الإخوان المسلمون: الفساد يضرب التنظيم وانشقاقات جديدة وتحالف مع التطرف

الإخوان المسلمون: الفساد يضرب التنظيم وانشقاقات جديدة وتحالف مع التطرف


13/09/2020

كشفت تصريحات القيادي الإخواني عصام تليمة، حالة الصراع المتنامي داخل جماعة الإخوان المسلمين، ورفض قطاع عريض اختيار إبراهيم منير، قائماً بأعمال المرشد العام، بعد اعتقال محمود عزت، كما كشفت التصريحات عن حجم الفساد المالي داخل الجماعة.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: مغالطات ومحاولة للتهدئة وفساد ولعب بورقة الشريعة

في تونس واصل راشد الغنوشي الاتجاه صوب المحور القطري/ التركي، مع محاولة امتصاص حملات الإدانة السياسية، وفي المغرب استمر تأزم الوضع الاقتصادي في ظل حكم حزب العدالة والتنمية، بينما أصر الإخوان في السودان على تحالفهم مع حزب التحرير الإسلامي الراديكالي.

تليمة يكشف الانشقاقات وسط اتهامات بالفساد

خرج القيادي الإخواني الهارب عصام تليمة، ليكشف في مقطع فيديو، حجم الخلافات داخل الجماعة، حيث حمّل محمود حسين، ومحمود الإبياري، مسؤولية انهيار التنظيم من الداخل، واصفاً إياهم بالفشلة، واتهمهما بالتدليس والكذب باسم محمود عزت، وأكد تليمة أنه تعرض لحملة سب واتهامات من حسين والإبياري والموالين لهما، ليغطوا على كذبهم وما فعلوه فى الجماعة، وأنّ اختيار إبراهيم منير، قائماً بأعمال المرشد جاء بشكل منفرد، ويأتي في إطار العمل من أجل مصالحهما.

وتابع تليمة: "هناك دكتور جامعي يقوم حالياً ببيع "شرابات" على باب أحد المولات في مدينة اسطنبول التركية، بعد أن تخلت عنه القيادات الإخوانية، فضلاً عن قيام تلك القيادات، بطرد بعض الشباب من أماكنهم السكنية بإسطنبول، بسبب معارضتهم للقيادات، وهناك الكثير من الأخوات تركن الإخوان لسوء الممارسات"، متابعاً: "الإخوان السبب في لجوء شباب الجماعة للإلحاد".

 خرج القيادي الإخواني عصام تليمة ليكشف في مقطع فيديو حجم الخلافات والفساد داخل الجماعة

وكشفت تقارير متعددة حجم الفساد المالي والإداري الذي ضرب الإخوان في تركيا، وابتلاع القيادات لأموال التبرعات، وهو ما كشف عنه تسريب صوتي لعضو مجلس شورى الإخوان أمير بسام، بعد ظهور علامات الثراء على أمين عام التنظيم محمود حسين، والذي قام بشراء عمارة بمليوني دولار في تركيا، بالإضافة إلى سيارة فارهة.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: صراع داخلي وتخبط سياسي وإثارة للفوضى

من جهة أخرى، انتقد المتحدث الرسمي باسم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، فايق أوزتراك، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بسبب دعمه لجماعة الإخوان المسلمين، ما أفسد العلاقات التركية مع مصر، والذي أثر بالضرورة على مصالح تركيا في ملفات عديدة بالمنطقة، وتابع أوزتراك:" إذا كنتم تقدرون مصالح ومنافع بلادنا، بقدر ما تقدرون الإخوان، لما وصلنا إلى هذا الوضع اليوم، لقد جفت ألسنتنا من تكرار النصيحة بضرورة التوافق مع مصر".

النهضة بين محاولات التهدئة والاتجاه صوب قطر

مع تصاعد الخلافات بين حركة النهضة ومؤسسة الرئاسة، وسط اتهامات غير مباشرة من الرئيس للحركة، بتبني أجندات خارجية، حاول رئيس كتلة النهضة، نور الدين البحيري، امتصاص حالة الغضب، سعياً نحو التهدئة، مؤكداً أنّ "وضع البلاد يحتاج من الطبقة السياسية الكف عن التجاذبات والمعارك الجانبية، والالتفاف لمشاغل الوطن والتونسيين"، وواصل: "السياسة مسؤولية وطنية ولا تبنى على الاتهامات الباطلة".

من جانبه قال عبد الكريم الهاروني، رئيس شورى النهضة: "نحن منشغلون بالعمل لمصلحة تونس وتدعيم الحكومة؛ لبناء ما ينفع تونس، لسنا معنيين بالجدل مع من احترفوا الهدم، بيننا القضاء العادل وإرادة الشعب"، وضمن هذا الخطاب المناور جاءت تصريحات زعماء الحركة، الأسبوع الفائت، لتعبر عن حجم الضغط السياسي الذي تتعرض له.

جاءت تصريحات زعماء حركة النهضة لتعبر عن حجم الضغط السياسي الذي تتعرض له

من جهة أخرى، استقبل راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، يوم الأربعاء 9 أيلول (سبتمبر) الجاري، علي بن فطيس المرّي، النائب العام لدولة قطر، برفقة سفير قطر بتونس، حيث ثمّن الغنوشي عمق العلاقات التونسيّة القطرية، داعياً إلى تطوير هذه العلاقات في المستقبل، وخاصة على مستوى الاستثمار والتبادل التجاري، كما نوّه عن الدعم الذي تلقاه تونس من دولة قطر، في مختلف الفترات وخاصة في الظروف الصعبة، على حد تعبيره، وتحدّث النائب العام لدولة قطر، عن استعداد بلاده للارتقاء بمستوى التعاون مع تونس في مختلف المجالات.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: تهليل لأردوغان ومحاولات للانخراط الحكومي وتخبط واستقالات جماعية

يذكر أنّ الغنوشي حضر اللقاء بصفته النيابية، تجنباً للإدانة، عقب مساءلته في مطلع حزيران (يونيو) الماضي عن علاقته بالحور التركي/ الليبي.

تعثر اقتصادي جديد بالمغرب وسط تفشي كورونا

أكدت الخزينة العامة للمملكة المغربية، التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، أنّ وضعية التحملات وموارد الخزينة، سجلت حتى نهاية شهر تموز (يوليو) الماضي، عجزاً في الميزانية بقيمة 43,5 مليار درهم، مقابل 33,8 مليار درهم خلال الفترة نفسها من السنة الماضية، ما يضع علامات استفهام حول الطريقة التي يدير بها حزب العدالة والتنمية، الذراع السياسي للإخوان، شؤون البلاد.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: كربلائية معتادة وتخبط سياسي واختراقات وانحياز للتطرف

من جهة أخرى، اعترفت الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بالرشيدية، بتقصير السلطات الحكومية المعنية، في اتخاذ تدابير استعجالية تستجيب لمتطلبات المرحلة، خصوصاً مع الارتفاع الكبير في أعداد إصابات كورونا، وسجلت أنّها "تتابع بقلق بالغ تطور الوضعية الوبائية بالإقليم، ومناحي تدبيرها والتفاعل معها من طرف مختلف الفاعلين".

وفي خطوة أثارت سخرية نشطاء ومدونين، وبعد أشهر طويلة من انتشار الوباء، قرر حزب العدالة والتنمية، تنظيم مهرجان افتراضي يوم الأحد 13 أيلول (سبتمبر) الجاري، لإطلاق حملة وطنية للتوعية بمخاطر جائحة كورونا، بداعي تعزيز جهود التعبئة الوطنية للحد من انتشار الوباء بالمملكة، والانخراط الجماعي في الجهود الوطنية لمكافحة انتشار جائحة كورونا، والحد من تداعياتها على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والنفسيّة والصحيّة.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: فوضى وتخبط ومحاولات لاستعادة التوازن

ويبدو أنّ حزب العدالة والتنمية الحاكم، وفق متابعين، تنبه متأخراً أنّ البلاد في حاجة إلى حملة توعوية، لمواجهة الجائحة العالمية، فقرر تنظيم مهرجان افتراضي، وتدشين حملة تقليدية فات أوانها، حرصاً على الشكل دون التطرق لجوهر الأزمة.

إخوان السودان والرهان على التطرف

في السودان، شارك الأمين السياسي للإخوان المسلمين حسن عبد الحميد، في الوقفة التي نفذها حزب التحرير الإسلامي، أمام مبنى مجلس الوزراء، رفضاً لنص فصل الدين عن الدولة في الدستور، ورفع شباب الحزب ومناصروه لافتات ضخمة، رفضوا فيها الحديث عن فصل الدين عن الدولة.

شارك الأمين السياسي للإخوان المسلمين بالسودان في الوقفة التي نفذها حزب التحرير الإسلامي

والتقى منسق حزب التحرير، بمندوب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وأوصل الوفد رسالة مفادها: "أننا مسلمون، ولن نرضى إلا بتحكيم الإسلام في دولته على منهاج النبوة".

يذكر أنّ جناح الإخوان بقيادة عوض الله حسن سيد أحمد، يباشر منذ فترة علاقة أشبه بالتحالف مع حزب التحرير الإسلامي، أكثر التنظيمات الإسلامية تطرفاً في السودان، والذي يدعو إلى الخلافة الإسلامية، ويعتبر العملية السياسية برمتها كفراً بواحاً.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية