احتجاجات المطار... هل بدأت المواجهة بين الجيش اللبناني وحزب الله؟

احتجاجات المطار... هل بدأت المواجهة بين الجيش اللبناني وحزب الله؟

احتجاجات المطار... هل بدأت المواجهة بين الجيش اللبناني وحزب الله؟


16/02/2025

أعلنت السلطات اللبنانية توقيف أكثر من (25) شخصاً غداة إصابة ضابطين من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، بهجوم على موكبهما على الطريق المؤدي إلى مطار بيروت، أغلقه حشد من أنصار حزب الله الذين واصلوا التظاهر أمس، وفق ما نقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

وتعهّد الرئيس اللبناني جوزيف عون بأن ينال منفذو الهجوم "عقابهم"، وسط تنديد من الأمم المتحدة والسلطات اللبنانية بهجوم الجمعة على "اليونيفيل" الذي جاء بينما كان عشرات من مناصري حزب الله يقطعون الطريق المؤدي إلى مطار بيروت الدولي للّيلة الثانية على التوالي احتجاجاً على إبلاغ السلطات خطوط "ماهان" الإيرانية بتعذر استقبال رحلتين مجدولتين من طهران.

وبعد ظهر السبت كذلك تظاهر المئات من مناصري الحزب على الطريق المؤدي إلى المطار بدعوة منه "استنكاراً للتدخل الإسرائيلي وإملاء الشروط واستباحة السيادة الوطنية". ورفع المحتجون صوراً للأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله وأعلام حزب الله والأعلام اللبنانية وسط انتشار أمني كبير، وفق (ميديل إيست أون لاين).

وبحسب ما نقلت صحيفة (العرب) اللندنية فإنّ ردّ القوات المسلحة اللبنانية على احتجاجات المطار ترسم أولى خطوات القطيعة بين الجيش اللبناني وحزب الله.

وعلى خلاف ما كان يحصل في السابق حين كان الجيش يلزم الصمت، ولا يردّ على استفزاز أنصار الحزب، فإنّ الجيش هذه المرة أطلق الغاز المسيل للدموع على أنصار الحزب الذين كانوا يحتجون بالقرب من مطار بيروت على منع لبنان طائرة إيرانية من الهبوط، وردوا هم باستهداف عناصر الجيش بالحجارة.

يريد الحزب عبر دفع أنصاره إلى التظاهر توجيه عدة رسائل إلى الداخل والخارج؛ منها أنّ الحزب لم يخسر الحرب، وهو موجود وقادر على ردّ الفعل.

وتعتقد أوساط سياسية لبنانية مطلعة أنّ حزب الله كان يريد اختبار ردة فعل الجيش من خلال الاحتجاجات وعمليات الحرق واستهداف عنصر من قوات اليونيفيل، فإذا لزم الجيش الصمت، فإنّ خطة الحزب تكون قد نجحت في إرباك الجيش ومنعه من السيطرة على الوضع الأمني والإمساك بملف السلاح لاحقاً.

لكنّ الأمر لم يسر هذه المرة كما يريده الحزب، وتحرك الجيش وردّ على الاستفزاز، في مؤشر على أنّ المرحلة القادمة ستشهد تصعيداً متبادلاً، خاصة أنّ الحزب لا يريد التسليم بالوضع الراهن، حتى لا يتم التعامل معه على أنّه ضعيف ويقبل بالأمر الواقع.

والآن سيعمل الحزب على التهدئة، واعتماد خطاب مغازل للجيش، وتحميل المسؤولية لجهة مجهولة قد تكون مجرد جندي أو قائد كتيبة يقف وراء قرار إطلاق الغاز المسيل للدموع على أنصار الحزب.

ويريد الحزب عبر دفع أنصاره إلى التظاهر توجيه عدة رسائل إلى الداخل والخارج؛ منها أنّ الحزب لم يخسر الحرب، وهو موجود وقادر على ردّ الفعل، ويرفض سياسة إخراجه من مواقع القرار، ويعارض انفراد الولايات المتحدة بوضع ما يجوز وما لا يجوز في لبنان.

والرسالة الأهمّ من الاحتجاجات هي ضرورة القبول بوجود إيران في المشهد، وفتح الباب أمام طائراتها لتأتي وتخرج من لبنان، وعدم محاصرتها كما يريد الأمريكيون.

ومنذ الخميس ينظم أنصار حزب الله مظاهرات تتركز أمام مطار بيروت وعلى الطريق المؤدي إليه، احتجاجاً على رفض سلطات المطار في اليوم ذاته منح إذن بالهبوط لطائرة ركاب إيرانية، ويعتبرون القرار "خضوعاً لإملاءات إسرائيلية".

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأنّ "المشاركين في المظاهرات حملوا العلم اللبناني ورايات حزب الله وصوراً للأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله، ورددوا هتافات نددت بالتدخل الإسرائيلي ـ الأمريكي في لبنان".

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية