الإخوان يتوغلون في إثيوبيا

الإخوان يتوغلون في إثيوبيا

الإخوان يتوغلون في إثيوبيا


09/01/2024

ماهر فرغلي

ينقسم المشهد الإسلاموى الإثيوبى إلى ثلاث جماعات رئيسية: «الحركة السلفية التى تُعد الأوسع والأكثر انتشاراً، والحركة الفكرية المحسوبة على الإخوان، وحركة الدعوة والتبليغ».

أما بالنسبة للفكر الإخوانى فقد نشأ فى الجامعات منتصف الثمانينات، ثم ترعرع فى بداية التسعينات مع تأسيس منظمة شباب مسلمى إثيوبيا، وكان أبرز قيادييها من الشباب البارز «إدريس محمد وحسن تاجى، وأبوبكر أحمد محمد وسراج الدين»، وكانت تُصدر مجلتى «الدعوة وبلال» وأيضاً مجلة «المنار» الصادرة عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى إثيوبيا.

وتُعبر الآن الحركة الفكرية عن الجماعة فى إثيوبيا، حيث تعمل عن طريق الشكل اللامركزى للتغلغل بين أبناء الجماعات الإسلامية الأخرى، ولا تقوم بإبراز علاقة الحركة الإخوانية بالتنظيم الأم (مصر)، وتنشر الفكر الإخوانى بين الطلاب على وجه الخصوص من خلال منظمة شباب مسلمى إثيوبيا.

وفى السنوات الأخيرة توغل الإخوان فى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ووظفوه لخدمة أهدافهم، من خلال مزج مجلس الشورى العام بعضويته التى وصلت إلى 300 شخصية بالمناصفة بين السلفية والصوفية.

ومن الشخصيات الحركية المؤثرة فى المجلس الأعلى الإسلامى الإثيوبى: الإخوانى أبوبكر أحمد محمد، عضو الحركة الفكرية الإخوانية فى إثيوبيا، أحمدين جمال محمد، أمير الجماعة فى جامعة أديس أبابا، كامل شمسو سراج، محمد حبيب محمد، مفكر إسلامى مستقل، إدريس محمد يوسف، الذى يُعتبر أهم شخصية قيادية فى الحركة الفكرية الإخوانية.

وتعمل الجماعة الآن من خلال: جمعية الشباب المسلم، الجمعية الخيرية بمدينة أديس أبابا، جمعية البركة الخيرية، جمعية النهضة بمدينة هرر.

ومن خلال شبكة من المساجد تتغلغل فى أوساط الشباب والمواطنين، ومنها: «مركز أولياء» الذى هو أكبر مركز إسلامى، تم تسليمه لجماعة الأحباش الصوفية، التى تنازعها الإخوان السيطرة عليه، وكذلك مسجد مويال، ومسجد «الأنوار الكبير» فى قلب العاصمة أديس أبابا، الذى تعمل فيه الجماعة من خلال حلقات لتلاوة وحفظ الأحاديث، ومسجد أنور، ومركز ابن مسعود الإسلامى، الذى يتنازع فيه الإخوان مع السلفيين، ومسجد النجاشى.

ونجحت الجماعة التى ينحصر نشاطها فى المناطق الحضرية والجامعات فى إنشاء مركز الثقافة والبحوث الإسلامية عام 2003 ولكن تم إغلاقه عام 2011 من قبَل الحكومة، إلا أن النشاط اللامركزى الأبرز هو نشاط منظمات تابعة للتنظيم الدولى، مثل هيئة الإغاثة الإسلامية، التى يوجد مركزها الرئيسى فى المملكة المتحدة ولها نشاط كبير فى أوروبا، إلى جانب جمهورية أفريقيا الوسطى، وتشاد، وكينيا، ومالاوى، ومالى والنيجر، والصومال، وجنوب السودان، والسودان، وتونس، وجنوب أفريقيا.

وبدأت الهيئة نشاطها فى إثيوبيا فى العام 2000 وركزت على مواجهة تداعيات الجفاف، خاصة فى «الإقليم الصومالى» قرب الحدود مع الصومال. وبعدها بأربعة أعوام افتتحت الهيئة مكتباً فى أديس أبابا لتمثيلها، وهى تركز نشاطها فى إقليم العفر على الحدود الإثيوبية مع جيبوتى وإريتريا، وبرز نشاطها أثناء حرب التيجراى الأخيرة.

ويلاحظ أن نشاط الهيئة فى هذه المناطق الحدودية يتطابق مع الانتشار لحركة «تضامن» المتأثرة بأيديولوجيات الإخوان المسلمين، لا سيما بين العفر والصومال.

يشار إلى أن أحمد الراوى، القيادى بالتنظيم الدولى، ترأس الهيئة، ثم عصام البشير، وعبدالوهاب نور والى، وإبراهيم الزيات، المدير الحالى لهيئة الإغاثة الإسلامية فى أستراليا، وعدنان عبدالرحمن سيف.

ويمكن تتبع صلة الإخوان بأنشطة الهيئة فى إثيوبيا منذ العام 2016 بشكل واضح عندما حل الجنوب أفريقى «طاهر سالى» محل «الزيات» رئيساً لهيئة الإغاثة، وهو معروف فى الدوائر الأمنية بصلاته مع جماعة الإخوان المسلمين العالمية وحماس، وجمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين «الموصياد»، وهى جمعية أعمال تركية إسلامية.

وهناك دور كبير لجمعية «نكتار ترست» الخيرية فى إثيوبيا، وكذلك الجمعيات والمدارس الإيرانية، التى تستغلها الجماعة مثل: مدرسة أهل البيت، وجمعية الإمام الحسين الخيرية، ونادى الكتاب والعترة.

ويلعب الإخوان فى إثيوبيا دوراً كبيراً فى نشر فكر الجماعة بالقرن الأفريقى وجنوب السودان، التى وصل إليها نشاطهم تحت اسم منظمة الدعوة الإسلامية، والتى بدورها أصبح لها مكتب كبير فى أوغندا وتشاد، وقامت الأيام الماضية بتوزيع عدد من الكتب على الجامعات، وكذا أقامت عدداً من الندوات، وقامت بتوزيع 17 ألف كتاب فكرى وإسلامى على جامعات جنوب السودان (جامعة جوبا- الجامعة الإسلامية لجنوب السودان- جامعة أعالى النيل- جامعة بحر الغزال) بشراكة مع دار سجيات للمطبوعات والنشر.

وقد تم انتخاب موسى المك كور، رئيساً لجماعة الإخوان المسلمين فى جنوب السودان، وأميناً عاماً لمنظمة الدعوة الإسلامية بشكل مؤقت حتى خلفه أحمد محمد آدم، لتكتمل استراتيجية السيطرة على المنظمات الخيرية فى أفريقيا من قبَل الجماعة.

ويوجد مقر رئيسى للمنظمة فى أوغندا يقيم فيه الأمين العام لمنظمة الدعوة أحمد محمد آدم، الذى عمل من قبل مديراً لمنظمة التعاون الإسلامى فى كل من كينيا والصومال.

عن "الوطن"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية