
قال خبير العلاقات الدولية الدكتور طارق البرديسي: إنّ جماعة الإخوان دأبت على استخدام الدين ستاراً لمشروعها السياسي، مستغلةً الظروف الاقتصادية ومشاعر الناس الفطرية المجبولة على حبّ الدين، فكان نفاذُها سهلاً وميسوراً، لكنَّ دولة يوليو 2013 تصدت لهم، وأطاحت بهم، وحمت مصر منهم، رغم التحالفات والمؤامرات المستمرة.
وشدد البرديسي في تصريح صحفي لـ (اليوم السابع) على أنّ جهود الدولة في الأعوام الـ (10) الأخيرة الماضية كانت لتأمين البلاد من شرورهم أمنياً وتوعوياً، فكانت يداً تحاربهم أمنياً وإعلامياً، ويداً تبني وتشيد الجمهورية الجديدة.
واستطرد: "لكي لا ننسى فملايين المصريين الذين خرجوا في الـ (30) من حزيران (يونيو) كانوا من الوعي والجرأة والوطنية ما جعل العالم يخضع لرؤيتهم ويساير تطلعاتهم، وما كان ذلك ليحدث لولا القائد الجسور والرئيس البطل قائد المؤسسة الوطنية التي دوماً كانت وستظل مصنع الرجال الذين يصنعون المعجزات ويوجهون الأحداث صوب آمال الجماهير وأحلامها".
من جهته قال الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب: إنّ علاقة جماعة الإخوان الإرهابية بالعنف قديمة قدم التنظيم؛ فالجماعة أنشأت النظام الخاص أو الذراع العسكرية للجماعة بعد (10) أعوام من نشأة الجماعة عقب المؤتمر الخامس في العام 1939.
أديب: الإخوان شكّلوا بعد العام 2013 عدداً من الميليشيات المسلحة؛ منها حركة سواعد مصر، وحسم، ولواء الثورة، والمقاومة الشعبية، وحركة ضنك وولع، وغيرها.
وأضاف أديب في تصريحات صحفية أنّ الفكرة التي طرحها المؤسس الأول حسن البنا لم تكن فكرة دينية أو دعوية، ولكن خالطها التأسيس النظري والعملي للعنف، فقد قال في رسالة التعاليم: "سوف نستخدم العنف حين لا يُجدي غيره"، وهنا قرر لأتباعه استخدام العنف، وأنشأ ذراعه العسكرية التي قتلت رئيس وزراء مصر ووزير داخليتها آنذاك، محمود فهمي النقراشي، واغتالت القضاة والمدنيين وكل خصوم التنظيم.
وأوضح: "مات المؤسس الأول للتنظيم دون أن يقوم بحلّ الذراع العسكرية للجماعة، بل أحياها الإخوان عندما شكّلوا الميليشيات المسلحة بعد العام 2013؛ ومنها على سبيل المثال حركة سواعد مصر، وحسم، ولواء الثورة، والمقاومة الشعبية، وحركة ضنك وولع، وغيرها من الميليشيات التي خرجت من رحم التنظيم".
ولفت إلى أنّ كل الجماعات المتطرفة التي مارست العنف في مصر والمنطقة العربية إمّا أنّها خرجت من رحم جماعة الإخوان، وإمّا رضعت من ثديها، وهنا نجحت الجماعة في تأصيل العنف وتنظيره، ونقله من مجرد فكرة إلى الممارسة العملية.