إيران تغازل مصر... أين وصلت العلاقات بين البلدين؟

إيران تغازل مصر... أين وصلت العلاقات بين البلدين؟


31/07/2022

شهدت العلاقات الإيرانية المصرية تقارباً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، عكستها تصريحات المغازلة التي خرجت من عدد من المسؤولين في الجمهورية الإيرانية.

آخر تلك التصريحات خرجت على لسان رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بمصر، محمد حسين سلطاني فر، الذي قال: إنّ التطورات الراهنة تقتضي رفع العلاقات الثنائية بين البلدين من مستوى رعاية المصالح إلى المستوى السياسي المنشود.

سلطاني فر: التطورات الراهنة رفعت العلاقات الثنائية بين البلدين من مستوى رعاية المصالح إلى المستوى السياسي المنشود

وأوضح سلطاني فر في مقال له بصحيفة "إيران ديلي" أنّ المعايير السائدة في العلاقات بين طهران والقاهرة تفوق الصورة التي يروّج لها"، مشيراً إلى أنّ "هذا التطور الإيجابي والطاقات والفرص المتوفرة في مصر، ولا سيّما التجارية والاقتصادية، يجعل من مصر سوقاً كبيرة بـ (103) ملايين نسمة، وبوابة للدخول إلى الأسواق الأفريقية، بالنسبة إلى الحكومة الإيرانية"، وفق ما نقلت وكالة "إرنا" الرسمية.

ولفت إلى "قرار تركيا وقطر نحو ترسيخ العلاقات مع مصر، والخطوات السريعة التي اتخذها البلدان من أجل الاستحواذ على السوق المصرية، بما في ذلك تسيير رحلات جوية مباشرة عديدة، وما ترتب عليه من زيادة في حجم التبادل التجاري والسياحي بين الجانبين".  

فر: إيران مستعدة لدخول أسواق مصر عبر إنشاء مصنع لإنتاج السيارات وإعادة تشغيل البنك المصري الإيراني، وتأسيس شركات مشتركة

وأضاف الدبلوماسي الإيراني: "إنّ الجمهورية الإيرانية، وبعد المشاورات والرسائل المتبادلة، مستعدة لدخول أسواق مصر عبر إنشاء مصنع لإنتاج السيارات المحلية، وعقد استثمارات مشتركة، بما في ذلك إعادة تشغيل "البنك المصري الإيراني المشترك" (ميد بنك)، وتأسيس شركات مشتركة في مجالات النسيج والملاحة البحرية وتجارة السجاد".

وأردف: "هناك عدد من شركات الطيران الإيرانية التي تخطط لتسيير رحلات عبر سماء مصر إلى عدد من الدول الأفريقية، وأيضاً ترانزيت المسافرين من دول المنطقة إلى مصر".

وأفاد محمد حسين سلطاني فر بأنّه "تم التخطيط أيضاً لاستئناف التعاون مع مصر الذي تعطل لنحو (4) عقود، في مجال تبادل الطلبة والتكنولوجيا والخدمات الهندسية والتبادل السياحي وتأسيس الشركات المعرفية والتعاون في مجالي النفط والغاز".

عبد اللهيان: مصر دولة مهمة في العالم الإسلامي والعالم، ونرى أنّ توسيع العلاقات بين طهران والقاهرة يصب في مصلحة الشعبين

وفي السياق، كان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد عبّر عن أمله في تطوير العلاقات بين البلدين. 

وقال أمير عبد اللهيان، في تصريحات سابقة للتلفزيون الإيراني: "لم يكن لنا حتى الآن تفاوض مباشر مع الطرف المصري. مصر دولة مهمة في العالم الإسلامي والعالم، ونرى أنّ توسيع العلاقات بين طهران والقاهرة يصبّ في مصلحة الشعبين".

وأوضح الوزير الإيراني أنّ هناك "جهوداً جارية من أجل عودة مياه العلاقات بين طهران والقاهرة إلى مجاريها في إطار التعاون بين دولتين إسلاميتين"، مضيفاً أنّ "هناك مكتباً لرعاية المصالح في كل من البلدين، ممّا يظهر حقيقة أنّ مصر دولة مهمّة في العالم الإسلامي، ونحن نعتبر تطوير العلاقات معها يخدم مصلحة شعبي البلدين والعالم الإسلامي ودول المنطقة".

لقاء رفيع المستوى جرى خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها السيسي إلى سلطنة عُمان، جمع مسؤولين مصريين وآخرين إيرانيين

هذا، وكانت مصادر دبلوماسية مصرية قد كشفت مطلع شهر حزيران (يونيو) الماضي عن تطورات جديدة بشأن العلاقات بين مصر وإيران.

وذكرت المصادر أن "لقاءً رفيع المستوى، جرى خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى سلطنة عُمان الشهر الماضي، جمع مسؤولين مصريين وآخرين إيرانيين"، موضحة أنّ اللقاء "حضرته شخصية رفيعة من الوفد المرافق للرئيس المصري، بتنسيق عُماني"، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".

وأشارت المصادر إلى أنّ اللقاء "كان ذا طابع أمني في مجمله، وتطرّق إلى الوضع في قطاع غزة وسوريا"، مضيفة أنّه "كان هناك الكثير من نقاط الاتفاق بين الطرفين، وأنّ الفترة المقبلة قد تشهد تنسيقاً مباشراً بين القاهرة وطهران في قضايا وأمور متعلقة بالقطاع".

وقد ضمّ الوفد المصري المرافق للسيسي كلاً من وزير الخارجية سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة الوزير عباس كامل، ووزيرة التخطيط هالة السعيد، وعدداً آخر من المسؤولين.

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية