الحوثيون يعترفون.. هذا واقع التعليم في اليمن!

الحوثيون يعترفون.. هذا واقع التعليم في اليمن!

الحوثيون يعترفون.. هذا واقع التعليم في اليمن!


30/01/2023

في الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي للتعليم، يشهد اليمن أسوأ عملية إفساد للتعليم من قبل ميليشيات الحوثي، في سلسلة من الانتهاكات أبرزها تغيير المناهج التعليمية، وبث الطائفية والكراهية في استهداف النشئ في مناطق سيطرتها خلال الأعوام الماضية.وعلى مدار أعوام حربها العبثية القائمة منذ صيف 2014، ارتكبت الميليشيات الحوثية الإرهابية العديد من الانتهاكات التي طالت قطاع التعليم، لتنجح في إفساده بشكل كلّي، وتطويعه وفقاً لنظرياتها الطائفية.

والكارثة الكبرى هي أنّ الميليشيات الموالية لإيران لا تخفي انهيار قطاع التعليم الذي أفسد مستقبل الملايين من اليمنيين، محاولة استغلاله لحصد أكبر قدر ممكن من المساعدات الخارجية، حيث أقرت بتردي قطاع التعليم في مناطق سيطرتها.

واعترفت الميليشيات الإرهابية بأنّ نحو (6.1) ملايين طالب وطالبة في المناطق تحت سيطرتها ما يزالون يعانون من انهيار النظام التعليمي، وذكرت في تقرير بثته منظمة "انتصاف" التابعة للجماعة أنّ هناك مليونين و(400) ألف طفل خارج المدرسة، من أصل (10.6) ملايين في سن الدراسة، وفق ما أوردت قناة المسيرة.

وبحسب التقرير الحوثي، فإنّ هناك (3500) مدرسة إمّا مدمرة، وإمّا متضررة، مـع إغلاق نحو27% مـن المـدارس فـي اليمن، إضافـة إلـى تضرر 66% مـن المـدارس بسبب الحرب.

جاء ذلك متزامناً مع ما كشفته تقارير حكومية رسمية وأخرى دولية عن أنّ نحو (4.5) ملايين طفل يمني تسرّبوا وحُرموا من التعليم منذ انقلاب الميليشيات؛ بسبب تدمير الجماعة للمدارس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وسعيها لتعطيل العملية التعليمية والاستفادة من الأطفال في التجنيد والزج بهم في جبهات القتال، إضافة إلى وضع مناهج تدعو إلى الطائفية والكراهية وتهدد النسيج الاجتماعي".

الميليشيات الإرهابية تعترف بأنّ نحو (6.1) ملايين طالب وطالبة في المناطق تحت سيطرتها ما يزالون يعانون من انهيار النظام التعليمي

وأغفلت ميليشيات الحوثي إقصاءها للقيادات والكوادر الوظيفية غير الموالية لها عقائدياً من مناصبها، وفصلها للمعلمين، ونهب مرتبات أكثر من (130) ألف معلم في مدن سيطرتها، إلى جانب ارتكابها أبشع الانتهاكات بحق الآلاف العاملين بقطاع التعليم، من قبيل الاعتداء والاعتقال والخطف والقتل والإصابة والتسريح من الوظيفة، والإخضاع لتلقي دورات تعبوية، والإجبار على النزوح.، فقد أشار تقرير المنظمة التابعة لها إلى ما سمّاه معاناة وأوجاع آلاف التربويين.

وسبق أن أعلن مسؤولو نقابة المعلمين اليمنيين عن مقتل (1580) معلماً على أيدي ميليشيات الحوثي خلال الفترة من 2015 حتى 2020، منهم (81) من مديري المدارس والإداريين، و(1499) قتيلاً من المعلمين، وقد قضى (14) من القتلى بسبب التعذيب في السجون الحوثية، في محافظات صنعاء والحديدة وحجة وصعدة، حسبما أوردت وكالة "سبأ نت".

وتعرّض (2642) معلماً لإصابات مختلفة بنيران الميليشيات، نتج عن بعضها إعاقات مختلفة، إضافة إلى اختطاف وإخفاء (621) معلماً بشكل قسري، وبلغ عدد المعلمين الذين تركوا منازلهم ومدارسهم في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية ونزحوا منها إلى المناطق المحررة أو إلى خارج اليمن (20.142) معلماً، بحسب مسؤولي النقابة.

مقتل (1580) معلماً على أيدي ميليشيات الحوثي خلال الفترة من 2015 حتى 2020، منهم (81) من مديري المدارس والإداريين

وفي السياق، أكد أحدث تقرير لمنظمة "إنقاذ الطفولة" الدولية أنّ 80% من الطلاب في اليمن بحاجة إلى مساعدات تعليمية، كاشفاً عن تسرّب أكثر من (2.7) مليون طفل يمني من التعليم.

وأوضحت المنظمة، بحسابها على موقع "تويتر" بمناسبة اليوم العالمي للتعليم الذي يصادف الـ 24 من كانون الثاني (يناير) من كل عام، أنّه "في الوقت الحالي يحتاج (8.6) ملايين طفل (80% من جميع الأطفال في سن المدرسة) إلى المساعدة التعليمية". 

وأضافت: "مع تضرّر أو تدمير أكثر من (2783) مدرسة وعدم دفع رواتب المعلمين لما يقرب من (8) أعوام، أصبح الحصول على التعليم أكثر صعوبة".

وتابعت: "التعليم هو شريان الحياة للأطفال أثناء حالات الطوارئ، إنّه يوفر الاستقرار والأمان والأمل في مستقبل أفضل، ومع ذلك، في اليمن يتسرّب الطلاب من المدرسة بمعدّل ينذر بالخطر".    

الحوثيون: مليونان و(400) ألف طفل خارج المدرسة، و(3500) مدرسة إمّا مدمرة، وإمّا متضررة

ولفتت منظمة "إنقاذ الطفولة" إلى أنّ "الفتيات اليمنيات أكثر عرضة للتسرّب من المدرسة؛ ممّا يجعلهنّ أكثر عرضة للاستغلال وسوء المعاملة، نتيجة الافتقار إلى المعلمات ومحدودية الوصول إلى مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة التي تراعي الفوارق بين الجنسين والتي يمكن الوصول إليها".

هذا، وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء الماضي أنّ هناك (2.7) مليون طفل في اليمن محرومون من التعليم.

وقالت المنظمة في حسابها عبر موقع "تويتر"، بمناسبة اليوم العالمي للتعليم، الموافق 24 كانون الثاني (يناير) من كل عام: إنّ نظام التعليم في اليمن على حافة الانهيار، فقد تعرّضت (2700) مدرسة للدمار أو الضرر منذ بدء الحرب، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".

الأمم المتحدة: (2.7) مليون طفل في اليمن محرومون من التعليم، وتعرّضت (2700) مدرسة للدمار أو الضرر منذ بدء الحرب

وأشارت إلى أنّها تقوم ببناء (18) فصلاً دراسياً جديداً في (7) مدارس، لتوفير مساحة أكبر لاستيعاب المزيد من الطلبة اليمنيين.

وفي الإطار ذاته، كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" عن إجراء الميليشيات الحوثية تغييرات واسعة في المناهج الدراسية، في محاولة منها لإضفاء "ملازم" مؤسس الجماعة الصريع حسين بدر الدين الحوثي، وتضمين التغييرات التي تحرّض على القتل والعنف والكراهية والفتنة والطائفية، وتحث على "الجهاد" وثقافة الموت.

وكانت ميليشيات الحوثي قد قامت بتغييرات كبيرة في المناهج التعليمية، من الصف الدراسي الأول حتى الصف الدراسي التاسع، وقد غيّرت الميليشيات جذرياً (4) مواد دراسية، وهي (القرآن الكريم، التربية الإسلامية، اللغة العربية، التربية الاجتماعية)، ضمن خطتها لاستهداف الأطفال والنشء. وغيّرت ميليشيات الحوثي أسماء أكثر من (12) ألف مدرسة بأسماء طائفية، بعضها لقياداتها القتلى، وفق موقع صحوة اليمني.

وكشفت دراسة غربية، تم نشرها مؤخراً، عن استغلال الجماعة وإيران التعليم في اليمن لصالح أجندتهما، وبسط نفوذهما في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات.

وقالت منظمة "إمباكت-إس إي" الأمريكية المتخصصة في مراقبة المناهج التعليمية والكتب المدرسية في جميع أنحاء العالم، التي ترصد قيم السلام والتسامح فيها: إنّ ميليشيات الحوثي حولت التعليم إلى أداة نشر القيم والثقافة الإيرانية.

وأكدت أنّ إيران متغلغلة من خلال الحوثيين في مراكز التعليم الابتدائي ومعاهد التعليم العالي في اليمن، ومن جانب آخر، يدرس المئات من الطلاب الحوثيين حالياً في إيران.

ولم يتوقف فساد جماعة الحوثيين عند حدود المدارس، بل وسعت من إجراءاتها لتحويل التعليم الجامعي إلى سلعة في سياق السعي لجباية المزيد من الأموال، وهو الأمر الذي حرم آلاف الشبان اليمنيين من الالتحاق بمقاعد الدراسة الجامعية، في ظل إغلاق عشرات الأقسام وفرض رسوم باهظة في الكليات والأقسام التطبيقية.

تغييرات واسعة في المناهج الدراسية، تتضمن التحريض على القتل والعنف والكراهية والفتنة والطائفية

 ووفق ما نقل موقع "المشهد اليمني"، أقدمت الميليشيات الحوثية عبر القيادات الموالية لها في محافظة ذمار، (100) كلم جنوب صنعاء، على رفع رسوم الدراسة بالكليّات، خاصة الطبية منها، واعتماد المنح فقط للمرشحين من قادة الميليشيات.

وفي الوقت الذي يفسد فيه الحوثيون وإيران التعليم، تحاول المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، عبر مبادراتهما، إصلاح القطاع وتوفير فرص التعليم للآلاف  من الأطفال.  

المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تحاولان عبر مبادراتهما إصلاح القطاع، وتوفير فرص التعليم للآلاف من الأطفال

وقد وفر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن فرص التعليم والتعلم لعشرات الآلاف من الطلاب والطالبات في مختلف أنحاء اليمن، وإيجاد فرص وظيفية في قطاع التعليم بشكل مباشر وغير مباشر، إلى جانب بناء بيئة تعليمية نموذجية شاملة عبر مشاريع نوعية متعددة.

وينظر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن إلى أنّ التعليم المفتاح الأساسي للتنمية، مولياً اهتمامه بقطاع التعليم عبر (52) مشروعاً ومبادرة تنموية أسهمت في توفير بيئة تعليمية مُحفّزة وشاملة للجميع، منها إنشاء (27) مركزاً ومدرسة نموذجية للموهوبين، ومشروعات إنشاء وإعادة تأهيل الجامعات، ومشروعات إنشاء وتجهيز المدارس والجامعات، وتشتمل على مشروع طباعة وتوزيع أكثر من نصف مليون كتاب مدرسي للطلاب والطالبات تم توزيعها في المحافظات اليمنية، وفق ما نقلت قناة الإخبارية الرسمية.

وأسهمت دولة الإمارات العربية المتحدة، وما تزال، عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في دعم قطاع التعليم في اليمن.

فقد بادرت دولة الإمارات منذ أعوام إلى تأهيل وترميم وصيانة المدارس، وموّلت مشاريع بناء مدارس جديدة لاستيعاب أعداد الطلاب، كما شمل دعمها توزيع عشرات الآلاف من الحقائب المدرسية والمستلزمات الضرورية للطلاب اليمنيين، هذا إلى جانب دعم الطلاب الجامعيين والمؤسسات الأكاديمية، وفق ما نقلت صحيفة الاتحاد.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية