إخوان المغرب بين مزاعم المراجعات وانتهاج سياسات الماضي

إخوان المغرب بين مزاعم المراجعات وانتهاج سياسات الماضي

إخوان المغرب بين مزاعم المراجعات وانتهاج سياسات الماضي


04/04/2023

تقارير صحفية عديدة، لفتت إلى أنّ حزب العدالة والتنمية (المصباح)، الذراع السياسية للإخوان في المغرب، بات يقف على أعتاب مراجعات عميقة، تتناول وثائقه المرجعية، وبخاصة برنامجه السياسي؛ من أجل إعادة بناء هياكل الحزب، وترتيب أدواته التنظيمية، وإعادة تقديم المحتوى الأيديولوجي بشكل أكثر مرونة، بعد تلقّي الحزب أسوأ هزيمة انتخابية على الإطلاق.

الحزب الإخواني الذي أمضى عقداً كاملاً في السلطة، أعلن عبر لجنة الشؤون السياسية والسياسات العمومية، ولجنة الأنظمة والمساطر التابعتين للمجلس الوطني (برلمان الحزب)، خلال اجتماعهما في 19 آذار (مارس) الماضي، عن انطلاق ورش تختص بمراجعة الوثائق المرجعية، ولكن تحت إشراف الأمانة العامة، ما فتح الباب أمام تكهنات متعددة، زعمت أنّ المصباح دخل للتو إلى مرحلة تغيير الجلد السياسي، في محاولة لمجاراة الواقع بعد الهزيمة الانتخابية الأخيرة.

ممارسات تقليدية

على الجانب الآخر، تعكس الممارسات السياسية للحزب الإخواني، نهجاً تقليدياً شديد الرتابة، يقوم على نفس السياسات القديمة، دون أيّ تغيير، فما زال المصباح حزباً إسلامياً تقليدياً، ينتهج سياسات الإخوان نفسها، من اختلاق القضايا، وإثارة الشائعات، والاعتماد على خطاب شعبوي ساذج، يقوم على تشويه الآخرين، تحت غطاء ديني.

وفي هذا السياق، هاجم الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، ​​وزير العدل عبد اللطيف وهبي؛ بسبب الجدل الدائر حول العلاقات الرضائية، في سياق إصلاح قانون الجنايات والأسرة. وخاطب بنكيران الوزير وهبي، يوم السبت الماضي، أمام ضريح الملك محمد الخامس، قائلاً: "نحن في هذه الظروف، وتتحدث عن العلاقات الرضائية، ما الذي تبحث عنه بالحديث عن العلاقات الرضائية؟ لا تريد أن تتدخل الدولة عندما يجد الرجل زوجته تفعل شيئاً".

هاجم الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، ​​وزير العدل عبد اللطيف وهبي

جدير بالذكر أنّه منذ إعلان وزير العدل عبد اللطيف وهبي، عن شروعه في وضع إصلاحات على قانون العقوبات والأسرة، يتعمد حزب العدالة والتنمية إثارة اللغط، عبر الاشتباك مع قضايا الحريات الفردية والمساواة بين الجنسين، وتعمد إثارة الشائعات وتأجيج الرأي العام.

وتأتي تحركات وهبي، استجابة لتوجيهات الملك محمد السادس، والذي كرّس في نهاية تمّوز (يوليو) 2022، جزءاً كبيراً من خطابه، بمناسبة عيد العرش، لحقوق المرأة، ودعا إلى إصلاح قانون الأسرة؛ لإرساء مزيد من المساواة بين المرأة والرجل.

تعكس الممارسات السياسية للحزب الإخواني، نهجاً تقليدياً شديد الرتابة، يقوم على السياسات القديمة نفسها دون أيّ تغيير

وبأمر من الملك شخصياً، شرع وزير العدل في إصلاح مدونة الأسرة، وفق طرح مقترحات لم يتم تحديد معالمها بوضوح بعد، إلّا أنّ هذا الإصلاح المستقبلي، أدى إلى الانقسام بالفعل، حيث يرغب النسويون في الإصلاح؛ لكسر أقفال المجتمع المحافظ، بينما يرفض الإسلاميون، وعلى رأسهم حزب الإخوان، المساس بالقوانين القديمة. وبحسب العناصر الأولى المتوفرة في الصحافة المغربية، فإنّ الإصلاح يهدف إلى إلغاء زواج القاصرات، والاعتراف باختبارات الحمض النووي، وهو ما يرفضه عبد الإله بنكيران.

استغلال الأزمة الاقتصادية العالمية

من جهة أخرى، ومن موقعه كحزب معارض، انتقد حزب العدالة والتنمية بشدة، ما وصفه بـــعجز الحكومة عن تنظيم الأسعار والحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين. وانتقد ذراعه النقابي؛ الاتحاد الوطني للشغل في المغرب (UNMT)، الذي عقد للتو مؤتمره الوطني الثامن، الحكومة بسبب إجراءاتها لمكافحة ارتفاع الأسعار، قائلاً إنّها لا تهاجم جذور المشكلة، وزادت فقط من إفقار الطبقة الوسطى.

الاتحاد الوطني للشغل، أصدر بيانات صحفية؛ تدعو السلطة التنفيذية إلى الرد على ارتفاع تكلفة المعيشة والقوة الشرائية للأسر. مع المطالبة بالتركيز على تخفيض ضريبة الدخل، وضريبة القيمة المضافة على المنتجات الغذائية الاستهلاكية، وكذلك الوقود، من بين تدابير أخرى، مع مراجعة سياسات التقشف وتنفيذ التدابير الاجتماعية، والوعود الانتخابية، ودعم القوة الشرائية للمواطنين في مواجهة التضخم. وهددت النقابة الإخوانية بانفجار ما أطلقت عليه: جائحة التذمر.

نشط الذباب الإلكتروني التابع للمصباح، حيث أعربت حسابات مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي عن حنين أصحابها إلى حكومتي العدالة والتنمية

وفي السياق نفسه، نشط الذباب الإلكتروني التابع للمصباح؛ حيث أعربت حسابات مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي عن حنين أصحابها إلى حكومتي العدالة والتنمية، سواء خلال ولاية عبد الإله بنكيران، أو سعد الدين العثماني؛ في محاولة لجذب الانتباه، والعودة من جديد إلى المشهد السياسي الذي لفظ الإخوان في الانتخابات الأخيرة.

مؤشر السعادة ذريعة إخوانية

بدورها، قالت النائبة نعيمة الفتحاوي، من حزب العدالة والتنمية في مجلس النواب، إنّ المغرب يحتل المرتبة الــ 100، في ترتيب مؤشر السعادة العالمي لعام 2023. وهو مشروع قامت شبكة حلول التنمية المستدامة (SDSN)، تحت إشراف الأمم المتحدة، وبرعاية شركة الاقتراع والإحصاء الأمريكية، منظمة غالوب. وأثار عدة انتقادات حول دقته، ومواصفات الشرائح الاجتماعية المستهدفة.

تأتي تحركات وهبي، استجابة لتوجيهات الملك محمد السادس

في سؤال مكتوب موجه إلى رئيس الحكومة، أشارت نعيمة الفتحاوي إلى أنّ التقرير المتعلق بمؤشر السعادة العالمي، يستند إلى نتائج رأي على المستوى الدولي، أجري في أكثر من 150 دولة، ثم الرجوع إلى إحصائيات منظمة غالوب.

وبحسب المشروع المثير للجدل، حصل المغرب على مؤشر 4.903 ( نفس العام السابق) في ترتيب شبكة الأمم المتحدة، من إجمالي 10 مؤشرات. وتحتل المملكة المركز الثامن في الترتيب المذكور على مستوى القارة الأفريقية، خلف الجزائر (المرتبة 81 عالمياً)، وجنوب أفريقيا (المرتبة 85)، وغانا (المرتبة 91)، والجابون (المرتبة 94)، ونيجيريا (المرتبة 95) والكاميرون (96)، وأخيراً موزمبيق (97).

مواضيع ذات صلة:

إخوان المغرب ونهج تصفية الحسابات

لماذا يصادر إخوان المغرب الاجتهاد الديني ويختلقون معارك وهمية؟

لهذه الأسباب فشلت خطة إخوان المغرب في الإطاحة بوزير العدل



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية