البحث عن "شينغن".. إخوان تركيا ورحلة العبور نحو النهاية

البحث عن "شينغن".. إخوان تركيا ورحلة العبور نحو النهاية

البحث عن "شينغن".. إخوان تركيا ورحلة العبور نحو النهاية


22/07/2023

أحمد فتحي

تتسارع وتيرة التقارب المصري التركي، الذي ينتظر أن يُتوج بزيارة تاريخية مرتقبة للرئيس عبدالفتاح السيسي نهاية الشهر الجاري.

تقارب دفع قادة الجماعة الإرهابية لترتيب "هروب كبير" من تركيا نحو "ملاذات آمنة" عبر التفتيش في الوقت الحالي عن تأشيرة (شينغن) لأوروبا، كمخرج بعدما باتوا غير مرغوب بهم في تركيا، حسب ما كشف عنه الإعلامي المصري حسام الغمري، الذي كان مواليا لتنظيم الإخوان.

فيما يرى خبير في قضايا الإرهاب الدولي أن "مخطط الإخوان للحصول على تأشيرة عبور لأوروبا تواجهه صعوبات وتحديات"، مرجحا في الوقت ذاته في حديثه لـ"العين الإخبارية" "احتمال لجوء عناصر الجماعة بتركيا إلى ألمانيا".

وفي رسالة عبر حسابه على "تويتر"، قبل أيام، حذر الإعلامي المصري حسام الغمري، الذي كان مواليا لتنظيم الإخوان، شباب الجماعة "من تكرار سيناريو رابعة"، في إشارة إلى هروب قيادات الإخوان إلى الخارج وترك الشباب بعد توريطهم في أعمال عنف بمصر عقب ثورة 30 يونيو/حزيران 2013 التي أطاحت بالتنظيم من السلطة في البلاد.

وقال الغمري: "يا شباب الإخوان في إسطنبول.. هل علمتم أن قياداتكم طوال الشهر الماضي يذهبون إلى مكاتب أعلمها للحصول على تأشيرة (شينغن) لأوروبا حتى إذا ما جد جديد، يتركونكم لمصيركم الذي تعلمونه جيداً في تركيا ويهربون كما هربوا من رابعة من قبل بعدما علموا بموعد الفض".

قائمة الترحيل

وفي تعقيبه، يقول ألبير فرحات، الخبير في قضايا الإرهاب الدولي والمقيم في فرنسا، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن "معظم قيادات تنظيم الإخوان المقيمين في تركيا تم وضعها على قائمة الترحيل، في وقت جرى ترحيل بعضهم"، وذلك بعد التقارب المصري التركي.

وإزاء هذا الوضع، يضيف فرحات "تسعى هذه القيادات بالفعل للحصول على تأشيرة شينغن للإقامة في أوروبا، سعيا إلى إمكانية الاستقرار، وطلب لجوء سياسي، أو اجتماعي، أو اقتصادي فى أوروبا".

لكن الخبير الدولي يرى أن "الأمر ليس بالسهولة التي تتصورها قيادات الإخوان، إذ إن أوروبا تضع شروطا لراغبي الحصول على التأشيرة تتعلق بألا يكون الأشخاص قد تورطوا في قضايا عنف وإرهاب في بلادهم، أو جرى وضعهم على قوائم ونشرات الإرهاب التي أرسلتها مصر إلى الاتحاد الأوروبي".

وجهة الإخوان

ويرجح فرحات أن تجد عناصر الجماعة ملجأ لها في ألمانيا، لوجود العديد من القيادات الإخوانية هناك سواء مصرية أو سورية أو أردنية

وتملك جماعة الإخوان وجودا كبيرا في ألمانيا منذ ستينيات القرن الماضي، وتنتشر في ولايات البلاد عبر شبكة من المنظمات والجمعيات والمساجد.

ووفق آخر تقرير لهيئة حماية الدستور على المستوى الفيدرالي، فإن عدد العناصر الأساسية للإخوان الإرهابية في ألمانيا تزايد بشكل كبير وملحوظ في عامين، وبلغ 1450 عنصرا في 2021، مقارنة بـ1040 في 2018.

البوسنة تحت المجهر

وفي تعقيبه على تقارير إعلامية تحدثت عن لجوء بعض قيادات الإخوان إلى البوسنة كملاذ لهم، قال فرحات "الأمر ليس بالأمر اليسير كما يروج البعض، لأن التغيرات التي حدثت وتحدث حاليا في دولة البوسنة منذ عامين تجعلها تحت مجهر أجهزة مخابراتية أوروبية تعمل في مجال مكافحة الإرهاب".

وتابع "العمليات العديدة التي طالت قيادات من الجهاد والإخوان الموجودة في دول البلقان، تؤكد ما أشير إليه"، مستدركا "لكن يظل الأمر واردا، لا سيما في ظل إمكانية شراء جنسيات وأوراق ثبوتية، وذلك فى البوسنة وبعض دول الجوار".

مأزق التنظيم

طلبات الإخوان العديدة في تركيا للحصول على تأشيرة شينغن للسفر إلى أورويا تعكس في رأي الدكتور بشير عبدالفتاح، الخبير في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، "المأزق الذي تعيشه الجماعة في أنقرة، في ظل التقارب المصري التركي الذي تتسارع وتيرته في الآونة الأخيرة، ورفض السلطات التركية منح بعض عناصرها الجنسية أو الإقامة".

وقال عبدالفتاح في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن تحركات تركيا دفعت عناصر الجماعة للتفكير في البحث عن ملاذات بديلة، وهذا يبرز إلى أي مدى تأثرت الجماعة سلبا بتقارب مصر وتركيا، وشعورها بأن الرئيس التركي عازم على استرضاء القاهرة بأية حال في الملف المتعلق بالإخوان، سواء بتسليم قيادات الجماعة أو طردهم خارج بلاده".

ومثلت عودة المياه لمجاريها بين القاهرة وأنقرة ضربة موجعة لعناصر جماعة الإخوان الإرهابية.

وعقب الإعلان عن عودة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى مستوى السفراء، فرضت أنقرة قيودا جديدة على أنشطة جماعة الإخوان وعناصرها في أراضيها.

وشنت السلطات التركية حملة مداهمات واسعة النطاق استهدفت عناصر الإخوان، وقامت باحتجاز من لا يحمل أية هوية أو إقامة أو جنسية، كما طلبت من اثنين من عناصر الجماعة، وهما مصعب السماليجي وإسلام أشرف مغادرة أراضيها. حسب تقارير إعلامية.

كما فرضت السلطات التركية قيودا مشددة على عناصر الجماعة وطالبتهم بعدم نشر أي أخبار مسيئة أو تدوينات أو تغريدات تنتقد النظام المصري أو الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وهددت المخالفين لتعليماتها بالترحيل من البلاد.

عن "العين" الإخبارية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية