الإخوان "جماعة إرهابية".. جدار العزلة يمتد عبر قارات العالم

الإخوان "جماعة إرهابية".. جدار العزلة يمتد عبر قارات العالم

الإخوان "جماعة إرهابية".. جدار العزلة يمتد عبر قارات العالم


28/02/2023

أحمد فتحي

تبدو آثار الانكفاء الإخواني في الشرق الأوسط خلال العقد الماضي أكثر عمقا بحيث باتت تمثل تهديدا وجوديا للتنظيم.

وترك انكشاف التنظيم في بلد المنشأ؛ مصر، الجماعة أمام مستقبل غامض بعد فقدان تعاطف الشعوب العربية مع الجماعة التي أثبت أداؤها السياسي افتقارها للمنهج وبرامج الإصلاح، وانحصار صراعها على نفوذ السلطة وإنقاذ هياكلها الاقتصادية لضمان استمرار التدفقات النقدية على قياداتها.

وإلى جانب الانكشاف الداخلي للجماعة التي تأسست في أواخر عشرينيات القرن المنصرم، وجد التنظيم نفسه للمرة الأولى أمام عزلة عالمية متنامية، بعد أن توالى وضع الإخوان على قائمة التنظيمات الإرهابية عبر قارات العالم من أفريقيا إلى أمريكا اللاتينية، مرورا بأوروبا وآسيا.

وحملت الأيام القليلة الماضية توالي الصفعات، فبعد ساعات من قرار باراغواي إدراج تنظيم الإخوان على "قوائم الإرهاب"، أقدمت جزر القمر على خطوة مماثلة.

ويرى مراقبون وخبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية" أن تلك الخطوات المتلاحقة من أمريكا اللاتينية إلى لأفريقيا ضد الإخوان والتنظيمات الإرهابية ستضاعف أزمات التنظيم الحالية، خاصة أنه اعتمد على عدة دول كملاذ آمن لأنشطته واستثماراته.

ويواجه التنظيم في الشرق الأوسط أزمات عميقة في مصر والسودان وتونس والمغرب وليبيا وسوريا واليمن، وهي دول طالما كانت مراكز ثقله الرئيسية.

وعلى مستوى القيادة المركزية للتنظيم المبني على مبدأ السمع والطاعة تبدو المعركة المستعرة على منصب مرشد الإخوان دليلا جديدا على قرب انفراط عقد التنظيم ليصبح جزءا من ماض المنطقة.

ويرى الخبراء أن الحصار المتنامي أمام جماعة الإخوان من شأنه تسريع العملية التاريخية لإعلان وفاة الجماعة الإرهابية.

دولتان تنضمان للركب

وقررت جزر القمر حظر 69 كيانا ناشطا حول العالم بصفتهم "جماعات وتنظيمات إرهابية" بينهم التنظيم الدولي للإخوان، حسب ما جاء في مرسوم صادر عن وزارة الداخلية لجزر القمر.

وتشمل هذه القائمة كيانات مثل داعش، وجماعة الإخوان المسلمين العالمية، وتنظيم القاعدة وبوكو حرام، وعدد من الهياكل والمليشيات الموالية لإيران مثل جماعة الحوثي في اليمن ومليشيات حزب الله في لبنان.

وأكد المرسوم أن "جزر القمر يجب أن ترسل إشارة قوية حول استعدادها لمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله، وكذا جميع الهياكل المتخصصة في تمويل الأنشطة الإجرامية".

وتغطي الآثار المترتبة على المرسوم القدرة على تقييد نشاط التنظيمات الإرهابية سواء على صعيد النشاط كوادر التنظيم أو الأصول والأموال ضمن شبكتها الاقتصادية وحتى وسائلهم للدعاية.

وفي وقت سابق، صنفت باراغواي، الإخوان تنظيما "إرهابيا" لتنضم لعدد من الدول الأخرى التي تصنفها "جماعة إرهابية"، وذلك للجوئها للعنف وتهديدها للاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب.

ووافقت اللجنة الدائمة لكونغرس باراغواي، مؤخرا، على قرار قدمته السناتور ليليان سامانيغو، الخاص بإعلان تنظيم الإخوان جماعة إرهابية، ووفقا للكونغرس في باراغواى فإن هذا التنظيم الذى تأسس في مصر عام 1928 "قدم المساعدة الأيديولوجية لمن يلجأ إلى العنف ويهدد الاستقرار والأمن، في كل من الشرق والغرب".

وأضاف القرار أن "دولة باراغواي ترفض رفضا قاطعا جميع الأعمال والأساليب والممارسات الإرهابية التي تشكل انتهاكا خطيرا لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة، والتي قد تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين".

كرة الثلج

وفي تعقيبه على تنامي الدول التي تحظر نشاط الجماعة باعتبارها تنظيما إرهابيا، رأى الدكتور بشير عبدالفتاح الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتجية، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن هذه الخطوات تأتي بعد خطوات أوروبية مماثلة، بألمانيا والنمسا وهولندا ما يعطي إشارة بأن الجماعة باتت محاصرة عالميا.

ونبه عبدالفتاح لأن "عدوى حظر الإخوان بدأت تنتشر بين دول أوروبا مرورا بأمريكا الجنوبية وأفريقيا"، متوقعا أن تقدم دولا أخرى على خطوة من هذا القبيل، فيما يشبه كرة الثلج.

وأشار الخبير في مركز الأهرام إلى أن صورة الجماعة عالميا بدأت في الانكشاف، فيعد عقود من رؤيتها كتنظيم يعبر عن الإسلام المعتدل، بات واضحا للجميع أن التنظيم ساهم في نشر التطرف والانخراط بشكل مباشر في العمليات الإرهابية.

وأوضح الخبير المصري أن "الخطوات السابقة لحظر الجماعة ستطلق عملية أوسع للتضييق على الإخوان اقتصاديا وسياسيا ودعائيا"، فالتنظيم كان يستفيد من وجوده في بعض العواصم الغربية، وبعض عواصم العالم لممارسة نشاط اقتصادي يستطيع من خلاله توفير موارد لازمة للجماعة ولأنشطتها المختلفة.

ولفت عبدالفتاح إلى أن هذه القيود المفروضة عالميا والمرشحة للتشديد ستضاعف من هشاشة التنظيم وتنهي آماله في العودة.

التحرك الاستباقي

من جانبه، رأى الكاتب الصحفي هشام النجار الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، تصريح لـ"العين الإخبارية"، أنه من الطبيعي عقب حظر الإخوان في دول بالمنطقة العربية ودول بأوروبا وأمريكا الجنوبية أن تحاول التمدد في أفريقيا التي تعد متنفسا بديلا، ولذلك تتحرك أجهزة دول في القارة لتدارك الخطر حتى لا تطمع الجماعات المتطرفة في تكريس تواجدها داخلها.

وأشار النجار إلى أن "أي خطوة على مستوى الحظر والمنع تمثل خسارة فادحة ومضاعفة هزائم التنظيم الدولي للإخوان"، لافتة إلى أن الجماعة تخسر استثمارات ونفوذ ومجتمعات في الخارج عمدت على مدار عقود لبنائها.

وأوضح الخبير المصري أن كلما تزايدت الدول التي تغلق بابها في وجه الإخوان ستسعى مجتمعات ودول أخرى ربما ليست ضمن اهتمامات الجماعة إلى غلق منافذها أمام التنظيم حتى لا تتحول إلى مقاصد لقياداتها واستثماراتها.

من جهته، أكد الدكتور فهد الشليمي، مدير مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية بالكويت، أن "تنظيم الإخوان يمر بانتكاسة في العديد من دول العالم، وبدأ يتكشف من خلال إقدام الدول الواحدة تلو الأخرى على حظره".

ورأى الشليمي أنه كلما تزايدت أعداد الدول التي تصنف الجماعة كتنظيم إرهابي سيسهم هذا في دفع المجتمع الدولي للانتباه إلى أنشطة الإخوان.

كما شدد على ضرورة أن تتحرك الدول التي حظرت الجماعة لشرح مبررات خطوتها لدفع الدول التي تحتضن عناصر الجماعة إلى التحرك والانتباه.

وتابع: "مطلوب حملة ضغط خاصة على بعض دول أوروبا لتجريم أصحاب الخطاب المتطرف".

عن "العين" الإخبارية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية