إعادة فتح الحدود المغربية الإسبانية بعد إغلاقها عامين... ماذا يترتب على ذلك؟

إعادة فتح الحدود المغربية الإسبانية بعد إغلاقها عامين... ماذا يترتب على ذلك؟


17/05/2022

أعادت المغرب وإسبانيا، في الساعات الأولى من صباح اليوم، فتح حدودهما البرية في جيبي سبتة ومليلية، بعد إغلاقها مدة عامين.

واستقبلت مدينة الفنيدق فجر اليوم أول أفواج القادمين من سبتة المحتلة، وعبرتها عشرات السيارات باتجاه الجانب الإسباني، في أجواء استثنائية تعيشها الحاضرة الشمالية، بانتشار عناصر الأمن والقوات المساعدة على طول الشريط الساحلي للمدينة. 

أعادت المغرب وإسبانيا فتح حدودهما البرية في جيبي سبتة ومليلية، بعد إغلاقها مدة عامين، بعد إنهاء ملف أزمة سياسية

وقد نصبت السلطات المحلية (3) نقاط أمنية ودركية عند مدخل المدينة لتأمين عبور سلس للجميع قبل ساعات من الشروع في فتح المعبر، وسمحت للصحافة، لأول مرّة منذ الإغلاق، بالوصول إلى النقطة النهائية للمعبر، وفق ما نقلت هسبريس.

وإلى جانب التحركات الأمنية الكثيفة، شهدت المنطقة الحدودية حركة شعبية كبيرة على مستوى كورنيش الفنيدق، بخروج الناس لاستكشاف الوضع الجديد القديم.

وتستعد ساحة سيارات الأجرة بباب سبتة لاستقبال العابرين الراغبين في الدخول إلى الفنيدق وباقي المدن المغربية، فضلاً عن السيارات والدراجات النارية التي سمح لها بالمرور، لكن دون بضاعة إسبانية.

سيُسمح للمواطنين بعبور الحدود، وسيعود العاملون في الجيبين المحتلين إلى العمل بعد حصولهم على تأشيرات دخول

وبدا ملحوظاً غياب المهاجرين غير الشرعيين عن المنطقة بشكل مطلق، واكتفاؤهم بالبقاء بمقربة ميناء طنجة المتوسط، وقد نشرت السلطات رجال الأمن على طول النقاط المرتفعة المحيطة بمدينة سبتة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ السلطات المغربية والإسبانية اتفقت على فتح معبري سبتة ومليلية منتصف ليلة أمس أمام المواطنين والمقيمين في الاتحاد الأوروبي وللمصرح لهم بالتجول في منطقة شنغن.

واعتباراً من 31 أيار (مايو) الجاري، سيتم فتح مرحلة ثانية، حيث سيتمكن العمال عبر الحدود المعترف بهم قانوناً من دخول الأراضي الإسبانية من خلال المعابر الحدودية نفسها.

كذلك أتاح فتح المعبر عودة بعض المغربيين الذين كانوا عالقين بسبتة، وسط أجواء فرح وزغاريد.

 سُمح للسيارات والدراجات النارية بدخول المغرب بدون بضائع، ممّا يعكس حرص السلطات على عدم عودة التهريب المعيشي

في المقابل، استبعدت وسائل إعلام مغربية أن يؤدّي فتح الحدود البرية إلى عودة تدفّق السلع من المدينتين الإسبانيتين إلى الأراضي المغربية بأثمان رخيصة، وهي تجارة كانت تُعرف باسم التهريب المعيشي، قبل أن توقفها السلطات المغربية في خريف 2019.

ومنذ توقفت هذه التجارة زادت الجمارك المغربية "بنحو (4) مليارات درهم، قرابة (400) مليون دولار"، وفق ما نقلت عنها وسائل إعلام مغربية في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.

وتأتي إعادة فتح المعابر ضمن خارطة طريق لتطبيع العلاقات بين الرباط ومدريد أُعلن عنها مطلع نيسان (أبريل)، بمناسبة زيارة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى الرباط.

وشملت خريطة الطريق حتى الآن استئناف الرحلات البحرية، والتعاون في محاربة الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى عملية عبور المغاربة المقيمين بأوروبا موانئ البلدين خلال عطلة الصيف المقبل.

وكانت المعابر الحدودية مع سبتة ومليلية قد أغلقت قبل عامين بسبب جائحة كورونا، وظلت مغلقة بعد ذلك في سياق أزمة دبلوماسية بين الرباط ومدريد، لكنّ هذه المصالحة أنهت الأزمة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية