إخوان الأردن... تيار الصقور تراجع لصالح تيار الوسط

إخوان الأردن... تيار الصقور تراجع لصالح تيار الوسط

إخوان الأردن... تيار الصقور تراجع لصالح تيار الوسط


13/06/2024

حسم تيار "الصقور" القريب من حركة حماس موقع "المراقب العام" لجماعة الإخوان بالأردن، الذي تولاه الأمين العام السابق لحزب جبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة، متفوقاً على منافسه حمزة منصور، وسيطر تيار الوسط على مفاصل الجماعة الأخرى مثل مجلس الشورى، أو المؤسسات الداخلية الأخرى.

الصقور يحسمون القيادة

وقد أقيمت خلال الشهر الماضي انتخابات لاختيار رئيس ومجلس شورى جديد ومكتب تنفيذي لجماعة الإخوان بالأردن، والمقصود ليس التفرعات والواجهات الأخرى لها، والمتمثلة في (جمعية جماعة الإخوان المسلمين)، أو المجموعة الأخرى المنشقة "زمزم"، التي تحولت إلى "حزب المؤتمر الوطني"، وكذلك ما يُسمّى بحزب "الشراكة والإنقاذ" بقيادة "سالم الفلاحات".

واستكملت الجماعة بناء مؤسساتها الداخلية، ومنها تشكيل المكتب التنفيذي، وهيئة المحاكم، وهي واحدة من أهم المؤسسات داخل التنظيم الإخواني، وتتشكل من (12) عضواً، حصل فيها تيار الصقور على مقعد واحد من (12) عضواً، وبناءً على تلك الانتخابات تم إقصاء الحمائم مع الوسط من موقع المراقب العام، فيما حظي الأخير بموقع رئاسة الشورى والسيطرة على المكتب التنفيذي.

 

"تيار الوسط" الجناح الأقرب إلى قيادات (حماس) تمكّن من السيطرة على معظم المناصب القيادية.

 

وقد كان من المرجح أن يحسم تيار الشباب هذه الانتخابات بقيادة محمد القضاة، إلا أنّ مصادر خاصة قالت لـ (حفريات): إنّه جرت تفاهمات خلف الستائر والكواليس مع النظام الأردني على تصعيد جناح الوسط القادر على احتواء الشباب، لكنّ ذلك لم يؤدِّ إلى نتائج محددة أو واضحة الملامح، خصوصاً أنّ الأجنحة أو التيارات الـ (3) بالعادة قد توافقت في اللحظات الأخيرة على تقاسم بعض مواقع الصف الأول، ولا سيّما أنّ هذه الانتخابات لها علاقة بملف الانتخابات الأردنية المحلية يوم 10 أيلول (سبتمبر) المُقبل.

وتمكّن تيار الوسط والحمائم من ضمان مقعد للشيخ عزت الدويك، وكذلك أحمد الزرقان، ومقعدين آخرين في المكتب التنفيذي للجماعة، وخسر المهندس عبد الله عبيدات رئاسة الشورى بفارق صوت واحد لصالح الذنيبات، لكنّه تمكّن أيضاً من العضوية.

وحظي عضو البرلمان أحمد القطاونة المحسوب بدوره على تيار الصقور بالعضوية، وحصل الدكتور محمد الكوفحي على أعلى الأصوات كعضو في المكتب التنفيذي، وهو محسوب على تيار الوسط.

ماذا جرى؟

وفقاً للصحفي مصطفى عمشة في تصريح خاص، فإنّ القيادي البارز في جماعة الإخوان الدكتور همام سعيد تجاوز النصائح الداخلية التي طالبته بعدم الترشح لانتخابات مجلس الشورى في الجماعة، ودخل الانتخابات لكنّه لم يحصل على الأصوات الكافية التي تؤهله لحسم الأمر، وتساوى مع الدكتور محمد شرف القضاة وهو نجل الشيخ شرف القضاة، القائد في جمعية جماعة الإخوان، وبعدها تم ترتيب الأمور في الأسابيع التالية ليفوز الشيخ مراد العضايلة. مشيراً إلى أنّ جماعة الإخوان تنقسم إلى تيار الصقور والحمائم والوسط، وفي الآونة الأخيرة طفا تيار الشباب الضخم والكبير، عقب "طوفان الأقصى"، وظهر في حصار السفارة الإسرائيلية وفي المظاهرات العارمة التي شهدتها العاصمة عمّان.

وقال مصدر (رفض ذكر اسمه): إنّ الانتخابات نتائجها تعبّر عن حالة جديدة وهي الشباب، فقد كان من المفترض بعد "طوفان الأقصى" والمظاهرات أنّ تيار الصقور يسيطر، لكن ظهر الشباب وقواعدهم الشبابية، ومن ثم تأخر الحسم لعمل ترضيات والدفع ببعض الوجوه، حيث إنّ الدولة الأردنية غير بعيدة عن هذا الأمر، خاصة أنّ همام سعيد غير مرغوب فيه لعلاقته بحماس، وبسبب أنّ زكي بن إرشيد، إضافة إلى آخرين محسوبين على تيار الحمائم، كانوا في مواجهة الصقور، ولا أرضية لهم قوية الآن.

 

استكملت الجماعة بناء مؤسساتها الداخلية، ومنها تشكيل المكتب التنفيذي وهيئة المحاكم.

 

وأضاف المصدر: إنّ هناك أحاديث تجري في االدولة الأردنية كانت تريد تصعيد وجوه جديدة خاصة مع الانتخابات المقبلة، وهناك صفقة تم بموجبها الإفراج عن المسجونين وعددهم (250) شخصاً مقابل تصعيد بعض الوجوه، من أجل امتصاص الحالة الشبابية، والدفع ببعض الوجوه منها من جيل الوسط، الذي حسم مفاصل الجماعة ومؤسساتها، وهو قادر على احتواء الشباب.

وقال الصحفي مصطفى عمشة في تصريح خاص: إنّ الصقور لا يشكلون خطراً لأنّهم كبار في السن، فهمام سعيد فوق الـ (70) عاماً على سبيل المثال، لكنّ الخطورة في الشباب الذين تظاهروا أمام السفارة الإسرائيلية، وكلهم إفراز من انتخابات النقابات وانتخابات الجامعات والاتحادات الطلابية، وهؤلاء الشباب أنفسهم يشكلون حالة تمرد على الجماعة وقادتها القدامى الذين لا يرضون عن هؤلاء الذين ليس لهم خبرة في التعامل مع الدولة الأردنية، ولديهم سقف مطالب عليا ظهرت بدعوتهم لإسقاط النظام.

وقال مصدر خاص: إنّ من أبرز وجوه الشباب حمزة الشرنوبي أمين سر الجماعة، ومعتز الهروط رئيس القطاع الشبابي، وحمزة زنيبات، وجميل أبو بكر، وموسى الوحش، وبادي الرفايعة، والشاب محمد جميل، وخضر المشايخ.

والخلاصة أنّ تيار الصقور تراجع لصالح تيار الوسط، الذين يمثلهم الشيخ مراد العضايلة، ومحمد عبد الرحمن خليفة، وحصلوا على (13) مقعداً، وتيار الصقور على (7) مقاعد، وهناك صفقة تم طبخها حيث إنّ واقع الجماعة الداخلي يشهد أزمة حقيقية، متمثلة بكيفية علاقاتها مع الدولة، وبسبب الصراع على مِلْكية الجماعة، والعلاقة مع التنظيم الدولي، وكذلك العلاقة مع حماس، التي تمثل لبّ الموضوع الحالي، وعبّرت عنه وثيقة الفكر السياسي التي أطلقتها الجماعة، والتي تعبّر عن حتمية الصراع مع إسرائيل.

هذا، وتمر العلاقة بين الجماعة والدولة الأردنية بلحظة مفصلية وفارقة، حيث إنّ جماعة الإخوان خلال الأعوام الأخيرة تعمل في سرّية، ووفق بيئة تنظيمية مغلقة تعتمد على التعبئة الفكرية والحركية، والجناح الأقرب "تيار الوسط" إلى قيادات (حماس) تمكّن من السيطرة على معظم المناصب القيادية في الجماعة، وهو التيار نفسه الذي يدفع باتجاه المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقررة في أيلول (سبتمبر).




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية