براغماتية الإخوان... المصلحة تعلو فوق المبادئ دائماً

براغماتية الإخوان... المصلحة تعلو فوق المبادئ دائماً

براغماتية الإخوان... المصلحة تعلو فوق المبادئ دائماً


21/08/2023

أن تبحث عن مصلحتك وتسعى لتحقيق أهدافك، فهو أمر طبيعي ومنطقي، لكنّه ربما لا يكون أخلاقيّاً في جميع الأوقات، وفي عالم السياسة يسعى كل فاعل سياسي لتحقيق أهدافه بدون شك، لكن عندما تتعارض الأهداف مع القيم أو المبادئ المعلنة، أو تضر بالمصلحة العامة أو بمصلحة الآخرين؛ فهذا أمر غير أخلاقي يُفقد الثقة في ذلك الفاعل.

المتأمل لتاريخ جماعة الإخوان، كأحد أبرز الفاعلين في المجال السياسي والديني، يجد أنّها تقع في تلك الدائرة غير الأخلاقية بشكل متكرر، حيث تتسم الجماعة بالتناقض بين مواقفها المختلفة، وبالمراوغة والغموض والقدرة على تغيير جلدها حسب الأحوال، كما أنّها تتسم بالنفعية والبراغماتية التي تجعلها دائماً حريصة على تحقيق مصلحتها التنظيمية الضيقة، ولو على حساب المصلحة العامة أو مصلحة الآخرين أو مصلحة أعضائها، فالتنظيم أهمّ من الفرد ومقدَّم عليه، ولو اصطدمت أيضاً تلك المصلحة مع ما تدّعيه الجماعة من مبادئ وقيم، بصورة تجعلها تقع في دائرة الانتهازية السياسية غير الأخلاقية.

ويمكننا فهم ذلك الأمر بصورة أكبر من خلال استعراض أمثلة لبعض المواقف من تاريخ الجماعة وحاضرها.

البنا يؤسس لبراغماتية الجماعة

هذه السمات التي ذكرناها، من تناقض ومراوغة وغموض ونفعية، ليست قاصرة على فترة معينة من تاريخ الجماعة، ولا هي مرتبطة بظروف خاصة في حياتها، ولكنّها تمثل سمات أصيلة نشأت معها من أول يوم حين وضع مؤسسها لبناتها بنفسه؛ ففي البداية أعلن البنا عند تأسيس الجماعة أنّها جماعة دعوية، وأنّها ليست حزباً من الأحزاب، ولا تمارس العمل السياسي بمعناه الحزبي، وبعد مرور (10) أعوام تقريباً أعلن أنّ جماعة الإخوان هيئة سياسية، وهو بذلك يعني أنّ الجماعة تحولت إلى حزب سياسي، وأنّ لها أهدافاً سياسية بجانب النشاط الدعوي والخيري، ولم يكن هذا تحولاً خاضعاً لتغير الظروف، لأنّ البنا كان يعلم متى ينتقل من خطوة إلى أخرى، لكنّه لم يكن يفصح عن ذلك إلّا حين يجد اللحظة مواتية لهذا التحول، ويوضح الدكتور رفعت السعيد ذلك في كتابه "الزعامات السياسية المصرية" قائلاً: "حرص البنا على أن يضفي صبغة ضبابية على الجماعة، وألّا يقدّم تفسيراً واضحاً لأهدافها أو طبيعتها، حتى يوائم بينها وبين تقلبات الأحوال"، وقد أعلن البنا أيضاً في كتاباته عن أنّ منهج الجماعة في التغيير إصلاحي متدرج، إلّا أنّه في مواضع أخرى من كتاباته تحدث عن التغيير باستخدام القوة، إذا ما توافرت ظروف معينة، بل إنّه سعى بالفعل لتكوين تنظيم عسكري عُرف بـ "النظام الخاص"، يتم إعداد أعضائه لهذه المهمة، ومثال آخر وهو أنّه على الرغم من أنّ الجماعة تتحدث عن مبدأ الشورى كقيمة إسلامية، وتطالب الأنظمة بالديمقراطية؛ إلّا أنّها لم تلتزم بهذه المبادئ منذ أول يوم؛ فقد كان البنا يدير الجماعة بنوع من الاستبداد بالرأي، بما له من مكانة معنوية كبيرة لدى أعضاء الجماعة، وقد ظهر ذلك في عدة مواقف، مثل إصراره على عدم فصل صهره عبد الحكيم عابدين، رغم تصويت مكتب الإرشاد على ذلك بعد توجيه اتهامات أخلاقية له، وكان يحدث أحياناً في صورة أن يلتف على بعض قرارات مكتب الإرشاد لتوافق بعد ذلك ما يريده هو، وقد حدثت بعض الانشقاقات في الجماعة بسبب تلك السياسة، كان أبرزها انشقاق من أطلقوا على أنفسهم "جماعة شباب محمّد".

الانتهازية والبراغماتية التي تحكم سلوك الجماعة غير مرتبطة بظرف معين أو فترة تاريخية محددة، ولكنّها سمة في الجماعة تحكم عقلها وسلوكها منذ نشأتها حتى اليوم

وتظهر براغماتية الجماعة أيضاً في أنّها كانت تعلن أنّها تعمل على تغيير النظام الحاكم في مصر من خلال خطتها الساعية إلى إقامة الدولة الإسلامية التي تراها واجباً، خصوصاً أنّها ترى أنّ مثل هذه الأنظمة لا تطبق الشريعة، لكنّها في الوقت نفسه كانت تداهن النظام الملكي وتعلن ولاءها له في مناسبات عدة، وكانت الجماعة تعقد الصفقات كثيراً مع الحكومات المختلفة باحثة عن مصلحتها أوّلاً، فقد اتفقت مثلاً مع حكومة الوفد مرة على تجنّب الدخول في صدامات القصر مع الأحزاب، وغضت الطرف عن حلّ حركة مصر الفتاة مقابل سماح حكومة النحاس لها بالتوسع في أنشطتها، وقد استفادت من ذلك، وأنشأت مئات الشُعب في تلك الأثناء، إلى جانب هذه الأمثلة يذكر الدكتور رفعت السعيد في كتابه عدداً آخر من الأمثلة التي يوضح من خلالها هذه الفكرة، فيقول: "ولكنّ لعبة السياسة عند الشيخ استمرت على هذا المنوال؛ قول ونقيضه في آنٍ واحد، وإن كان الخط الثابت هو المناورة بين الجميع والتلاعب بالجميع، ولعبة السياسة عند الشيخ بلا مبادئ، وسنكتفي بإشارات: شركة قناة السويس الاستعمارية قدّمت له عوناً مالياً وقبل ذلك، الطاغية إسماعيل صدقي قدّم له عوناً مالياً ومعنوياً كبيراً في بداية نشأة الجماعة، وعلي ماهر داهية القصر، الموصوم بعلاقات مريبة خارجية، كان الصديق الحميم للجماعة، وعندما اختلف النحاس باشا مع الملك، وخرج الوفديون في مظاهرات تهتف "الشعب مع النحاس، خرجت في مقابلها مظاهرات الإخوان إلى قصر عابدين تهتف "الله مع الملك"، ويقول ريتشارد ميتشل: إنّه منذ تشرين الأول (أكتوبر) 1941 قامت علاقات بين البنا والإنجليز، وهل ننسى أحداث 1946 وخروج الإخوان يهتفون للطاغية إسماعيل صدقي صائحين "واذكر في الكتاب إسماعيل؟"، وهل ننسى تأييد معاهدة صدقي ـ بيفن؟".

استمرار الجماعة على نهج البنا

استمرت تلك السياسة البراغماتية التي رسخها البنا في الجماعة بعد وفاته، وصارت سمة تميزها في كل ممارساتها، كان أقربها بعد وفاة البنا أن قام وفد من أبرز الشخصيات الإخوانية بزيارة الملك فاروق في قصره في العام 1951، على الرغم من توجيه الاتهام للملك بتدبير حادث اغتيال البنا، وكان من هؤلاء حسن الهضيبي، الذي قال عن الزيارة: "زيارة كريمة لملك كريم"، والشيخ محمد الغزالي وعبد الرحمن البنا شقيق حسن البنا وصهره عبد الحكيم عابدين وصالح عشماوي وعبد القادر عودة وعبد العزيز كامل، والمفارقة كذلك أنّ تلك الزيارة كانت في الوقت نفسه الذي كانت تقوم فيه الجماعة بالتنسيق مع حركة الضباط الأحرار لعمل انقلاب على الملك.

في هذا السياق يعلق الدكتور عمرو عبد المنعم الباحث في شؤون الحركات الإسلامية على هذا الأمر في تصريح لـ (حفريات) قائلاً: "الجماعة تعيش حالة من البراغماتية السياسية منذ تأسيسها حتى الآن، ونستطيع أن نتوقف عند محطات في تاريخ الجماعة لتوضيح ذلك، فمنذ البداية مارس البنا البراغماتية عندما أعلن أنّ جماعته هي جماعة صوفية ودعوة سلفية وشركة اقتصادية... إلخ، وهذا بهدف مغازلة كل التيارات والفئات الموجودة في المجتمع وجذب عدد  كبير من الأفراد إلى الجماعة، أيضاً مارس البنا البراغماتية عندما تبرأ من قتلة النقراشي نتيجة للضغوط السياسية والمساءلة الجنائية التي تعرّض لها حينها، رغم علمه أنّ النظام الخاص هو من قام بتلك العملية، أيضاً تصرفت الجماعة ببراغماتية بعد ثورة تموز (يوليو)، عندما أقرت حلّ جميع الأحزاب السياسية، مع الإبقاء على الجماعة كاستثناء، لكنّها أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض، فقد تمّ حلها فيما بعد فيما عُرف بأزمة 54".

تظهر براغماتية الجماعة في أنّها كانت تعلن أنّها تعمل على تغيير النظام الحاكم في مصر من خلال خطتها الساعية إلى إقامة الدولة الإسلامية التي تراها واجباً، لكنّها في الوقت نفسه كانت تداهن النظام الملكي وتعلن ولاءها له في مناسبات عدة

 ويضيف عبد المنعم أنّ "الجماعة أيضاً مارست البراغماتية السياسية في بداية حكم السادات، عندما قامت مجموعة الفنية العسكرية بقيادة صالح سرية بمبايعة الهضيبي والاتفاق معه على القيام بمحاولة انقلاب، على الرغم من أنّ الجماعة كانت في الوقت نفسه قد تعاهدت مع السادات على عدم إحداث أيّ قلاقل في الدولة، وقد حدث ذلك أيضاً عندما قامت جماعة الجهاد باغتيال السادات، وحينها أعلن مرشد الإخوان عمر التلمساني أنّ تلك الأفعال تُعتبر أفعالاً صبيانية، وأنكر ما حدث، وقال إنّ السادات قُتل مظلوماً، كما قُتل عثمان بن عفان، لكنّ الجماعة في الوقت نفسه سخّرت كتيبة من المحامين للدفاع عن قتلة السادات"، كما يرى عبد المنعم أنّ "أكبر براغماتية قامت بها الجماعة كانت في اعتصام رابعة، عندما أعلنت أنّ الاعتصام سلمي، وفي الوقت ذاته قامت باستخدام بعض الجماعات الجهادية في تهديد النظام، حين أعلن خيرت الشاطر أنّ تلك الجماعات تقف مع الإخوان، وأنّها لن تستطيع السيطرة عليها، وعلى ما يمكن أن تقوم به، كردّ فعل على ما حدث للإخوان، وهذا تناقض كبير وقعت فيه الجماعة، لأنّ جماعة الإخوان قامت قبل ذلك أيام حكم مبارك بإنكار العنف الذي قامت به الجماعات الجهادية، وأصدرت نحو (70) بياناً لذلك، ثم هي اليوم تقوم باستخدام تلك الجماعات لتهديد النظام!".

تظهر براغماتية الجماعة في أنّها كانت تعلن أنّها تعمل على تغيير النظام الحاكم في مصر من خلال خطتها الساعية إلى إقامة الدولة الإسلامية

كما كانت تجربة الجماعة في العمل السياسي بعد ثورة كانون الثاني (يناير) وفي الحكم، كاشفة عن تلك السمات بشكل كبير، فعلى سبيل المثال لم تعلن الجماعة منذ بداية التظاهرات في 25 كانون الثاني ( يناير) أنّها سوف تشارك فيها، لكنّها قامت بالمشاركة بعدد محدود، وعندما تطور الأمر وخرجت أعداد كبيرة من المتظاهرين، وبدا أنّه ربما تسفر التظاهرات عن تغيير في النظام، أعلنت عن المشاركة بقوة، وفي الوقت ذاته عقدت اللقاءات مع اللواء عمر سليمان للتفاوض بعيداً عن باقي التيارات السياسية المشاركة في التظاهر، أيضاً فإنّ الجماعة برغم زعمها بأنّها تطالب بالحرية والديمقراطية وأنّها سعت لتحقيق ذلك من خلال المشاركة في الثورة، إلّا أنّها ضاقت ذرعاً بعدد كبير من أفرادها الذين طالبوا بعد الثورة بعمل إصلاحات داخلية وتحقيق قدر من الديمقراطية داخل الجماعة، وقامت بفصل عدد منهم، وإيصال عدد آخر إلى حدّ الاستقالة من الجماعة، نتيجة الممارسات التي قامت بها القيادات كردّ فعل على تلك المطالب، أيضاً كان حرص الجماعة على الاستحواذ على الأغلبية في كل الاستحقاقات الانتخابية، وعلى الوصول إلى منصب الرئاسة، دليلاً على أنّها لا تبحث سوى عن مصلحة التنظيم فقط، دون اعتبار للمصلحة العامة.

 كذلك استخدمت الجماعة ورقة الدين في إطار معركتها بشأن التعديلات الدستورية في آذار (مارس) 2011، من أجل إقناع الناس بضرورة الموافقة على التعديلات، على الرغم من علمها بأنّها مجرّد خيارات سياسية، فقامت بالترويج إلى أنّ رفض التعديلات يمثل اتجاهاً للتيارات العلمانية وللمسيحيين الذين لا يرغبون في تطبيق الشريعة، وقامت بتصوير الأمر على أنّه صراع ديني، حتى تدفع الناس إلى الخيار الذي تريده، وخلال عام حكم الجماعة أصرت على تصعيد الخلاف مع التيارات السياسية، ورفضت أيّ حلول قد تفضي إلى نزع فتيل الأزمة، حتى وصلت إلى طريق مسدودة كان نتيجتها تدخل القوات المسلحة وعزل مرسي، ولم تضع الجماعة مصلحة الدولة في اعتبارها، ولكن كان الشاغل الوحيد لها هو البقاء في الحكم، وظل هذا الهدف هو المسيطر عليها فاستمرت في طريق الصراع وساهمت في تصعيد الأزمة غير عابئة بما قد يترتب على ذلك من نتائج كارثية على أفرادها وأنصارها أوّلاً وعلى المجتمع ككل، حتى وصل الأمر إلى ذروته في فضّ الاعتصام، وبعد فضّ الاعتصام لم يكن للجماعة استراتيجية واحدة للمواجهة، ولكنّها كانت تتخذ من أساليب المواجهة ما يحقق مصلحة التنظيم، ولو كان فيه الإضرار بالمصلحة العامة أو بمصلحة أفرادها، أو كان فيه مخالفة لما كانت تعلنه من مبادئ من قبل، فقامت في يوم الفضّ بالعديد من أعمال العنف والشغب، تمثل في الاعتداء على عدد من المنشآت والطرق، ثم بعدها مباشرة أعلنت أنّها تلتزم بالطرق السلمية، فقامت بإطلاق المسيرات والتظاهرات التي استمرت شهوراً طويلة، وعلى الرغم من أنّ الجماعة كانت تعلن التزامها بالنهج السلمي منذ السبعينات، وأنّها تخلت عن فكرة العنف تماماً، إلّا أنّها عادت إليه في العام 2014 منذ تشكيل اللجنة الإدارية العليا الأولى بقيادة محمد كمال، بل إنّها قامت بالتأصيل الشرعي لذلك المسار، وقال بعض قادتها: إنّ ذلك يمثل تطبيقاً لأفكار البنا ومنهجيته في التغيير، ومن ثم قامت بعدد من الأعمال النوعية، ثم عندما شعر بعض قيادات الجماعة بأنّ هذا المسار سوف تكون أضراره جسيمة على الجماعة، قاموا بحل اللجنة وتبرؤوا ممّن قاموا بتلك الأعمال، أيضاً كان للإنهاء القسري لحكم الجماعة أثر على عقلها جعلها لا تفكر إلّا في تلك اللحظة التي توقف الزمن عندها بالنسبة إليهم، ممّا جعل من أداء الجماعة ما هو أقرب إلى الرغبة في الهدم فقط أيّاً كانت الوسائل أو النتائج، ممّا جعلها في أحيان كثيرة تتخلى عن الضوابط الأخلاقية التي يجب أن تتصف بها أيّ معارضة أو أيّ حركة تهدف لصالح المجتمع في المقام الأوّل، وأصبح لديها سهولة في استخدام الكذب والشائعات وخلط الحق بالباطل، وكل ما من شأنه في نظرها أن يضر بالنظام دون أن تدرك أنّه يضر بالوطن كله.

محاولة للتفسير وبحث في المآلات

من خلال الأمثلة العديدة التي تم ذكرها يتضح أنّ الانتهازية والبراغماتية التي تحكم سلوك الجماعة غير مرتبطة بظرف معين أو فترة تاريخية محددة، ولكنّها سمة في الجماعة تحكم عقلها وسلوكها منذ نشأتها حتى اليوم، وربما يتمثل السبب الرئيسي في ذلك في فكرة "مركزية التنظيم" لدى جماعة الإخوان، حيث يُعدّ البناء التنظيمي والمحافظة عليه الهدف الرئيس لديها؛ وتأتي هذه الأهمية من كون أنّ التنظيم يمثل تجسيداً للأفكار التي تقوم عليها الجماعة، ويمثل الأداة الأساسية لتحقيق أهدافها المتمثلة في إقامة دولة إسلامية، والذي من دونه ستظل أفكاره مجرد أفكار نظرية لن تحدث تأثيراً أو تغييراً في الواقع، كما تأتي أهمية البناء التنظيمي من أنّه الأداة التي تنسق بها الجماعة حركة الجماهير، سواءً من ناحية الاستقطاب والتجنيد للأفراد الذين ترغب الجماعة في ضمهم إليها، أو من ناحية الانتشار في المجتمع والتأثير فيه وحشد أفراده وتوجيههم لتحقيق أهداف الجماعة وتنفيذ خططها.

استمرت السياسة البراغماتية التي رسّخها البنا في الجماعة بعد وفاته، وصارت سمة تميزها في كل ممارساتها، كان أقربها زيارة أبرز الشخصيات الإخوانية للملك فاروق في قصره على الرغم من توجيه الاتهام للملك بتدبير حادث اغتيال البنا

وعلى الرغم من بعض المكاسب التي من الممكن أن تحققها الجماعة من خلال تلك السياسة، والتي من أهمها قدرتها على الاستمرار في الحياة لمدة طويلة وتحقيقها لبعض النتائج، كأن تكسب دعماً ما أو تأييداً شعبياً أو موقفاً سياسياً، إلّا أنّ لها كذلك نتائج سلبية، من أهمها الخسارة المعنوية التي تجنيها الجماعة مع الوقت ومع انكشاف حقيقة ممارساتها النفعية التي تهتم بمصلحتها الضيقة دون أيّ مصلحة أو قيمة أو مبدأ، وكذلك خسارتها لتحالفاتها السياسية وشركائها الذين يتبين لهم بعد وقت حقيقة وطبيعة الجماعة، وهذا ما حدث بعد الثورة وبعد تجربة الجماعة في الحكم، إذ انفضّ عنها بعض داعميها وحلفائها الذين وقفوا بجوارها في وقت سابق.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية