنيدهم وتوجيههم نحو الفكر الإخواني.

كيف تتعامل إدارات الجامعات مع الإخوان المسلمين؟

تتبنّى السلطات الأمريكية وإدارات الجامعات مواقف متباينة ومتغيرة تجاه وجود وأنشطة جماعة الإخوان المسلمين في الحرم الجامعي.

في بعض الأحيان تتخذ الجامعات موقفاً حذراً من الإخوان، وتراقب نشاطاتهم عن كثب لضمان عدم تجاوز الحدود أو الانزلاق إلى أنشطة سياسية متطرفة. وفي حالات أخرى قد تسعى الإدارات الجامعية إلى التعاون مع الإخوان وتسهيل مشاركتهم في الأنشطة الطلابية، تحت ذريعة دعم التعددية والحريات الدينية.

جماعة الإخوان نجحت في الجامعات الأمريكية في توظيف المساعدات المادية والاجتماعية التي توفرها للطلاب المحتاجين، بهدف حصدها لولائهم.

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ جماعة الإخوان المسلمين ارتبطت بأسماء العديد من الشخصيات المتطرفة؛ مثل: أحمد أبو سمرة، وفيصل المولوي، وجوناثان براون، وأنور العولقي، وخالد شيخ محمد مدبر هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 الإرهابية، ورمزي يوسف، وعافية صديقي، وعبد الرحمن العمودي، وذاكر نايك، وكمال الهلباوي، وفق ما أورد (المركز العربي) في تقرير له.