الإخوان في مصر بين فشل الماضي ومحاولات إعادة التموضع عبر الغلاء

حذر الكاتب الصحفي سامح عيد، المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، من استمرار محاولات جماعة الإخوان الإرهابية لإعادة التسلل إلى المشهد المصري، مستغلين الأزمات الاقتصادية العالمية، محذرًا من غياب مواجهة فكرية شاملة لأيديولوجيتهم. واعتبر أن فشل الإخوان في حكم مصر شكّل لحظة كاشفة للمجتمع المصري والعربي والدولي حول حقيقتهم وتوجهاتهم.

وفي لقائه مع الإعلامية دينا الوكيل، في برنامج "اليوم" على شاشة "دي إم سي"، قال عيد إن الجماعة اعتمدت طوال تاريخها على شعارات دينية مثل "الإسلام هو الحل" و"العدل والخلافة الإسلامية"، كغطاء سياسي يسهل من خلاله الوصول إلى الحكم، دون امتلاك مشروع حقيقي لإدارة الدولة أو معالجة أزماتها.

وأشار إلى أن فترة حكم الإخوان في مصر كشفت عن فشلهم الذريع في الإدارة، حيث انتشرت الفوضى، وتراجعت المؤشرات الاقتصادية، كما اتسمت سياساتهم بالتعالي على الدولة الوطنية والسعي لفرض الهيمنة الفكرية والتنظيمية، ما دفع البلاد إلى حافة الصدام الأهلي، لولا تدخل مؤسسات الدولة وإرادة الشعب في 30 يونيو.

الجماعة اعتمدت طوال تاريخها على شعارات دينية مثل "الإسلام هو الحل" و"العدل والخلافة الإسلامية" كغطاء سياسي 

وأكد عيد أن الجماعة لا تزال تنشط في عدد من الدول المجاورة مثل ليبيا والسودان وغزة، حيث تستثمر في الأزمات والتناقضات الداخلية لتوسيع نفوذها. وأوضح أن الإخوان تتبع تكتيك "الكمون والتغلغل" من خلال الجمعيات الخيرية والمؤسسات التعليمية، في محاولات لإعادة صياغة حضورها المجتمعي تحت ستار العمل المدني.

كما نبه إلى أن الجماعة تحاول استغلال موجة الغلاء العالمية وارتفاع الأسعار لتحريك الشارع المصري، رغم أن الأزمة ليست محلية بل تعود لتقلبات اقتصادية عالمية. 

وأضاف: "هناك محاولة لركوب الموجة الاجتماعية، وتقديم أنفسهم كبديل منقذ، رغم أن تجربتهم في الحكم كانت كارثية بكل المقاييس".

وشدد سامح عيد على أن الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في التحركات السياسية للتنظيم، بل في استمرار وجود خطاب فكري متطرف لم تتم مواجهته بعمق، داعيًا إلى إطلاق مبادرات ثقافية وتعليمية تفضح فكر الجماعة وتُعلي من قيم الدولة المدنية. 

وختم بالقول: "المعركة الآن هي معركة وعي... والإخوان لا يمكن مواجهتهم أمنيًا فقط، بل فكريًا واجتماعيًا أيضًا".