أظهر استطلاع للرأي أن الخوف من الهجمات والجريمة زاد بشكل كبير في ألمانيا خلال العام 2023، حيث أكد الاستطلاع الذي نشره معهد أبحاث الرأي إبسوس، في 9 تشرين الأول / أكتوبر 2024، أن نسبة الأشخاص في هذا البلد الذين يخشون الهجمات ارتفعت من أربعة في المئة إلى 20 في المئة خلال اثني عشر شهرا. وفي الوقت نفسه ارتفعت نسبة المخاوف بشأن التطرف من 14% إلى 20%.
وعندما يتعلق الأمر بالخوف من التطرف، تحتل ألمانيا المركز الثاني في مقارنة بين الدول الـ 29 التي شملتها الدراسة، كما أعلنت شركة إيبسوس أيضًا في هامبورج. فقط في فرنسا، بنسبة 23%، كان القلق أكثر وضوحًا قليلاً مما هو عليه في الجمهورية الفيدرالية، وذلك وفقا لما نشره "المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات".
كما زاد الخوف من الجريمة بشكل حاد. وارتفعت نسبة أولئك الذين يخشون الجريمة في ألمانيا بنسبة 13 نقطة مئوية لتصل إلى 37 في المائة خلال عام واحد.
ووفقا لشركة إبسوس، كانت المخاوف بشأن الجريمة والعنف على رأس قائمة المخاوف والمخاوف للمرة الأولى على الإطلاق وقت إجراء الاستطلاع في أواخر أغسطس وأوائل أيلول / سبتمبر. وتلا ذلك الهجرة بنسبة 33 في المائة، والفقر وعدم المساواة الاجتماعية بنسبة 26 في المائة، والتضخم بنسبة 23 في المائة.
عندما يتعلق الأمر بالخوف من التطرف تحتل ألمانيا المركز الثاني في مقارنة بين الدول الـ 29 التي شملتها الدراسة
من جانبها، أكدت وزيرة الداخلية الألمانية فيزر يوم 11 أيار / مايو 2024 على جاهزية السلطات لمواجهة التحديات الأمنية المتعلقة بالأوساط الإسلاموية في ألمانيا، مشددة على أن السلطات تراقب بدقة مظاهرة لمجموعة “مسلم انتراكتيف” المقبلة في هامبورغ خوفا من التحريض.
وقالت إن السلطات الأمنية الألمانية تضع الأوساط الإسلاموية في ألمانيا نصب أعينها بقوة. وأوضحت فيزر : “نحن نستخدم جميع الأدوات المتاحة لنا: من المراقبة الاستخبارية إلى التحقيقات المكثفة”، مضيفة أنه في الأشهر الماضية وحدها شنت السلطات حملات استباقية متكررة لإحباط خطط هجمات.
ورغم ذلك خططت مجموعة “مسلم إنتراكتيف” الإسلاموية، المصنفة على قائمة التطرف، النزول إلى الشوارع مرة أخرى في هامبورغ بعد يوم من تصريحات وزيرة الداخلية الألمانية. وتخضع المظاهرة لشروط صارمة تشمل فرض حظر على التحريض على الكراهية أو العنف أو إنكار حق إسرائيل في الوجود.
وبعد أسبوعين على مظاهرة إسلاموية في هامبورغ أثارت جدلا كبيرا في ألمانيا بسبب رفع شعارات مثل “الخلافة هي الحل”، وسمحت السلطات مجددا بمظاهرة مماثلة في وقت لاحق، ولكن وفق شروط منها عدم رفع شعارات معينة وشروط تتعلق بمشاركة النساء.
وقال توماس هالدينوانج في بيان نقله المركز الأوروبي: “نرى دعوات في أطياف “جهادية” لشن هجمات لتنظيم القاعدة وداعش لإلحاقهم بالصراع في الشرق الأوسط”. وأضاف أن طوفان الصور المرتبطة بالحرب على الإنترنت والتي أثارها الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2024 ، بالإضافة إلى الأخبار الكاذبة، يمكن أن يكون بمثابة محفزات للتطرف.