إنقاذ غزة هو المهمة القصوى: هل تفتح قمة القاهرة كوة للسلام؟

إنقاذ غزة هو المهمة القصوى: هل تفتح قمة القاهرة كوة للسلام؟

إنقاذ غزة هو المهمة القصوى: هل تفتح قمة القاهرة كوة للسلام؟


21/10/2023

تستضيف مصر قمة إقليمية دولية دعا إليها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لبحث مستقبل القضية الفلسطينية والحرب في قطاع غزة، التي اندلعت في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، بعد هجوم الفصائل الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة.

جاءت الدعوة بعد ترؤس السيسي اجتماعاً لمجلس الأمن القومي المصري في 15 من الشهر الجاري، وعلى الفور شرعت القاهرة في توجيه دعوات لحضور القمة إلى العديد من دول المنطقة والعالم، منها دول الإمارات والكويت وقطر والسعودية وروسيا، وبحسب مصادر رسمية مصرية فمن المتوقع أنّ يكون هناك حضور كبير في القمة.

جهود احتواء الأزمة

أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" المصرية بأن القمة ستعقد تحت عنوان "قمة القاهرة للسلام"، مؤكدة أنّ دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لاقت قبولاً واسعاً، وستشهد حضوراً كبيراً على الصعيدين الإقليمي والدولي.

يأتي موعد القمة بعد حادث استهداف مستشفى المعمداني في قطاع غزة، والذي خلف مئات من القتلى والمصابين.

وتسببت الحادثة في انسحاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من القمة الرباعية التي كانت مقررة في العاصمة الأردنية عمان بين العاهل الأردني والرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس المصري والرئيس الفلسطيني، وأعلنت الأردن ومصر عن إلغاء القمة الرباعية.

عبد المُهدي مطاوع: اتخاذ موقف إزاء ما يجري بحق الشعب الفلسطيني

يقول المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المُهدي مطاوع، بأنّ الهدف الرئيسي للقمة هو جمع أكبر عدد من دول العالم، بهدف اتخاذ موقف إزاء ما يجري بحق الشعب الفلسطيني، وخلق مسار سياسي يمكن من خلاله التحرك لإنهاء ما يحدث من حرب دموية ومجازر إسرائيلية بحق الفلسطينيين.

تتخوف القاهرة من تبعات الحرب فيما يتعلق بالهجرة القسرية للفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء نتيجة الحصار الإسرائيلي الخانق والقصف المتواصل

وأفاد لـ"حفريات" بأنّه رغم أهمية الدعوة لكن عملية خلق مسار سياسي لن تكون في هذا الأوان، وسيكون التركيز على الوصول لوقف إطلاق النار، لفرملة تدحرج الأمور والتصعيد في المنطقة. نوه مطاوع بأنّ خطر التصعيد قائماً بقوة، رغم تحكم الأطراف الإقليمية بردّ الفعل حتى الآن، لكن من الممكن بخطأ واحد أن تشتعل المنطقة مرة أخرى. وأشار إلى أنّ خطر التصعيد يعتبر من ناحية أخرى فرصة لن تتكرر للولايات المتحدة للتخلص من نفوذ إيران في المنطقة، ولهذا جاء الدعم الأمريكي والبريطاني الكبير تحسباً لذلك.

بحسب مطاوع فلن يتراجع الرئيس الأمريكي عن دعم إسرائيل، وربما يضع خطوطاً حمراء للعملية العسكرية، كما أنّه من المتوقع أنّ تكون من نتائج زيارته الاتفاق على دخول المساعدات عبر معبر رفح، لكن على الصعيد السياسي من المبكر الحديث عن أفق سياسي في المرحلة الحالية.

أهداف قمة القاهرة

يقول الصحفي المصري، حمادة عبد الوهاب، بأنّ عقد قمة القاهرة للسلام يتم في وقت تمر فيه القضية الفلسطينية بوقت حرج، ووضع لم تشهده منذ الانتفاضة الفلسطينية. وأضاف لـ"حفريات" بأنّ هناك عدداً من الملفات على أجندة تلك القمة، منها محاولة وضع حد للحرب الدائرة رحاها، ووقف القصف الإسرائيلي، والملف الثاني إدخال المساعدات في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق على قطاع غزة.

والثالث الأكثر أهمية هو إفشال المحاولة الإسرائيلية لخلق وطن بديل للفلسطينيين، وتهجير فلسطيني القطاع نحو سيناء، وهي خطة إسرائيلية من أجل القضاء على القضية، وتشمل على تهجير سكان الضفة إلى الأردن وبذلك تنهي القضية عملياً. ولفت عبد الوهاب إلى أنّ هناك موقفاً عربياً موحداً وقوياً ضد خلق نكبة ثانية تقضي على الشعب الفلسطيني وحل الدولتين.

حمادة عبد الوهاب: خطة إسرائيلية من أجل القضاء على القضية

وتابع الصحفي المصري، بأنّ القمة تتضمن ملفات أخرى منها إحياء مفاوضات السلام وعودة الحديث عن حل الدولتين عقب توقف المفاوضات لأعوام طويلة، في ظل وجود حكومة نتنياهو اليمينية المتشددة، وملف تبادل الأسرى حيث هناك مسعى تركي بالتحديد، يعمل على إنضاج صفقة تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، تتضمن الإفراج عن الأسيرات والأطفال لدى حماس مقابل إفراج إسرائيل عن الأسيرات في سجونها، لتكون تلك خطوة نحو حلحلة الأزمة.

زخم في القاهرة

منذ اندلاع الحرب في غزة شهدت المنطقة زيارات مكثفة من كبار المسؤولين الغربيين، الذين زاروا دولاً عربية وإسرائيل. رغم الانحياز الغربي الواضح لإسرائيل إلا أنّه لا غنى عن الضغوط الغربية على إسرائيل لتنسيق وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وهو الأمر الذي يتطلب التوصل إلى هدنة.

المحلل السياسي عبد المُهدي مطاوع لـ"حفريات": عملية خلق مسار سياسي لن تكون في هذا الأوان وسيكون التركيز على الوصول لوقف إطلاق النار

استقبلت القاهرة وزير الخارجية الأمريكي ووزيرة خارجية فرنسا والمستشار الألماني، كما تلقى كل من الرئيس المصري ووزير الخارجية سامح شكري عشرات المكالمات الهاتفية من نظرائهما في دول العالم، للتباحث حول الحرب في غزة.

وتتخوف القاهرة من تبعات الحرب، فيما يتعلق بالهجرة القسرية للفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، نتيجة الحصار الإسرائيلي الخانق والقصف المتواصل، الذي تسبب في انقطاع شبه تامّ للكهرباء والاتصالات والمياه، وتفاقم الأزمة الغذائية والصحية. تريد القاهرة التخفيف من الأزمة الإنسانية لتجنب تصعيد خطير في المنطقة، في ظل عملها مع دول في المنطقة والعالم للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، في وقت تتحدث فيه إسرائيل عن أشهر من العمليات العسكرية، وتخطط لغزو بري للقطاع.

المستشار الألماني مع الرئيس السيسي في القاهرة

وخلال لقاء السيسي مع المستشار الألماني أولاف شولتس، أعاد الرئيس المصري التأكيد بحزم على رفض أي خطة إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، مشدداً على أنّ مثل تلك الخطة غير القابلة للتنفيذ ستؤدي إلى تدمير عقود السلام بين مصر وإسرائيل.

بالعودة إلى قمة القاهرة للسلام، فمن غير المعروف بعد مكان عقد القمة بالتحديد في مصر، كما أنّه لا تأكيدات رسمية من الدول على الحضور وحجم التمثّيل في القمة، وإذا ما كانت ستقتصر على قمة لقادة عرب بحضور ممثلين عن تركيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، أم ستكون قمة إقليمية دولية.

مواضيع ذات صلة:

الحماية الأمريكية لجريمة إسرائيل في غزة

"طوفان الأقصى" يُنَشِط الإسلاموفوبيا... كيف؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية