إخوان بنغلاديش تحت مقصلة قانون مكافحة الإرهاب.. ما الجديد؟

إخوان بنغلاديش تحت مقصلة قانون مكافحة الإرهاب.. ما الجديد؟

إخوان بنغلاديش تحت مقصلة قانون مكافحة الإرهاب.. ما الجديد؟


18/04/2023

ما زالت الجماعة الإسلامية البنغالية، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، تحاول فرض أجندتها السياسية، عبر تأجيج الرأي العام وحشده لصالح حراكها التخريبي، كما تواصل في الوقت نفسه آلية جمع أموال الزكاة، بداعي صرفها في مصاريفها الشرعية.

وعليه، تواصل مسلسل المواجهات بين الإخوان والحكومة البنغالية؛ حيث قامت عناصر الشرطة في بنغلاديش، باعتقال أمير الجماعة الإسلامية في مدينة راجشاهي، وعضو المجلس العملي المركزي، الدكتور كرامات علي، وثلاثة آخرين، بعد ثبوت تورطهم في عقد اجتماعات سريّة، والتخطيط لنشر الفوضى في أنحاء البلاد.

ادعاءات إخوانية كاذبة

القائم بأعمال الأمين العام للذراع الإخوانية، أبو طاهر محمد معصوم أدان في بيان له، قيام الأجهزة الأمنية باعتقال الدكتور كرامات علي، زاعماً أنّ عملية الاعتقال جرت دون صدور مذكرة اعتقال بحق المعتقلين، وأنّ الجماعة لا تعرف سبب اعتقالهم حتى الآن. مدعياً أنّ الشرطة البنغالية أصبحت مجرد "أداة قمع تستخدمها قبل الحكومة".

معصوم حاول استخدام الابتزاز الديني، بالإشارة إلى أنّ عملية الاعتقال تمّت في شهر رمضان، دون مراعاة لقواعد التعامل بعطف ولين في هذا الشهر الفضيل، بحسب تعبيره، قبل أن تعلو نبرة التحريض في خطابه، حيث حذّر الحكومة من عواقب عملية الاعتقال، مؤكداً أنّها لن تكون حميدة. داعياً الشعب إلى "رفع الصوت ضدّ هذه الممارسات القمعية، للحكومة الطاغية المستبدة (بحسب البيان)، ووقف عمليات التعذيب الممنهج للنشطاء السياسيين المعارضين، والافراج بشكل فوراي عن أمير الجماعة الإسلامية في مدينة راجشاهي".

القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم

جدير بالذكر أنّ الشرطة البنغالية، وبحسب مصادر إعلامية محلية، استخرجت كافة الأوراق القانونية قبل عملية الاعتقال، وذلك بعد ثبوت الاتهامات الموجهة للقيادي الإخواني، وعلى رأسها استغلال المساجد وقت صلاة التراويح؛ للقيام بأنشطة سياسية واجتماعات غير مرخص لها، كما استخرجت إذناً قضائياً لاستجواب المعتقلين.

الشرطة تواصل تقليم أظافر الإخوان

الشرطة البنغالية واصلت مهامها الأمنية في حزم، ولم تلتفت إلى ادعاءات الجماعة الإسلامية، حيث وجهت ضربة أخرى قاصمة للتنظيم، وذلك باعتقال أمير الجماعة الإسلامية في مدينة داكا شمال، والقيادي الإخواني البارز، محمد سالم الدين، حيث داهمت الشرطة اجتماعاً عقدته الجماعة في بشوندرا، قبيل الإفطار وألقت القبض عليهم.

معصوم حاول استخدام الابتزاز الديني، بالإشارة إلى أنّ عملية الاعتقال تمّت في شهر رمضان، دون مراعاة لقواعد التعامل بعطف ولين في هذا الشهر الفضيل

بدورها أصدرت المحكمة قراراً بالحبس الاحتياطي خمسة أيام، لعضو المجلس التنفيذي المركزي للجماعة الإسلامية، وأمير العاصمة محمد سالم الدين، الذي اعتقل بصحبة ثمانية من قادة الحزب، وحصلت الشرطة على إذن لاستجوابهم، تمهيداً لمحاسبتهم بموجب قانون مكافحة الإرهاب.

تظاهرات وتحريض

بدورها، نظمت الجماعة الإسلامية في شمال دكا الكبرى، تظاهرات حاشدة؛ احتجاجاً على اعتقال محمد سالم الدين وقادة آخرين، وبدأ الموكب من ميدان ميربور الدائري، وانتهى بمسيرة أمام محطة مترو كازيبارا، ولم يكن لهذا الحراك أيّ تأثير، وانتهى ببعض أعمال الشغب، واستفزاز رجال الشرطة، والتي من جانبها لم تستجب لاستفزازت الإخوان، الذين حاولوا جرّ الأمور لاشتباكات وحرب شوارع.

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية، مجيب الرحمن، أصدر بياناً أدان فيه بشدة قيام الأجهزة الأمنية باعتقال أمير الجماعة الإسلامية لمدينة داكا شمال، وعضو المجلس التنفيذي المركزي وآخرين، بداعي أنّ الدعوى القضائية التي تمّ الاعتقال بموجبها ملفقة ومفبركة ضدهم؛ من أجل توقيفهم وحبسهم احتياطياً على ذمة التحقيق، مطالباً بالافراج الفوري عنهم دون قيد أو شرط. زاعماً أنّ الجماعة الإسلامية في مركز بشوندرا، نظمت في 7نيسان (أبريل) الجاري، محاضرة دينية بعنوان: مساهمة الزكاة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكانت القاعة مليئة بالمدعوين الذين قدمت لهم  دعوة للإفطار، دون أن يكون لذلك علاقة بالعمل السياسي.

الجماعة تحاول توظيف المواجهات بينها وبين الشرطة؛ من أجل تفجير الوضع الأمني في البلاد، والاتجاه نحو المزيد من المواجهات

جدير بالذكر أنّ الاجتماع شهد وضع آلية من قبل الجماعة؛ تستهدف جمع أموال الزكاة لصالح أجندتها السياسية، لكنّ الجماعة حاولت التحايل على ذلك، حيث زعم القائم بأعمال أمير الجماعة، أنّ الزكاة باعتبارها ركناً من أركان الإسلام الخمسة، فإنّ الجماعة كانت تحض على التمسك بها، وأنه نظراً ّ لأنّ معظم الجماعات والمنظمات، تقوم بتنظيم برامج وندوات دينية في شهر رمضان المبارك؛ لتشجيع الأثرياء المسلمين على إخراج زكاتهم، فإنّ الجماعة الإسلامية، من هذا المنطلق، نظمت برنامجاً دينياً خاصّاً يشجع على الزكاة.

تحريض على الفوضى

مجيب الرحمن وصف الحكومة البنغالية بالفاشية، وزعم أنّها تقوم باعتقال المسلمين، وتمارس "تعذيبهم وقمعهم؛ "باسم توقيفهم في الحبس الاحتياطي في مراكز الشرطة، وفي أيام الصيام التي ينشغل فيها الناس بالعبادة، فإنّ الحكومة منشغلة بالاعتقالات".

قامت الأجهزة الأمنية البنغالية باعتقال الدكتور كرامات علي

وقال القائم بأعمال الأمير، إنّ الحركة الشعبية من أجل استعادة الديمقراطية والحقوق العامة للمواطنين آخذة في الازدياد، وزعم أنّ الحكومة أدركت أنّ فترة حكمها سوف تنتهي قريباً؛ ولهذا، "تكثف الأجهزة من عمليات المداهمات لمنازل ومكاتب النشطاء السياسيين المعارضين لا سيما المنتمين للجماعة الإسلامية".

ويبدو أنّ الجماعة الإسلامية تحاول توظيف المواجهات بينها وبين الشرطة؛ من أجل تفجير الوضع الأمني في البلاد، والاتجاه نحو المزيد من المواجهات، بينما تواصل الشرطة ملاحقتها، وتوجيه الضربات الأمنية إليها، بعد ثبوت تورطها في الكثير من الاضطرابات وحوادث العنف.

في الوقت نفسه، أظهرت الجماعة الإسلامية عدم اهتمامها بالانتخابات المقبلة، وأعلنت مقاطعتها، مشترطة وجود حكومة انتقالية، كبديل لحكومة عوامي، داعياً الأحزاب الأخرى إلى المقاطعة، كما طالبت الشعب بالخروج والتصدي للحكومة بكافة الأشكال الممكنة، محرضة على الفوضى والعنف، كما تنهج الجماعة نهجاً طائفياً تجاه الأقلية الهندوسية الموجودة في البلاد.

مواضيع ذات صلة:

كيف حاول إخوان بنغلاديش إفساد انتخابات نقابة المحامين؟

مكافحة التطرف العنيف في بنغلاديش

خطاب التكفير الإخواني.. هل يفجر العنف في بنغلاديش؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية