الإخوان المسلمون: تناقضات داخل الجماعة ومحاولات العودة وسط إثارة الفوضى

الإخوان المسلمون: تناقضات داخل الجماعة ومحاولات العودة وسط إثارة الفوضى


28/09/2020

واصلت منابر الإخوان المختلفة التحريض على العنف في مصر، مع ظهور تخوفات من احتمالية تقارب مصري تركي، يطيح بعملاء أردوغان، وفي تونس اتبعت حركة النهضة سياسة "فرّق تسد"، مع محاولة استقطاب رئيس الوزراء هشام المشيشي، إثر تدهور العلاقات بينه وبين الرئيس، وفي المغرب استمرت سقطات حزب العدالة والتنمية، وفشله في إدارة شؤون البلاد، بينما يحاول إخوان السودان العودة إلى المشهد من خلال سلاح المساعدات الإنسانية، وفي أوروبا تحاول جيوب الإخوان التسلل إلى المشهد العام، باتباع سياسة التمدد الناعم.

إخوان مصر والدفع تجاه التحريض على العنف

في تصريحاته لعزام التميمي، اعترف القائم بأعمال المرشد العام الجديد، إبراهيم منير، بوجود قطاع في الجماعة طالب باستخدام العنف على نطاق واسع، وأقرّ ضمناً بوجود سلاح داخل التنظيم، وأنّ بعض هؤلاء غادر الجماعة، وأنّه -أي منير- على استعداد للتفاوض معهم، من أجل عودتهم، وإنهاء الخلاف التنظيمى معهم.

أبرز الشواهد في حوار إبراهيم منير، كان الارتباك الواضح في الاشتباك مع الكثير من الملفات، ما يطرح قدرته على السيطرة على المحك، ويدل على وجود حالة من التخبط، تواكب مأزق انتقال مركز الثقل من تركيا إلى لندن.

 

واصلت منابر الإخوان المختلفة التحريض على العنف في مصر مع ظهور تخوفات من احتمالية تقارب مصري تركي

 ومع تواتر عدة تسريبات، حول تفاهمات ما قد تحدث بين جهات أمنية في مصر وتركيا، زار وفد من قيادات الإخوان في تركيا والمتحالفين معهم، ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، في حضور عدد من المسؤولين الأتراك، من أجل الحصول على تطمينات، وكذلك تعليمات لخططهم في الفترة القادمة، وأفادت تقارير تركية، أنّ الإخوان طلبوا من وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، الحصول على الجنسية التركية، لتأمين وجودهم حال حدوث أيّ تغير مفاجئ في السياسة التركية.

 

أبدت جماعة الإخوان انزعاجها من مقتل عناصر من تنظيم داعش الإرهابي حاولوا الهرب من سجن طرة

من جهة أخرى، واصلت منابر الإخوان في تركيا سياساتها التحريضية ضد مصر، ودعوتها للتظاهر، مع بث أكاذيب إعلامية مفبركة، ودعوة الشعب إلى الخروج ومواجهة الموت، وتنافست التقارير الواردة في قناة مكملين، الذراع الإعلامي للإخوان في تركيا، على التحريض على ممارسة العنف، وقال أحد المتابعين للقناة: "الحل الناجح هو تخصيص فئة من الشباب، تحمل مولوتوف، يعني قنينة بها مادة مشتعلة مع قطعة قماش، ويتم إشعالها ورميها ..".

من جهة أخرى، أبدت جماعة الإخوان انزعاجها من مقتل عناصر من تنظيم داعش الإرهابي (ولاية سيناء) حاولوا الهرب من سجن طرة، وقتلوا عدداً من عناصر الأمن، واتهمت الجماعة قوات الأمن بتلفيق الرواية لتبرير مقتل الإرهابيين المحكوم عليهم بالإعدام، ما يطرح وحدة الأهداف والممارسات بين الإخوان وولاية سيناء على طاولة المشهد السياسي مرة أخرى.

إخوان تونس واللعب على تناقضات المشهد السياسي

في تونس، تحاول حركة النهضة استغلال الخلاف السياسي الذي وقع بين الرئيس، قيس سعيّد، ورئيس وزرائه هشام المشيشي، عقب اتهامات وجهها الرئيس للأخير على الملأ، إثر تحفظ الرئيس على شخصيات عيّنها رئيس الوزراء ضمن هيئة المستشارين، حيث ارتكزت استراتيجية النهضة على الانحياز للمشيشي، لتكريس الخلاف، في محاولة لعزل مؤسسة الرئاسة، انتقاماً من تصريحات الرئيس التي طالت سابقاً الحركة، وزعيمها راشد الغنوشي.

 

تحاول حركة النهضة استغلال الخلاف السياسي الذي وقع بين الرئيس التونسي ورئيس وزرائه

في هذا السياق، قال القيادي بالنهضة، رفيق عبد السلام، "إنّ أسلوب رئيس الجمهورية في اختلافه مع رموز الدولة غير سليم.. نحن داعمون لحكومة المشيشي؛ لأنّ المصلحة الوطنية تقتضي ذلك".

من جانبه، قال عبد الكريم الهاروني، رئيس شورى النهضة: "نحن حريصون أن يكون التعامل بين رموز الدولة، بأسلوب يحفظ هيبة الدولة"، في حين قال الغنوشي: "ندعو إلى سياسة التوافق والتعاون بين مختلف السلطات.. ورئيس الحكومة له الحق في التعيين، فإذا ما كانت تعييناته وفق القانون والدستور فهي نافذة".

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون.. تضارب في التصريحات وتصفية للحسابات

ويبدو أنّ النهضة قررت التكتل خلف المشيشي، من أجل جذبه إلى معسكرها، تمهيداً لضرب حياد الحكومة في مقتل، حيث تأمل في استجابة رئيس الوزراء لها، لحاجته إلى الدعم في مواجهة المتغير الجديد.

 

حاول المراقب العام للإخوان المسلمين بالسودان العودة إلى المشهد من بوابة "المساعدات الإنسانية"

من جهة أخرى، ومع ظهور ما يشبه التحالف التركي الباكستاني فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية ذات الصلة، في ظل سعي أردوغان إلى تكوين حزام سياسي يدعم توجهاته في المنطقة، تلقى راشد الغنوشي، بصفته رئيس مجلس نواب الشعب، مكالمة هاتفيّة من رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني، محمد صادق سنجراني، ووفقاً لبيان حركة النهضة، تمّ خلال المكالمة استعراض العلاقات التونسيّة الباكستانيّة، وبحث إمكانيات تمتين صلة التعاون والتنسيق، بين البلدين، ما يعيد إلى المشهد الأدوار التي تلعبها حركة النهضة لخدمة المشروع التركي في الإقليم، وتبعيتها المطلقة لحزب العدالة والتنمية التركي، ورئيسه رجب طيب أردوغان.

إخوان المغرب على طريق الانحدار

في المغرب، أعلن قاضي محكمة الاستئناف بفاس، الثلاثاء 22 أيلول (سبتمبر) الجاري، تأجيل البت في قضية القيادي بحزب العدالة والتنمية، عبد العلي حامي الدين، والذي يشغل حالياً منصب الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية، بجهة الرباط سلا القنيطرة، والمستشار البرلماني، إلى أواخر آذار (مارس) 2021، ما يعني استمرار المحاكمة، رغم المحاولات المستميتة من هيئة دفاع حامي الدين، والتي حاولت الدفع تجاه بطلان الدعوى العمومية، وبطلان قرار قاضي التحقيق.

عبد العلي حامي الدين

من جانبه أعرب، عبد العالي حامي الدين، عن فخره واعتزازه بالتضامن الذي لقيه داخل حزب العدالة والتنمية، مدعياً عدم قانونية الإحالة إلى التحقيق مرة أخرى بعد 26 عاماً.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: مغالطات ومحاولة للتهدئة وفساد ولعب بورقة الشريعة

يذكر أنّ حامي الدين متهم بقتل الطالب اليساري "ابن عيسى آيت الجيد" في العام 1993، وسبق وأدين بالحبس لسنتين، لكن أدلة جديدة ظهرت العام 2019، أفادت قيام القيادي الإخواني بقتل الضحية بشكل مباشر أثناء الاشتباك، حيث وضع قدمه على رقبة الطالب اليساري؛ حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: صراع داخلي وتخبط سياسي وإثارة للفوضى

من جهة أخرى، اعترفت الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية، بآسا الزاك، بانهيار الأوضاع الاقتصادية بالجهة، حيث أكدت تقارير ضرورة القيام بإصلاح جذري لقطاع الإنعاش الاقتصادي، بالإقليم، مبينة أنّ جائحة "كورونا" أظهرت مجموعة من الاختلالات التي يعاني منها، حيث حُرمت العديد من الأسر المعوزة، من الاستفادة من الدعم المقدم من طرف صندوق تدبير جائحة كورونا.

إخوان السودان ومحاولات العودة المستحيلة

مع تواصل الفشل السياسي، حاول المراقب العام للإخوان المسلمين بالسودان، عوض الله حسن، العودة إلى المشهد من الأبواب الخلفية، حيث قام بتفقد المتأثرين من السيول والفيضانات، وساهم بمواد عينية ومادية وصحية، قام بتوزيعها على مخيمات النازحين من المناطق المنكوبة، في محاولة يائسة للحصول على الدعم السياسي، باستغلال الكارثة الإنسانية.

محاولات التمدد الناعم في أوروبا

تمارس جيوب الإخوان ومراكزهم في أوروبا سياسة التمدد الناعم، من خلال المشاركة في الفاعليات الاجتماعية، ومحاولة تمثّل مظهر حضاري مدني، يخفي وراءه أيديولوجيا إقصائية بعيدة كل البعد عما تدعيه من تسامح.

 

تمارس جيوب الإخوان ومراكزهم في أوروبا سياسة التمدد الناعم عبر المشاركة بالفاعليات الاجتماعية

ففي أوكرانيا تواصل المراكز الثقافية الإسلامية، والجمعيات الاجتماعية التابعة لاتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد"، المدعوم من قطر، ووثيق الصلة بالإخوان المسلمين، المشاركة في كافة المناسبات الاجتماعية، حيث أسهم اتحاد "الرائد" في إحياء "يوم البيئة"، عبر حملات التنظيف والترتيب، التي أطلقتها الإدارات المحلية، ومؤسسات المجتمع المدني في مختلف المدن الأوكرانية.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: تهليل لأردوغان ومحاولات للانخراط الحكومي وتخبط واستقالات جماعية

اتحاد "الرائد" الذي نجح في التمدد بالفترة الأخيرة، شارك عبر جمعية "مريم" النسائية الإسلامية التابعة له، في اليوم العالمي للسلام الموافق 21 أيلول (سبتمبر) الجاري، في العاصمة كييف، بصحبة عشرات المؤسسات والمنظمات النسائية في عموم أرجاء أوكرانيا.

من جهة أخرى، أعلن خالد حنفي، عضو التنظيم الدولي، ورئيس لجنة الفتوى بألمانيا، عن تدشين الدراسة بالكلية الأوروبية للعلوم الانسانية، عن بُعد، وعلى الرغم من أنّ الشهادة غير معترف بها في جامعات أوروبا، أعلن حنفي عن تحصيل رسم 500 دولار عن الفصل الدراسي الواحد، ومدة الدراسة ثمانية فصول، واشترط الإعلان حفظ القرآن الكريم كاملاً، للقبول مع الإقامة القانونية في أوروبا، ما يعكس الهدف الحقيقي، والرامي إلى استقطاب شريحة المتدينين من مسلمي أوروبا، بالإضافة إلى الحصول على مورد مالي لدعم المشروع الإخواني الجديد.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية